الْتقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم بالعاصمة الكرواتية زاغرب، وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء بجمهورية كرواتيا غوردان ردمان غرليتش، في إطار زيارته الحالية لتوقيع مذكرة التفاهم في مجالات العمل الإسلامي بين وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة والمشيخة الإسلامية بجمهورية كرواتيا. وفي بداية اللقاء أشاد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بالعلاقات المتينة والمتميزة بين البلدين الصديقين، منوهًا بما تحظى به كرواتيا من تقدير واحترام من القيادة السعودية، وواصفًا هذه الزيارة بأنها عنوان لهذا الاحترام والتقدير المتبادل بين الدولتين. ونوّه "آل الشيخ" بما رآه من تعايش وتناغم بين جميع أفراد الشعب الكرواتي على اختلاف دينهم وأعراقهم؛ مما يجعلهم نموذجًا يُحتذى في التعايش السلمي والتسامح، وهذا يؤكد المستوى الرفيع الذي وصلت له السلطة الدينية والسياسية في جمهورية كرواتيا. وأشار إلى الجهد الكبير الذي تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- لنشر مبادئ الوسطية والاعتدال واحترام جميع البشر، منطلقين في ذلك من الفهم الصحيح للقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ونوه بما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم لجميع المحتاجين في العالم بقدر استطاعتها من منطلق إسلامي؛ حيث بلغت المساعدات التي قدمتها للمحتاجين والمنكوبين في العالم مئات المليارات؛ في حين قدمت المملكة لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة جائحة كورونا 500 مليون دولار، هذا عدا المساعدات الأخرى التي تقدّمها لبعض الدول الصديقة. وأكد "آل الشيخ" أن الإرهاب لا دين له، ولا لون، وأن المملكة العربية السعودية عانت من الإرهاب، وتضررت منه كثيرًا أيضًا، وهي من أوائل الدول التي واجهت الإرهاب؛ مشددًا على ضرورة تضافر الجهود العالمية لمكافحته والقضاء على أسبابه من خلال تعليم الناس دينهم دون تطرف أو كراهية أو غلو. وقال في ختام حديثه: إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- يحملان تجاه دول المنطقة المحبة والتقدير، ويحرصان دائمًا ويعملان على استقرار الدول وتجنيبها الفتن، سائلًا الله لكرواتيا مزيدًا من التقدم والازدهار. من جانبه قال وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الكرواتي غوردان ردمان غرليتش: يسعدني ويشرفني نجاح هذه الزيارة المهمة؛ مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة في جمهورية كرواتيا ورئيس البرلمان ووزيرة الثقافة، أعربوا عن شكرهم وخالص تقديرهم على المنحة السخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لضحايا ومتضرري الزلزال الذي ضرب مدينة زغرب وضواحيها في الفترة الأخيرة، وأريد أن أستغل هذه الفرصة لأقدم أيضًا شكري وتقديري للمملكة العربية السعودية. وأضاف غوردان: فيما يتعلق في التعاون الثنائي بين المملكة وكرواتيا، نؤكد أن هذا الجانب مهم لنا ونحن الآن جادون لافتتاح سفارة لنا في المملكة، ونعلم أن هناك الكثير من الأمور المشتركة التي تربطنا مع المملكة . وبيّن "غوردان" أن العلاقات الاقتصادية مع المملكة هامة جدًّا؛ لأنها دولة مؤثرة عالميًّا؛ ولهذا السبب يهمنا تعزيز وتنمية هذه العلاقة، ومن الواضح لدينا التأثير السياسي الكبير للمملكة العربية السعودية، وهذا مهم للاستقرار والأمن والسلام للعالم. وأكد أن زيارة وزير الشؤون الإسلامية هي زيارة هامة لنا، وهي رسالة إيجابية من المملكة تقدّمها عن الدين الإسلامي ،وهي فرصة لكم أيضًا للتعرف على المجتمع الكرواتي متعدد الطوائف والعرقيات والديانات، وأن هذا المجتمع المتسامح يقدّر الآخر ويضع الإنسان في قمة الأولويات. واختتم وزير الخارجية بجمهورية كرواتيا، حديثه بالتأكيد على الأثر الإيجابي والانطباع الطيب الذي سوف تتركه زيارة الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في المجتمع الكرواتي؛ متمنيًا تكرار مثل هذه الزيارات. حضر اللقاء من الجانب الكرواتي: فلاديمير كونياك شتولا رئيس قسم إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا، وإيفان ماريتش المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية والشؤون الأوروبية، ورئيس المشيخة الإسلامية بجمهورية كرواتيا الشيخ عزيز حسانوفيتش، والمنسق العام للمشيخة الإسلامية الشيخ خالد ياسين.. ومن الجانب السعودي: سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البوسنة والهرسك وغير المقيم بجمهوريتي صربيا وكرواتيا أسامة بن داخل الأحمدي، ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عواد بن سبتي العنزي، والمستشار بوكالة الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي.
مشاركة :