جمال الطبيعة متعة للعين ورقي وتطوير حضاري للمناطق وتضيف الراحة النفسية للنفوس ومرتادي الشارع، ونرى بلدية المحافظة الجنوبية وبلدية محافظة المحرق تتفنن في تشجير الشوارع العامة بها وتتنافس في الجمالية. ونشاهد من جانب آخر بلدية المحافظة الشمالية التي لا تولي اهتمامًا بشوارعها، خصوصًا في خط شارع البديع رغم خصوبة الأراضي الزراعية، وفي كل مرة يتم فتح مناقصة لتشجير مدخل سار شارع رقم 13 ونرى لوحة إعلانات للمقاولين جديدة يتم استبدالها كل عدة أشهر للمشروع ذاته، ولا يتم سوى إزالة الأشجار وتزرع مكانها أشجار أخرى على منعطف لا يتجاوز 50 مترًا، وتتم زراعتها بطريقة متلاصقة، إذ يتم زراعة ما يقارب 50 شجرة نخيل بشكل متلاصق وغير نظامي ولا يحفظ الأمان والسلامة في حال وقوع انحراف لإحدى السيارات في هذا المنعطف، ما قد يتسبب لوقوع الحوادث التي قد تصل لدرجة الوفاة نظرًا لعدم ترك مسافة أمان بين هذه الأشجار وبين الرصيف والشارع، والذي بدوره قد يؤدي لتعرض مستخدمي الطريق للمخاطر. وقبل فترة قامت ببناء صرح كبير بالمنعطف ذاته من الرخام والجرانيت، ثم قامت بهدمه بعد فترة بسيطة، لماذا؟ وقد تم إجراء العديد من التغييرات والتحسينات لهذا المنعطف والمدخل وهو لا يتعدى المرور عليه سوى ثوانٍ بسيطة وليس ذا أهمية كبرى، واحتواؤه على كمية عشوائية من الأشجار يسبّب ضوضاء للعين وخطرًا على مستخدمي الشارع، سواء بالسيارات أو الأشخاص، دون مراعة مسافة الأمان والتصاق الأشجار بالأرصفة. وبدلاً من هذا الازدحام على منعطف المدخل بكمية هائلة من الأشجار، كان الأجدر توزيع هذه الأشجار ولو جزء منها على شارع سار الرئيس القاحل الذي لم يتم الزرع عليه أو تشجيره ولو بشجرة واحدة، فشارع سار الرئيس رقم 15 تقع عليه مجمعات تجارية ومستشفيات دولية وسفارات وجامع سار الكبير ومنطقة راقية من الدرجة الأولى بالمملكة، بل وتُعد من أفخم المناطق السكنية بالمملكة، ولكنها للأسف الشديد مهملة زراعيًا. ومن جانب آخر، مؤخرًا تم الانتهاء من إنجاز المناقصة الحكومية لتوسعة الشارع، ولله الحمد افتتح الشارع وزير الأشغال ورئيس المجلس البلدي وكلف أكثر من 5 ملايين دينار حتى تتم توسعته، ومن الجانب الزراعي لم يتم الزرع على هذا الشارع شجرة واحدة للأسف، وهذا يُعد إهمالاً واضحًا للجانب الجمالي لهذا الشارع، رغم توافر المساحات بشارع سار، إذ يمتد من مجمع نجيبي لغاية نادي سار الرياضي لأكثر من عدة كيلومترات ولم يتم زراعة نخلة واحدة، وفي المقابل على منعطف مدخل سار البالغ طوله 50 مترًا وُضعت أكثر من 50 شجرة! فالهندسة الزراعية علم ومنهج دراسي، ونتمنى من البلدية بالمحافظة الشمالية تشجير شارع سار رقم 15 وتوزيع هذه الأشجار دون تجميعها بموقع واحد، ودمتم بحفظ الله موفقين في تحسين جمال مملكتنا الحبيبة. جاسم الموسوي
مشاركة :