عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان تُحفّز نظيرتها في باكستان

  • 11/14/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان تُحفّز نظيرتها في باكستان بيشاور (باكستان) - أعطى استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان زخما إضافيا لنظيرتها الباكستانية “طالبان باكستان” التي برزت من جديد منذ عام، ما أرغم إسلام أباد على التفاوض معها لتجنّب العودة إلى الوقت الذي كانت ترعب فيه البلاد. وشنّت “طالبان باكستان”، وهي حركة منفصلة عن طالبان الأفغانية لكن تحرّكها الأيديولوجيا نفسها وتاريخ مشترك طويل، هجمات دامية لا تُحصى هزّت باكستان بين إنشائها في 2007 و2014. لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثّفة شنّها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني، وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية. إلا أنها استعادت قوّتها منذ أكثر من عام بفضل قيادة جديدة ولاسيما بعد عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس. ويقول مصدر من حركة “طالبان باكستان”، “منذ سقوط كابول، بات بإمكان (مقاتلينا) التحرك بحرية (أكبر) من الجانب الأفغاني. لم يعد لديهم خوف من طائرات مسيرة أميركية، وبات باستطاعتهم عقد لقاءات والتواصل بسهولة”. ظهرت استعادة الثقة هذه أواخر أكتوبر من خلال نشر صور زعيم “طالبان باكستان” المفتي نور ولي محسود، يتنقل علنا في أفغانستان ويصافح السكان ويتحدث على الملأ. هذا الأمر كان مستحيلا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة الموالية للدول الغربية. وتبنت حركة “طالبان باكستان” 32 هجوما في أغسطس و37 في سبتمبر، وهو أعلى عدد هجمات تتبناها الحركة خلال شهر منذ “خمسة أو ستة أعوام”، بحسب ما أعلن الباحثان أميرة جدعون وعبدالسيد في مقال نُشر مؤخرا. كما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن 149 هجوما عام 2020، أي أكثر بثلاث مرّات من تلك التي نفّذتها عام 2019. مصدر من طالبان باكستان قال إنه منذ سقوط كابول بات بإمكان مقاتليهم التحرك بحرية وانتفى خوفهم من المسيّرات ويشير الباحث في جامعة بيشاور سيد عرفان أشرف إلى أن الحركة “تريد استنساخ إنجاز طالبان الأفغانية”. وأُنشئت “طالبان باكستان” على أيدي جهاديين باكستانيين ينتمون إلى تنظيم القاعدة كانوا قد قاتلوا في صفوف طالبان في أفغانستان في التسعينات، قبل أن يعترضوا على الدعم الذي قدّمته إسلام أباد للأميركيين بعد غزوهم لأفغانستان عام 2001. وينتمي أعضاؤها بشكل أساسي لإتنية البشتون على غرار عناصر طالبان الأفغانيين الذين لطالما دعمتهم باكستان بشكل سرّيّ، لتحافظ على نفوذها في أفغانستان وتضع حدا لتأثير عدوّتها الهند. ونشأت طالبان باكستان في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان، وقتلت في أقلّ من عقد، عشرات الآلاف من الباكستانيين من مدنيين وعناصر قوات الأمن. وسمحت العملية التي أطلقها الجيش الباكستاني عام 2014، بطرد الحركة من المناطق القبلية، بعدما ضعُفت جراء هجمات مسيّرات أميركية وانقسامات داخلية وانضمام عدد من عناصرها إلى الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية. واعتبارا من 2015، تراجعت الحركة كثيرا، لكن بعد مقتل قائدها الملا فضل الله بطائرة مسيّرة أميركية، استجمعت قواها. استُبدل فضل الله بنور ولي محسود، وهو من عشيرة محسود التي تثير الرعب والمتحدرة من جنوب وزيرستان التي يتحدّر منها أيضا مؤسس الحركة بيت الله محسود. وتحت قيادتها الجديدة، التحمت الحركة اعتبارا من صيف 2020 عبر ضمّ نحو عشرة فصائل مقرّبة من القاعدة أو مجموعات سابقة في الحركة تركتها لفترة. في الوقت نفسه، ضعُف “تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان” بسبب تخبطه بين الجيش الأفغاني الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة وحركة طالبان التي كانت آنذاك متمردة. وفي محاولة لتحسين صورة حركته والتميّز عن تطرّف “تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان”، طلب نور ولي أن تركز هجمات حركته على قوات الأمن وليس المدنيين. وجدّد تأكيده على دعم حركة طالبان الأفغانية التي تقاتل حاليا تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان خصمها الرئيسي، الذي كثّف هجماته الدامية في العاصمة كابول وخارجها. وتضمّ حركة “طالبان باكستان” بين 2500 وستة آلاف مقاتل بحسب الأمم المتحدة، وعادت لتثير الرعب مجددا في مناطق القبائل، رغم أنها لم تعد تسيطر عليها جزئيا كما كانت في العقد الماضي.

مشاركة :