أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف جميع رحلات الركاب الجوية الروسية إلى مصر اليوم الجمعة بعد حادث دموي لسقوط طائرة في مطلع الأسبوع وقال مسؤولون غربيون إنهم رصدوا "دردشة" تدعم نظرية سقوط تلك الطائرة الروسية بقنبلة. وجاء قرار بوتين ردا على حادث سقوط طائرة أيرباص إيه 321 التي تشغلها شركة طيران روسية في سيناء المصرية. وقتل في الحادث 224 شخصا هم كل ركاب الطائرة. وقال مسؤولو مخابرات غربية إن جواسيس بريطانيين وأمريكيين التقطوا "دردشة" من أشخاص يشتبه بأنهم متشددون وحكومة واحدة أخرى على الأقل تنبئ باحتمال أن قنبلة ربما تكون مخبأة في مخزن الأمتعة هي سبب الحادث. وقالت المصادر المخابراتية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموقف إن الدليل ليس قاطعا وإنه لا يتوفر دليل جنائي أو علمي يدعم نظرية القنبلة. وأوقفت بريطانيا- التي تقول إن قنبلة زرعها تنظيم موال للدولة الإسلامية ربما تكون سبب الحادث- وأيرلندا وألمانيا وهولندا رحلاتها المنتظمة إلى شرم الشيخ التي أقلعت من مطارها الطائرة المنكوبة. وقالت تركيا اليوم الجمعة إنها ألغت أيضا جميع رحلات الطيران إلى ذلك المنتجع المصري. وقد يكون القرار- الذي تلا قرارات مماثلة من بريطانيا وغيرها بوقف الرحلات من وإلى شرم الشيخ وهو المنتجع المصري الذي أقلعت منه الطائرة الروسية المنكوبة- أول بادرة بأن موسكو بدأت تؤمن بمصداقية افتراض أن متشددين إسلاميين زرعوا بطريقة ما قنبلة على متن الطائرة. لكن الكرملين قال إن القرار لا يعني أن هجوما إرهابيا هو سبب الحادث. وسبق للكرملين القول إنه من السابق لأوانه الجزم بسبب سقوط الطائرة وإنه من الضروري أن يدرس التحقيق الرسمي جميع الافتراضات وبينها احتمال حدوث خلل فني. وقالت مصر أيضا إنه من السابق لأوانه الجزم أن انفجارا تسبب في سقوط الطائرة. وقام بوتين بهذا الإجراء بعدما أوصى ألكسندر بورتنيكوف رئيس وكالة الأمن الاتحادي الروسي السلطات بتعليق كل رحلات الطيران المدنية إلى مصر إلى أن تعلم على وجه الدقة سبب سقوط الطائرة. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين قوله "رئيس الدولة وافق على هذه التوصيات." وقال أيضا إن الحكومة ستبحث عن طريقة لإعادة جميع المواطنين الروس إلى الوطن وإنها ستبدأ محادثات مع السلطات المصرية لتحسين إجراءات سلامة الرحلات. وفي وقت لاحق قال بيسكوف للصحفيين إن إيقاف الرحلات سيستمر إلى أن يشعر الكرملين بارتياح أنه تم تحسين إجراءات الأمن بدرجة كافية. وذكرت ماريا سولوماتينا -وهي شابة عمرها 27 عاما تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وحجزت رحلة طيران إلى مصر في منتصف نوفمبر- "أعتقد أن قرار بوتين بوقف الرحلات يتعلق على الأرجح باشتباه حقيقي بأنه (سقوط الطائرة) كان عملا إرهابيا. وبالطبع فإنه من الصحيح إلغاء الرحلات لأن هذا يعني وجود خطورة في الطيران إلى هناك." وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن اتحاد صناعة السفر الروسي قدر وجود حوالي 50 ألف سائح روسي في مصر حاليا وقال إن رد قيمة التذاكر في الرحلات إلى مصر قد يتسبب في إفلاس شركات السياحة الروسية. وقالت شركة تيز تور الروسية للسياحة والتي يقدر بأنها تنظم نحو 15 بالمئة من الرحلات الروسية إلى مصر إنه يوجد حوالي عشرة آلاف من زبائنها الروس في مصر. وقال وزير الطيران المدني المصري حسام كمال إن عملية نقل أعداد كبيرة من السائحين البريطانيين من فنادقهم إلى المطار ثم سفرهم على متن رحلات بدون أمتعتهم "تمثل عبئا كبيرا على المطار لأن سعته لن تسمح بذلك." وقال مسؤولون في أمن المطارات بمصر إن شركة كيه.إل.إم الهولندية بدأت تطبيق إجراءات أمنية جديدة في رحلاتها من القاهرة إلى أمستردام. ولن يسمح للمسافرين إلا بحمل حقائب يد على متن الطائرات. واختار عدد من المسافرين بدلا من ذلك رحلات طيران مختلفة. ونتيجة لذلك غادرت رحلة كيه.إل.إم رقم 554 من القاهرة اليوم الجمعة وعلى متنها 115 راكبا من أصل 247 شخصا كانوا مسجلين للسفر عليها.
مشاركة :