طرابلس - قدم سيف الإسلام القذافي الأحد ترشيحه رسميا للانتخابات الرئاسية في ليبيا المقررة في نهاية الشهر المقبل، كما نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول في مفوضية الانتخابات. وقال عبد الحكيم الشعاب نائب رئيس مفوضية الانتخابات الوطنية في ليبيا إن "سيف الاسلام قدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في مكتب المفوضية في مدينة سبها" بجنوب البلاد، مؤكدا أنه "استكمل جميع المسوغات القانونية حسب قانون الانتخابات الرئاسية الصادر عن البرلمان". وسيف الإسلام من أبرز الشخصيات التي كان متوقعا أن تخوض انتخابات الرئاسة ضمن قائمة مرشحين تضم أيضا قائد قوات الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وظهر سيف الإسلام في صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعمامة وعباءة تقليدية بنية اللون وبلحية رمادية ونظارة وهو يوقع وثائق في مركز التسجيل ضمن المرشحين بمدينة سبها بجنوب البلاد. ورغم الدعم المعلن من جانب معظم الفصائل الليبية والقوى الأجنبية للانتخابات المقرر إجراؤها يوم 24 ديسمبر/كانون الأول فلا تزال الشكوك تحيط بالانتخابات وسط خلافات بين كيانات متنافسة على القواعد والجدول الزمني. وتم الاتفاق في مؤتمر موسع عقد في باريس الجمعة على فرض عقوبات على أي طرف يعطل الانتخابات أو يحول دون إجرائها لكن لم يتم الاتفاق حتى الآن على القواعد المؤهلة للترشيح. ولا يعرف المصير القانوني لتقديم سيف الإسلام ترشيحه للانتخابات، خصوصا بعدما أدانته محكمة ليبية بالإعدام "غيابياً" عام 2015 لتورطه في جرائم حرب عام 2011، علما أن هناك مذكرة توقيف صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية. ورغم أن من المرجح أن يعمد سيف الإسلام إلى استغلال الحنين للفترة التي سبقت انتفاضة عام 2011 التي ساندها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بوالده من الحكم ليبدأ عقد من الفوضى والعنف، فإن محللين يقولون إنه قد لا يكون في صدارة السباق الانتخابي. فلا يزال كثيرون من الليبيين يتذكرون الحكم الشمولي القاسي في عهد القذافي كما أن سيف الإسلام وشخصيات النظام السابق ظلت بعيدة عن السلطة لفترة طويلة وربما يجدون صعوبة في حشد الرأي العام بنفس قدرة منافسين رئيسيين.
مشاركة :