وصف الممثل والمخرج المسرحي فيكتور بورك تجربته التي لازال في غمارها ضمن البرنامج التدريبي المتقدم في التمثيل والإخراج بنسخته الثانية، بالثرية والمبهجة، مُرجعاً ذلك لما لمسه من حماسة واهتمام كبيرين من قبل المتدربين لتعلم أساسيات التمثيل وتقنياته، كما أكد أن البرنامج الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية يهدف إلى اكتشاف المواهب المحلية في التمثيل والإخراج، وتأهيلها بأدوات ومهارات احترافية في الفنون المسرحية والأدائية، مشدداً على ضرورة إعطاء المتدربين فرصة أكبر للوصول إلى المستوى الذي تطمح له الهيئة، معتبراً أن خير سبيل للوصول إلى مستويات احترافية هو المران والدربة؛ حتى يستطيعون التغلب على نقاط ضعفهم، وتطوير مواهبهم وأدائهم المسرحي؛ للوصول إلى قطاع احترافي ومؤهل.وقال: "أتواجد هنا اليوم في المملكة برغبة مدفوعة لتقديم كل ما أعرف من تجارب وخبرات تساهم في صقل موهبة المشتركين، وتحفيزهم لإظهار أفضل ما يملكون من إمكانات تساعدهم في التعبير عن موهبتهم، وتقديم التجارب المسرحية بإتقان، فوجودي اليوم على مسرح مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض بهدف مساعدتهم في التعلم والتطور واكتشاف مهاراتهم ومواهبهم المدفونة".وأضاف المخرج المسرحي: "يحتاج المتدربون أن يواكبوا الواقع الذي تعيشه هذه الفنون المسرحية؛ من خلال الورش والعروض التمثيلية الحية، والمناهج التعليمية الخاصة بالمسرح، ومع حقيقة أن التعليم يتطلب وقتاً وصبراً إلا أننا نريدهم أن يتعلموا على الأعمال الكلاسيكية أو الأعمال الجديدة الخاصة بالثقافة العربية والسعودية".وعن أبرز ما يحتاجه المتدربون للتمثيل بإتقان واحتراف، أوضح: "نحاول تعليمهم وتثقيفهم من خلال الورش، باعتبار أن معظمهم لا يملك الخبرة الكافية، وهذا ما نحاول ترسيخه لديهم من خلال دراسة المشاهد وكيفية التحكم بها، ومناقشة العقبات والصعوبات، والتكنيكات المستعملة، والحاجة للالتزام بالوقت، والعمل الجماعي على خشبة المسرح". وفيما يخُص المحاولات الجادة لتأسيس مسرحٍ محليٍ متقنٍأبان: "يمكنني أن أرى رغبة وعزم الهيئة والمتدربين لإخراج وبناء مسرح عظيم، ولتنمية وتطوير أمر ما يجب بناؤه على الأسس الصحيحة وتوفير التوجيه والدعم اللازمين، ليكون للمتدربين مرجع سهل الوصول إليه؛ وهذه هي اللبنة الأساسية لهم، ويعرف المتدربون الآن أن بإمكانهم الاستفادة من هذا الدعم والمعرفة اللتان قُدمت لهم، وكانتا جزءاً من تطورهم، كما أن لديهم فرصاً حقيقية للحصول على مهن في قطاع صناعة الفنون المسرحية".وأشار بورك إلى أهمية تكثيف الورش المسرحية؛ باعتبار أنها تتيح العديد من فرص النمو والتطور إلى جانب مساعدتها في تحديد ومعالجة الصعوبات الأساسية التي تواجه المتدرب منذ بداية المستويات الأولى له في التدريب، كما شدد على ضرورة الاهتمام بتطوير مهارات كتابة النصوص والتمثيل على حد سواء، وزاد: "نأمل أن نتعمق أكثر في الورش القادمة حتى يمكنهم دراسة الشخصيات والمشاهد؛ ليساعدهم في النهاية على أن يكونوا جاهزين لتقديم أداء حقيقي على المسرح".وعن أبرز ما لفت انتباهه في تجربته التدريبية، أوضح: "علمت أن لدى الكثير من الناس الذين قابلتهم خلال زيارتي للمملكة رغبة جادة بوجود قطاع لصناعة الفنون الأدائية والمسرحية كما هو في إيرلندا، وإنه لمن المثير جداً أن أتواجد هنا للتدريب والتشجيع، ولأكون جزءاً من هذه التجربة المؤثرة التي يسودها الإثارة والحماس والحداثة في تجربة حقيقية طال انتظارها، ومما يؤكد على حماسة ورغبة الجميع في تأسيس قطاع المسرح؛ هو أن كل متدرب التقينا به طلب منّا تقديم ورش أخرى خلال الأسابيع القادمة، مما يؤكد لنا حماسهم تجاه الصناعة المسرحية وتوقهم للحصول على فرص كهذه وأكبر".وفي ختام حديثه عبّر المخرج المسرحي عن سعادته بهذه التجربة وأمله أن تُكتب القصص السعودية الخاصة بواسطة أقلام أبنائها الطموحين، وأن يمكّن المتدرب من سردها أمام الجمهور والممثلين السعوديين حتى يتم التفاعل معها، مشيراً إلى أن الهدف هو بناء أسس صحيحة ومناسبة للممثلين السعوديين.
مشاركة :