«لماذا يشعر الموظفون أنهم في «معركة خاسرة» دائماً مع قسم الموارد البشرية؟». كان هذا هو عنوان المقال الذي نشره موقع «بي بي سي» باللغة العربية للكاتبة والصحفية الأمريكية جوانا يورك. «خسارة المعركة» هو الانطباع السائد لدى الموظفين عن إدارات وأقسام الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات. هذا ما أظهرته دراسة أجريت على عدد من الموظفين، جاءت نتيجتها أن 70 في المئة من الموظفين لا يثقون بقسم شؤون الموظفين لديهم. تقول جوانا يورك إنك إذا بحثت بشكل أعمق قليلاً ستجد أمثلة لا حصر لها من الموظفين الذين يشعرون بأنهم تعرضوا لظلم شديد من جانب الموارد البشرية، وينفّس بعض الموظفين عن غضبهم على شبكة الإنترنت، وينشرون معاناتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي منشورات على المدونات. ولكن هل مهمة الموارد البشرية هي مساعدة الموظفين عندما تظهر مشكلة في العمل؟ هذا ما يعتقده أغلب الموظفين، لكن الدكتورة جينا كوكس، أخصائية علم النفس التنظيمي، لها رأي آخر. فهي تقول إن هذا مفهوم خاطئ، وتضيف: يعتقد الموظفون أن وظيفة قسم الموارد البشرية هي دعم الموظفين، لكن هذا يتناقض بشكل كبير مع ما قد يقوله رئيس الشركة، كما أنه يتناقض بشكل كبير مع المهام المسؤول عن القيام بها قسم الموارد البشرية. هذا يعني أنه عند ظهور خلافات فغالباً ما تسير إدارات الموارد البشرية على خط فاصل بين تقديم النتيجة التي يريدها الموظف، والنتيجة التي تريدها الشركة. فإذا كان ميزان القوى ينحرف نحو الإدارة في الشركة، فقد يكون لدى الموظفين فرصة ضئيلة للحصول على النتيجة التي يريدونها. وسيكشف الموظفون عن تفاصيل تجاربهم لأخصائي الموارد البشرية ليصدموا في نهاية المطاف بحقيقة أنهم يخوضون «معركة خاسرة». تقول كوكس. كان عنوان المقال الأصلي المنشور على موقع «BBC» باللغة الإنجليزية هو «Is HR ever really your friend?». وهو عنوان يبدو أكثر تعبيراً عن واقع نظرة أغلب الموظفين إلى إدارات وأقسام الموارد البشرية التي يتوقعون أن واجبها هو تسهيل أمورهم لا تعقيدها، في حين تصدمهم التجربة وتكشف لهم أن هذه الإدارات والأقسام لا تخدمهم بقدر ما تخدم الجهات التي تعمل لها. «إذا اعتقدنا أن قسم الموارد البشرية يخذل الموظفين، فقد يكون من غير الحكمة أن نثق به في أصعب المشاكل التي نواجهها في أماكن العمل. في الواقع، يمكن أن تظهر المشكلات عندما يكون هناك انفصال بين ما نتوقعه من قسم الموارد البشرية وبين المهام المكلف قسم الموارد البشرية بالقيام بها. وبينما يشعر الموظفون أن قسم الموارد البشرية يجب أن يعالج ويصحح الأخطاء في مكان العمل، قد تعتقد إدارة الشركة أن هذا القسم موجود لحماية الشركة». هذا ما تخلص إليه جوانا يورك في مقالها. «خمسة أسرار من المهم أن تعرفها عن الموارد البشرية». عنوان موضوع آخر منشور على شبكة «الباحثون السوريون» عن الموارد البشرية. فما هي هذه الأسرار الخمسة؟ أول هذه الأسرار هو أنه ليس من وظيفة الموارد البشرية الدفاع عن موظفي الشركة، حيث إن ولاءها للشركة وحدها. والسر الثاني هو أن موظفي الموارد البشرية ليسوا ملزمين بإبقاء ما أخبرْتَهم به سرياً، حتى لو قمتَ بطلب ذلك منهم، إذ يجب ألا تفترض السرية عندما تتحدث إليهم. وثالث الأسرار هو أن وحدة الموارد البشرية لديها معلومات قد لا تخبرك بها، فإذا ما لاحظت يوماً أن موظف الموارد البشرية، الذي يكون متجاوباً معك عادة، غير قادر على شرح أمر ما فاعلم ببساطة أن الأمر سري، وأنه لا يملك الصلاحية الكافية لإخبارك به. ورابع الأسرار هو أن وظيفة الموارد البشرية هي دعم مديري الشركات، وليس إجبارهم على آلية عمل معينة، لكن بعض الشركات تقوم بإعطاء مديري الموارد البشرية قوة أكثر مما ينبغي. والسر الخامس هو أن إدارة الموارد البشرية في الشركة التي تعمل بها قد تكون رائعة، أو قد تكون مثيرة للذعر. هناك تباين كبير بين إدارات الموارد البشرية في مختلف الشركات، لذا عليك ألا تفترض أن ما قامت به إدارة الموارد البشرية في الشركة التي عملت بها سابقاً سيكون مطبقاً في الشركة التي ستعمل لحسابها لاحقاً. هل المعركة مع الموارد البشرية خاسرة؟ يبدو هذا صحيحاً ما لم يثبت لنا المسؤولون عن الموارد البشرية عكس ذلك. * كاتب وإعلامي إماراتي طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :