ما أهمية دور الطاقة الرقمية الذكية في تحقيق طموحات الشرق الأوسط لتقليص الانبعاثات الكربونية؟

  • 11/15/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هذا المقال بقلم تشارلز يانغ، رئيس التسويق والمبيعات والخدمات العالمية لأعمال الطاقة الرقمية في شركة "هواوي". الآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. يكتسب التصدّي لتغيّر المناخ أولوية متزايدة على جدول أعمال غالبية دول الشرق الأوسط، فقد شهد العام الماضي بروز قيادات جديدة للعمل المناخي في أنحاء المنطقة، وإعلان كبار مصدّري النفط والغاز مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، عن خطط للوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عامي 2050 و2060 على التوالي. وأعلنت 137 دولة من الدول المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، والمسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية، عن التزامها بتحقيق هدف صافي صفر انبعاثات. وتحظى هذه الأولوية بتركيز متزايد في أعقاب قمة المناخ "كوب26" التي استضافتها مدينة غلاسكو بمشاركة العديد من قادة العالم. لكن منطقة الشرق الأوسط استضافت عدداً متزايداً من المؤتمرات التي تتمحور حول الاستدامة العام الماضي، لتمهد بذلك طريقها نحو تأدية دور فعّال في هذا المجال. ومن بين هذه المؤتمرات، القمة العالمية للطاقة الرقمية 2021، التي عُقدت مؤخراً في مدينة دبي الإماراتية، وأكدت على دور التعاون بين القطاعين العام والخاص في بناء مستقبل منخفض الكربون وأكثر مراعاةً للبيئة عبر التقنيات المتقدّمة. وتولت "وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية" تنظيم هذه القمة، وهي شركة جديدة نسبياً تتبع لشركة "هواوي" الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات. واستقبلت القمّة أكثر من 500 مشارك من 67 دولة لمناقشة التفاعل بين تكنولوجيا الطاقة الرقمية وإلكترونيات القدرة. وشاركت في القمّة شركات مبتكرة ورائدة في القطاع التقني مثل شركة "أكوا باور"، ومعهد "أبتايم"، وشركة "إنجي"، ومجموعة 42، وغيرها الكثير. وبات الحياد الكربوني مسألة يتفق عليها العالم أجمع ومهمة تسعى لتحقيقها غالبية دول العالم. ولتحقيق هذا الهدف، ينبغي تقليص الكربون في مجال إنتاج الطاقة، وتنظيم استهلاك الطاقة عبر التقنيات الكهربائية. ومن المتوقّع لمعدلات الطلب على مصادر الطاقة الجديدة والخضراء أن تشهد نمواً متزايداً بعد الجائحة. لذلك، ترى "هواوي" من جانبها فرصةً لدمج تكنولوجيا الطاقة الرقمية وإلكترونيات القدرة بشكل عميق لإنشاء حلول طاقة منخفضة الكربون، تغطّي تدفّق الطاقة بالكامل، بدءاً من توليد الطاقة الخضراء حتى الاستهلاك الفعّال للطاقة. ويتجسّد هذا في فلسفة الشركة المتمثّلة في تسخير التقنيات الذكية لإدارة الطاقة الكهربائية. وفي شهر يونيو 2021، اقترحت شركتا "هواوي" و"إنفورما تيك" مبادرة كثافة انبعاثات الشبكات (NCI)، التي تُقاس فيها الشبكات الخضراء بحسب انبعاثات الكربون الناتجة عن كل بت من البيانات. وتأتي المبادرة في وقت قدّرت فيه "هواوي" أن حوالي 40% من انبعاثات الكربون تأتي اليوم من الأنظمة الكهربائية. كما أشار خبراء من شركة "ماكنزي" إلى أهمية "اعتماد أحدث التكنولوجيا الرقمية وتكنولوجيا التحليلات المتقدّمة" خلال مسار انتقال قطاع توليد الطاقة إلى واقعه الجديد. وتتميز منطقة الشرق الأوسط وتحديداً الخليج بأهمية استراتيجية بالنسبة لوحدة أعمال "هواوي" للطاقة الرقمية، حيث تتلقى المنطقة حوالي 2500 ساعة من ضوء الشمس في السنة، وهي المدة الأطول على مستوى العالم. وتتواجد فرص كبيرة لنشر أنظمة الطاقة الكهروضوئية وأنظمة تخزين الطاقة على نطاق واسع في المنطقة. وتتوفّر اليوم استخدامات مختلفة للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والسحابة بما يسهم في تيسير تشغيل أنظمة الطاقة وصيانتها بشكل أكثر فعالية. وبالتالي، تستطيع الشركات أن توفّر للمجتمع طاقة أنظف وأكثر ثباتاً. وستكون الطاقة الكهروضوئية الذكية، والمرافق المخصّصة لمراكز البيانات، وأنظمة الطاقة "mPower" للسيارات الكهربائية، وتوليد الطاقة في الموقع، وحلول الطاقة المتكاملة جميعها أساسية لدفع عجلة ثورة الطاقة. وسنتعاون مع الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي في جميع هذه المجالات الخمسة، لكنني أعتقد أن الطاقة الكهروضوئية الذكية والمرافق المخصّصة لمراكز البيانات، تتمتّع بأهمّيّة خاصّة. وتقترح سلسلة التحوّل الرقمي للقطاعات التي ينظّمها المنتدى الاقتصادي العالمي أن التحوّل الرقمي يتمتع بإمكانات هائلة لرفع قيمة قطاع الكهرباء العالمي إلى 1.3 تريليون دولار. ولقد تواصلنا مع مئات الشركات والاستشاريين والمنظّمات غير الحكومية والحكومات في جميع أنحاء العالم لمناقشة الفرص المتوفّرة في قطاع الطاقة. والحقيقة هي أن منطقة الشرق الأوسط منتج رئيسي للطاقة ورائد عالمي في استكشاف أنظمة الطاقة البديلة. وبالتالي، نرى إمكانات هائلة للقوّة الرقمية لدعم خطط التحوّل الوطني في الشرق الأوسط على صعيد بناء مستقبل أفضل وأكثر مراعاةً للبيئة. ويبدو ذلك بمثابة دعوة للعمل، ولا شك أنها ستلقى المزيد من الأصداء لدى المنظّمات في المستقبل.

مشاركة :