قرر الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا لتشمل شركات طيران ومسؤولين وراء موجة المهاجرين على الحدود مع بولندا، فيما أكدت الأخيرة أن قواتها مستعدة لأي سيناريو. تجمّعت حشود المهاجرين عند معبر كوزنيكا الحدودي المغلق بين بولندا وبيلاروسيا عدل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) العقوبات المفروضة على بيلاروسيا حتى يمكن استخدامها لمعاقبة تسهيل الهجرة غير القانونية إلى التكتل. وتعني الخطوة التي جاءت ردا على الأزمة الجارية عند الحدود البولندية البيلاروسية أنه يمكن إدراج الشركات من الآن فصاعد على القائمة السوداء وبالتالي لا يمكنها القيام بأعمال مع شركات الاتحاد الأوروبي. وهذه الشركات هي على سبيل المثال خطوط الطيران التي تنقل الأشخاص الطامحين للحصول على اللجوء في الاتحاد الأوروبي. ويمكن أيضا حظر أصول الأفراد في الاتحاد الأوروبي أو منعهم من السفر إلى التكتل. غير أنه فعليا لم يتم إضافة أسماء كيانات أو أفراد إلى قائمة العقوبات في المقام الأول. وقال مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الخطوة "تعكس عزم الاتحاد الأوروبي على مواجهة استخدام المهاجرين لأغراض سياسية". وأضاف "نحن نعارض هذه الممارسة غير الإنسانية وغير القانونية"، وذلك في بيان كتابي يعلن توسيع العقوبات. مهاجرون يحتشدون عند معبر حدودي على صعيد متصل، تجمّعت حشود المهاجرين عند معبر حدودي مغلق بين بولندا وبيلاروسيا الاثنين، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو نشرها حرس الحدود وجنود بولنديون. وقالت وزارة الدفاع البولندية على تويتر "ترسل القوات البيلاروسية أعدادا متزايدة من المهاجرين إلى معبر كوزنيكا الحدودي" مرفقة تغريدتها بمقاطع فيديو تظهر مئات المهاجرين أمام عناصر من الشرطة والجنود البولنديين. وقال نائب وزير الداخلية البولندي ماتشي واسيك إن هناك "آلاف المهاجرين" على المعبر. وأضاف "القوات البولندية مستعدة لأي سيناريو". وأفاد حرس الحدود البولندي بأن "مهاجرين غير شرعيين يحتشدون عند المعبر الحدودي منذ الصباح ويجري الإعداد لمحاولة لعبور الحدود". وأضافوا أن بعض المهاجرين "يخيمون حتى الآن على الحدود" القريبة في قرية بروزغي البيلاروسية. ولا يمكن التحقق من مقاطع الفيديو بشكل مستقل لأن بولندا حظرت دخول الصحافيين إلى المنطقة الحدودية بموجب قواعد حالة الطوارئ التي فرضت كجزء من الجهود المبذولة لمنع وصول المهاجرين. وتقول بولندا إن ما بين ثلاثة وأربعة آلاف مهاجر، معظمهم من الشرق الأوسط، يخيّمون حاليا على طول الحدود في أزمة حرضت دول غربية على بيلاروسيا وحليفتها روسيا. لوكاشنكو: سنرسلهم إلى ميونيخ إذا لزم الأمر من جانبه، أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو الاثنين أن بلاده تعمل على إعادة المهاجرين الذين تجمّعوا عند حدودها مع بولندا، ومعظمهم من الشرق الأوسط، إلى بلدانهم. وقال لوكاشنكو إن بلاده لا تريد أن تتطور الأزمة إلى "صراع" وإنها تعمل على إعادة آلاف المهاجرين العالقين عند حدودها مع بولندا إلى بلادهم. ونقلت وكالة "بيلتا" الرسمية عنه قوله إن "العمل جار بشكل نشط في هذه المنطقة لإقناع الناس -- أرجوكم عودوا إلى دياركم. لكن أحدا لا يرغب في العودة". وأفاد أنه بإمكان بيلاروسيا نقل المهاجرين في ناقلتها الوطنية "بيلافيا" إلى ألمانيا ما لم توفر بولندا "ممرا إنسانيا". وقال "سنرسلهم إلى ميونيخ على متن طائراتنا إذا لزم الأمر". وخلال اجتماع الاتحاد الأوروبي الاثنين، قال وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبيرغيس إنه "ليس لديه سبب" لتصديق لوكاشنكو. وأضاف "دعونا نأمل فقط في هذه المرحلة بأن يقول أمرا حقيقيا". واجهت بيلاروسيا سلسلة من العقوبات الأوروبية ردا على حملة قمع المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية العام الماضي وقرار لوكاشنكو تغيير مسار رحلة لطائرة "راين إير" في وقت سابق من العام الحالي لاحتجاز ناشط. وينفي لوكاشنكو الاتهامات بأنه ينظم تدفق المهاجرين على الحدود قائلا إن الأمر "مكلف" جدا بالنسبة لبلاده. وقال "لم نفعل هذا الامر مطلقا ولا نعتزم القيام به". وكرر تحذيراته بأن بيلاروسيا ستدافع عن نفسها إذا فرضت عقوبات جديدة عليها. ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية الأسبوع الادعاءات بأن موسكو تساعد في تنظيم الأزمة وألقى باللوم على السياسات الغربية في الشرق الأوسط. وقال الكرملين الاثنين إنه "من الخطأ" تحميل الرئيس البيلاروسي المسؤولية الكاملة عن أزمة الهجرة عند الحدود مع بولندا. وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لوكاشنكو ليس المتسبب بالوضع الحاصل عند الحدود... من الخطأ تماما تحميل لوكاشنكو كامل المسؤولية". وتقول وكالات إغاثة إن عشرة مهاجرين على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن، مضيفة أن أزمة إنسانية تحدث مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وحضّت على وقف التصعيد لمساعدة المهاجرين. وأفادت الشرطة المحلية في منطقة بودلاسي في بولندا الاثنين بأن أربعة أوروبيين أوقفوا خلال عمليات تفتيش على الطرق بتهمة "المساعدة في عبور الحدود بشكل غير قانوني". الخطوط البيلاروسية تحظر مسافرين من الإمارات من جانيها، أعلنت الناقلة الوطنية لبيلاروسيا "بيلافيا" منع المسافرين السوريين والعراقيين واليمنيين والأفغان من الصعود على متن رحلاتها القادمة من الإمارات بطلب من الأخيرة. وفي بيان موجّه لمواطني الدول الأربع نشرته "بيلافيا" على موقعها الأحد، قالت إنه لن يُسمح لهم بالصعود على متن الرحلات المتوجهة من دبي إلى بيلاروسيا "تماشيا مع قرار السلطات المعنية في الإمارات العربية المتحدة". وجاءت الخطوة بعدما حظرت "بيلافيا" الجمعة السوريين والعراقيين واليمنيين من الصعود على متن الرحلات القادمة من تركيا بطلب من أنقرة. ز.أ.ب/خ.س (رويترز، أ ف ب، رويترز)
مشاركة :