سيطرت الدعوة إلى التصويت بـ»نعم» للدستور الجديد الذى يتسلمه الرئيس المصرى المستشار عدلي منصور اليوم الثلاثاء، على ردود أفعال الأحزاب المدنية والقوى السياسية الداعمة لها، فيما انقسم موقف الأحزاب والقوى الإسلامية ما بين مقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد أو النزول والتصويت بـ»لا»، وتدعو الأحزاب الإسلامية قواعدها بالمحافظات لحسم موقفها من الدستور الجديد سواء بالمقاطعة أو المشاركة والتصويت بـ» لا»، حيث أعلن التحالف الديمقراطي لدعم الشرعية المتحالف مع جماعة الإخوان «المحظورة»، أنه لم يحسم موقفه من الدستور الانقلابي، كما جاء في بيان للتحالف أمس ـ الاثنين، داعيا إلى الاستمرار في التظاهر لعودة الشرعية، فيما يضم فريق الأحزاب المدنية المؤيدة للدستور أحزاب جبهة الإنقاذ والكنيسة المصرية ونادي القضاة والمحامين والحملات الداعمة للفريق أول عبدالفتاح السيسي وتطالبه بالترشح للرئاسة، فيما لم تحدد القوى والحركات الثورية موقفها، وتنظر قرارات النيابة بالإفراج على أعضائها المقبوض عليهم في أحداث مجلس الشورى احتجاجًا على قانون التظاهر، من جانبه أكد رئيس حزب شباب مصر الدكتور أحمد عبدالهادي أنه يوافق على كل نصوص الدستور التي توافقت عليها لجنة الخمسين، وأن الحزب لن يكتفي بمجرد موافقته والتصويت بنعم على الدستور بل سيبدأ العمل في مختلف قرى ونجوع مصر لحشد المواطنين للتصويت أيضا بنعم باعتبار أن إقرار الدستور خطوة نحو استقرار الوضع في البلاد والاتجاه إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية والعمل على تفعيل دور سلطات الدولة الثلاث ودور مؤسسات الدولة بأثرها. وأضاف «عبدالهادي» لـ»المدينة»، أن العالم كله يراقب الأوضاع في مصر ويرصدها بقلق خاصة مع محاولات جرها لحروب أهلية عبر مخططات خارجية وداخلية والتي سوف تتحطم على صخرة الإرادة الشعبية التي توحدت في مواجهة تلك المحاولات، ووجه «عبدالهادي» تحية إلى رجال القوات المسلحة والشرطة الذين تحملوا أعباء مواجهة محاولات إثارة الفوضى والتخريب ونجحوا في فرض سيادة القانون ودعم سيادة الدولة معربًا عن أمله في توحد القوى السياسية والأحزاب حول ضرورة الحشد الشعبي لإقرار الدستور بما يؤدي للانتقال للمراحل التالية من خارطة الطريق. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي عمرو مكي: إن الحزب سيقرر اليوم ـ الثلاثاء ـ موقفه النهائي من التصويت في الاستفتاء على الدستور، مضيفا أن الهيئة العليا لحزب النور المكونة من 50 عضوًا ستجتمع اليوم لمناقشة الموقف النهائي من التعديلات الدستورية، وسيتم استطلاع مواقف القواعد الحزبية من تلك التعديلات، فيما أعلن حزب البناء والتنمية «الذراع السياسية للجماعة الإسلامية»، أنه بصدد الدعوة لجمعية عمومية مطلع الأسبوع المقبل لحسم موقف الحزب والجماعة من مشروع الدستور الجديد، وتحديد الموقف النهائي من الدستور سواء بالمقاطعة أو التصويت عليه بـ»لا»، وأنه يجرى حاليا التواصل مع اللجان الفرعية للحزب والجماعة بالمحافظات، مؤدا في بيان له أمس ـ الاثنين ـ أن الحزب لم يتخذ موقفًا رسميًا حتى الآن. على صعيد متصل، أشاد حزب النصر الصوفي بجهود لجنة الخمسين في إعداد الدستور، وهنأ الشعب المصري العظيم صاحب الثورات والأمجاد قديمًا وحديثًا بإنجازه ونجاح عملية التصويت على مسودة الدستور والطريقة الديمقراطية التي ظهرت بها اللجنة والتي ضربت المثل الأعلى في الترابط والوحدة لتقول للعالم أجمع: إن الشعب المصري يد واحدة.