سيف الإسلام القذافي يترشح للرئاسة في ليبيا

  • 11/15/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس –‭ ‬الوكالات‭: ‬قدّم‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬الملاحق‭ ‬قضائيا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ومن‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أمس‭ ‬ترشيحه‭ ‬رسميا‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل‭. ‬ وأكدت‭ ‬المفوضية‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صحفي‭ ‬أن‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام،‭ ‬نجل‭ ‬الزعيم‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬الذي‭ ‬قتله‭ ‬معارضون‭ ‬خلال‭ ‬ثورة‭ ‬2011،‭ ‬قدّم‭ ‬‮«‬أوراق‭ ‬الترشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬الدولة‭ ‬وتقدّم‭ ‬بمستندات‭ ‬ترشحّه‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬الإدارة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬سبها،‭ ‬مستكملا‭ ‬المصوغات‭ ‬القانونية‮»‬‭. ‬ كما‭ ‬تسلم‭ ‬بطاقته‭ ‬الانتخابية‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬الانتخابي‭ ‬المسجل‭ ‬به‭ ‬بمدينة‭ ‬سبها،‭ ‬وفق‭ ‬البيان‭. ‬ وظهر‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬مقاطع‭ ‬مصورة‭ ‬تم‭ ‬تداولها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬جالسا‭ ‬على‭ ‬كرسي،‭ ‬مرتدياً‭ ‬العباءة‭ ‬الليبية‭ ‬التقليدية‭ ‬والعمامة‭ ‬باللون‭ ‬البني،‭ ‬وهو‭ ‬الزي‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬يشتهر‭ ‬بارتدائه‭ ‬على‭ ‬الدوام‭. ‬ وكان‭ ‬الى‭ ‬جانبه‭ ‬محاميه‭ ‬خالد‭ ‬الزائدي‭. ‬ووقّع‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأوراق،‭ ‬وبعدها‭ ‬تلا‭ ‬آية‭ ‬من‭ ‬القرآن،‭ ‬وختم‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬بارك‭ ‬الله‭ ‬فيكم‮»‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬مقرّ‭ ‬المفوضية‭ ‬في‭ ‬سبها‭. ‬ وظل‭ ‬ظهور‭ ‬ومكان‭ ‬وجود‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬غامضين،‭ ‬وأحاط‭ ‬تحركاته‭ ‬بالسرية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬خوفاً‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬من‭ ‬التعرّض‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أركان‭ ‬نظام‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬انقلب‭ ‬عليه‭ ‬الليبيون‭. ‬ ولعل‭ ‬اختياره‭ ‬لتقديم‭ ‬ترشحه‭ ‬في‭ ‬سبها‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬أنها‭ ‬معقل‭ ‬قبيلة‭ ‬القذاذفة،‭ ‬أي‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عائلة‭ ‬القذافي‭ ‬تتمتع‭ ‬فيه‭ ‬بقاعدة‭ ‬شعبية‭ ‬وبنوع‭ ‬من‭ ‬الحماية‭. ‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬مفوضية‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬استكمال‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬‮«‬المسوغات‭ ‬القانونية‮»‬‭ ‬لعملية‭ ‬تقديم‭ ‬ترشيحه‭ ‬رسمياً،‭ ‬يظل‭ ‬الوضع‭ ‬القانوني‭ ‬لنجل‭ ‬القذافي‭ ‬المحكوم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بالإعدام،‭ ‬والمطلوب‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬الدولي،‭ ‬محل‭ ‬جدل‭. ‬ فقد‭ ‬قبضت‭ ‬مجموعة‭ ‬مسلحة‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬على‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي،‭ ‬وتمّ‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬الزنتان‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬وقُدّم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬الليبي‭. ‬ وصدر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬حكم‭ ‬بـ‮«‬الإعدام‮»‬‭ ‬في‭ ‬حقّه،‭ ‬رمياً‭ ‬بالرصاص،‭ ‬لتورطه‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬لقمع‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بنظام‭ ‬والده‭ ‬العقيد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي،‭ ‬لكن‭ ‬الحكم‭ ‬لم‭ ‬ينفذ‭ ‬في‭ ‬2017‭. ‬وأعلنت‭ ‬المجموعة‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬محتجزاً‭ ‬لديها‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬وفقا‭ ‬لقانون‭ ‬‮«‬العفو‭ ‬العام‮»‬‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬البرلمان‭ ‬الليبي،‭ ‬لكن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬لم‭ ‬يخضع‭ ‬لإجراءات‭ ‬قضائية‭ ‬حددها‭ ‬قانون‭ ‬العفو‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬أو‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ -‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭- ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬رسمية‭ ‬ترفع‭ ‬عن‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬بحقه‭. ‬ كما‭ ‬تظل‭ ‬مذكرة‭ ‬‮«‬التوقيف‮»‬‭ ‬الدولية‭ ‬الصادرة‭ ‬بحقه‭ ‬‮«‬سارية‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬ وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬مذكرة‭ ‬التوقيف‭ ‬بشأنه‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬سارية‭ ‬المفعول‭. ‬ وقال‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭ ‬المحكمة‭ ‬فادي‭ ‬عبدالله‭ ‬لقناة‭ ‬‮«‬ليبيا‭ ‬الأحرار‮»‬‭ ‬التلفزيونية،‭ ‬‮«‬وضعية‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬وفقاً‭ ‬للمذكرة‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عام‭ ‬2011‮»‬‭. ‬ ويرى‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬عماد‭ ‬جلول‭ ‬أن‭ ‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬استغل‭ ‬الصراع‭ ‬والفوضى‭ ‬لتمرير‭ ‬مشروعه‭ ‬السياسي‭. ‬وأوضح‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬سيف‭ ‬الإسلام‭ ‬يعرف‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لتنفذ،‭ ‬ويعوّل‭ ‬على‭ ‬المناخ‭ ‬المنقسم‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة،‭ ‬ليقدّم‭ ‬مشروعه‭ ‬السياسي‭ ‬الطموح‭ ‬ويظهر‭ ‬بأنه‭ ‬المنقذ‭ ‬لليبيين‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬السلطة‮»‬‭. ‬ ويضيف‭: ‬‮«‬يظل‭ ‬أنصار‭ ‬القذافي‭ ‬لهم‭ ‬ثقل‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وهم‭ ‬يمثلون‭ ‬شريحة‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة،‭ ‬وربما‭ ‬تصل‭ ‬أصواتهم‭ ‬بسيف‭ ‬الإسلام‭ ‬إلى‭ ‬مقاليد‭ ‬السلطة‭ ‬بشكل‭ ‬درامي‮»‬‭.‬

مشاركة :