حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم (الأحد) من أن تهاون المجتمع الدولي مع "جرائم" الاستيطان وجماعات المستوطنين في الضفة الغربية ينذر بانفجار "برميل البارود". وقال بيان صادر عن الوزارة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن إقدام المستوطنين على استحداث 4 بؤر استيطانية في الضفة الغربية والاستيلاء على آلاف الدونمات خلال 5 أعوام ماضية الهدف منه طرد وتهجير الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم. واعتبر البيان أن هذه الخطوة تمهيد لسرقة الأراضي الفلسطينية وتخصيصها لصالح الاستيطان بغطاء من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وبمشاركة وتوزيع أدوار من قبل الجيش الإسرائيلي وأذرعه المختلفة. و ذكرت صحيفة ((هارتس)) الإسرائيلية اليوم أن مستوطنين إسرائيليين نجحوا في السيطرة على أراض واسعة في الضفة الغربية خلال الأعوام الخمس الماضية وحرموا المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم التي اعتادوا على زراعتها في الماضي. وحسب الصحيفة فإن المستوطنين أقاموا خلال السنوات الخمس الماضية 4 مزارع على أراضي الضفة الغربية تقدر مساحتها بقرابة 20 دونما زراعيا بما يوازي حجم مدينة متوسطة المساحة حيث منعوا وصول الفلسطينيين إليها. وأفادت الصحيفة الإسرائيلية أن المستوطنين قاموا بتلك الأعمال من خلال اللجوء إلى العنف والترهيب الممنهج وبمساعدة الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين أصحاب تلك الأراضي الواقعة في مناطق الأغوار والخليل. وأدانت الخارجية الفلسطينية "انتهاكات وجرائم" المستوطنين ومنظماتهم، معتبرة أن ما يقومون به سياسة إسرائيلية رسمية الهدف منها استكمال عمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. وقال البيان إن التصعيد يأتي في ظل إصرار المجتمع الدولي على التمسك بسياسة "اللامبالاة والتجاهل" لهذه المخططات الاستعمارية التوسعية، كجزء لا يتجزأ من إدارته "البائسة" للصراع في ازدواجية مقيتة للمعايير. وطالب البيان المجتمع الدولي بإنهاء هذه "اللعبة المضللة" التي تتعايش معها إسرائيل وسياستها الاستعمارية والتي تقوم على تكديس مواقف وقرارات أممية لصالح القضية الفلسطينية تبقى "حبيسة أدراج الأمم المتحدة ولا تنفذ". وكانت حركة (السلام الآن) ، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية تراقب توسع المستوطنات، دعت في تقرير لها أول أمس الجمعة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى رفع الغطاء عن المستوطنين وجرائهم وانتهاكاتهم بحق الفلسطينيين العزل وأراضيهم ومزروعاتهم. كما اعتبرت منظمة (بتسيلم) ، وهي إحدى أكبر منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، أن "عنف المستوطنين وأحيانا عموم الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين منذ فترة طويلة بات جزءا لا يتجزأ من روتين الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية الذي يتضمن مجموعة واسعة من الممارسات. ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.1 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف.
مشاركة :