يحيي الأردنيون في الرابع عشر من تشرين الثاني بكل إجلال وإكبار الذكرى السادسة والثمانين لميلاد باني نهضة الأردن المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، الذكرى التي أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني وشعبه الوفي أن تبقى خالدة خلود الوطن ورمزا للعطاء والبذل والتضحية. ونستذكر في ذكرى ميلاد الراحل الكبير طيب الله ثراه عطاء جلالته الذي قاد المسيرة على مدى سبعة وأربعين عاما، قائدا حمل الأردن إلى بر الأمان والسلام برؤيته الثاقبة وحنكته المشهودة وتفاني شعبه والتفافهم حوله. وفي هذه الذكرى نجدد العهد والولاء لوارث العرش الهاشمي جلالة الملك عبدالله الثاني وكلنا عزم وتصميم على مواصلة مسيرة الخير والبناء بكل ثقة وهمة عالية من اجل إعلاء بنيان الوطن وتعزيز مكانته. وفي ذكرى ميلاد الحسين رحمه الله نستذكر مسيرة ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله هذا الشبل الذي أخذ أمانة المسؤولية من جده الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه ومن والده الملك عبد الله الثاني حفظه الله، ونستذكر مسيرة البناء التي لم تتوقف أو تتراجع تحت أي ظرف من الظروف، ونبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والغفران وان يطيل الله سبحانه وتعالى في عمر جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده وان يحفظهم ذخرا وسندا للأمة. «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» الأمانة مسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل إنسان يعيش على ثرى هذا الوطن، والمحافظة عليها واجب ديني ووطني يتحملها الجميع مهما كانت مواقعهم لأهميتها الكبيرة في حياة الشعوب، وهي من أهم المقومات الرئيسة في حفظ أمن الوطن واستقراره وتقدمه وازدهاره، وفيها تتحقق المواطنة الصالحة التي يصبح فيها الانسان مصدر للعطاء والإنتاج والبناء. وإذا ما نظرنا الى الإنجازات التي ننعم بها في هذا الوطن نجد أنها تحققت على أيدي الشرفاء من أبنائه ممن حملوا أمانة المسؤولية في أعناقهم وحب الوطن في قلوبهم وفي مقدمتها قيادتنا الهاشمية المظفرة، وهنا أستذكر أمانة المسؤولية الحقيقية التي توارثها الملوك الهاشميين بداية من بطولات الشريف الحسين بن علي والى الملك المؤسس عبد الله الأول والملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال رحمهم الله وطيب ثراهم، وصولا الى جلالة سيدنا الله يحفظه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، والى من يحمل في شخيصته وأسلوبه وطريقة تحدثه وانجازاته إرث والده وأجداده في تحمل أمانة المسؤولية ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله. يسير ولي العهد الأردني على مسرى أجداده ووالده جلالة الملك، وأثبت ولي العهد المقدرة الكاملة لمقابلة رؤساء الدول والحديث معهم عن التحديات التي تواجه المنطقة. لاقت زيارة سمو الأمير الى الجمهورية المصرية اهتماما واسعا على مستوى النخب السياسية والفكرية، ولقيت اهتماما إعلاميا واسعا وعميقا بوصف البعد الخبري والتحليلي للزيارة التي صنفت بالهامة جدا، وحول قراءات هذه الزيارة استهل سموه الحديث عن عملية السلام والتصدي للأزمات في المنطقة، وتناولت جولات سموه السياحية وحرصه على تعزيز التعاون السياحي وتوأمة المدن السياحية المصرية، وبحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون التجاري والقضايا الإقليمية، وحملت القراءة إشادة سموه ولي العهد بالدور المحوري لمصر في خدمة القضايا العربية. هذه الزيارة ليست الأولى والأخيرة، فسمو ولي العهد يحمل أمانة المسؤولية بكل حكمة واقتدار، ويتبع إرث اجداده ومسيرته والده جلالة سيدنا في المحافظة على أمن استقرار وازدهار الأردن في ضل التحديات التي كانت وما زالت تحاوط الأردن بكل جهاته. فليرحم الله جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، وليحفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الميمون. (الدستور)
مشاركة :