تعكف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حالياً على تهيئة المواقع لتنفيذ مشروع التأهيل البيئي لوادي البطحاء في مرحلته الثانية (حي المصانع) بعد أن تمت ترسية تنفيذ المشروع على المقاول لتنفيذ المشروع خلال سنتين. وتسعى الهيئة إلى إعادة الوادي إلى وضعه الطبيعي ليقوم بوظيفته الطبيعية في تصريف مياه السيول والأمطار وجعل بيئته خالية من الملوثات والمعوقات، والاستفادة من مقوماته الطبيعية في أغراض الترويح والترفيه وتحسين البيئة الطبيعية، والرفع من القيمة الحضرية للمنطقة، وتحسين مستوى السلامة المرورية في محيطه، حيث تسعى إلى تطوير هذا الجزء من الوادي أسوة بما تم تنفيذه في مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة. وسيشتمل المشروع على عدة عناصر تبدأ بتنظيف وإزالة المخلفات الصناعية ومواد البناء في هذا الجزء من الوادي على مساحة إجمالية تبلغ إجمالي 820 ألف متر مربع، وإزالة جميع طبقات الرصف والمنشآت التي تتعرض الوادي، كما ستشمل الأعمال تهذيب مجرى السيل بمستوى انحدار يسمح بتدفق مياه الأمطار والسيول بشكل طبيعيي في قناة المياه، لدرء المخاطر التي قد تنجم عن هذه السيول، وحماية الأسوار والمنشآت المحاذية لمجرى السيل من الانجراف عبر تدعيمها بالتكوينات الصخرية، كما يشمل المشروع تطوير جزء من قناة المياه دائمة الجريان في الوادي، عبر إعادة تأهيلها بطول 2100 متر، لتتوافق مع بقية عناصر المشروع الأخرى، وذلك عبر تبطين مجراها، وتدعيم جوانبها وأكتافها بالأحجار الطبيعية، لتناسب نمو الكائنات الدقيقة والحشائش والنباتات الطبيعية التي تساهم في عمليات المعالجة الحيوية للمياه. ويتضمن المشروع كذلك تنفيذ طريق محلي بطول 6000 متر، لخدمة قاطني المنطقة ومرتاديها، وبشكل يحد من استخدام الوادي معبراً لحركة المرور العابرة، ولا يؤثر على تدفق مياه السيول والفيضانات في حال حدوثها، وروعي في تصميم الطريق متطلبات السلامة المرورية، وعلى جانبي الطريق، حيث سيتم تنفيذ مداخل للمزارع والأملاك على جانبي الوادي، إضافة إلى تنفيذ نحو 400 موقف للسيارات،كما روعي في تنفيذ المشروع إنشاء ممر للخدمات ليحتضن شبكات المرافق العامة التي ستخدم قاطني الوادي، إضافة إلى نقل وتحويل شبكات المرافق العامة التي تتعارض مع أعمال التنفيذ إلى مواقع بديلة مناسبة كما سيشتمل المشروع على أعمال إنارة الطريق بشكل لا يؤثر بشكل سلبي على البيئة الطبيعية للموقع، وبما يتماشى مع ما تم تنفيذه في وادي حنيفة، بحيث لا تكون هذه الإنارة مصدراً للتلوث الحراري أو البصري. وسيشهد المشروع تنفيذ ممرات للمشاة بطول 6500 متر وعدد 41 جلسة للمتنزهين للاستفادة من البيئة الطبيعية للموقع، وإعادة زراعة بطن الوادي بالنباتات الطبيعية بعدد 120 خلية، تشتمل على 8500 شجرة وشجيرة، إضافة إلى تنفيذ نظام ري يشتمل على آبار وشبكة للري في الموقع. وتتعدد عوائد المشروع البيئية والطبيعية والسياحية حيث سيساهم في درء مخاطر السيول والفيضانات، إضافة إلى تحسين بيئة الاستثمارات الزراعية والسياحية في جنوب مدينة الرياض، والرفع من القيمة الحضرية للوادي والمناطق المجاورة له، فضلاً عن إيقاف الأنشطة المخلة بنظام الوادي البيئي، وتحسين نوعية المياه والاستفادة منها بشكل آمن في العديد من الأغراض.
مشاركة :