ترجمة الشعر.. بين الخيانة والخوف والتأويل والحرفية

  • 11/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محمد عبدالسميع (الشارقة) ناقش المشاركون ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة 34 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أمس الأول في قاعة ملتقى الكتاب، تفاصيل الإشكاليات المترافقة مع عمل المترجمين وإسهامهم في نقل النصوص من وإلى اللغات المختلفة. وتحدث في الجلسة الروائية دلال خليفة، وشاعر بورما كوكو ثيت، والدكتور غانم السامرائي أستاذ أدب النقد الإنجليزي بجامعة الشارقة، وأدارها الكاتب زكريا أحمد، الذي أشار إلى أن المترجم يوصف بأنه خائن للنص الأصلي، ويعلل ذلك بأنه مهما بلغت الترجمة من دقة لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن ترتقي لمقام النصوص الأصلية، لهذا اشتد الجدل بين المترجمين حول كيفية الترجمة، فهل يترجم الشعر عن طريق التأويل أم يكون الترجمة الحرفية للقصيدة. متسائلاً: ما مدى صحة هذا الوصف، ومن هو المترجم وكيف يترجم النص، وهل النص ملك للمترجم؟ وأضاف أسئلة كثيرة سنحاول تناولها وإيجاد الإجابة عنها. وأشارت خليفة في بداية الجلسة إلى تجربتها مع القراءة واكتشافها نصوصاً شعرية تم ترجمتها بواسطة الأديب مصطفى المنفلوطي لشكسبير وأعجبتها كثيراً، وكانت المفاجأة عندما قرأت النص الأصلي للقصيدة وجدت فيها الكثير من العواطف والمشاعر عكس ما تناوله ووصفه المنفلوطي، وقالت إن الأشكال الأكبر في ترجمة الشعر بالذات يأتي من طبيعة النصوص والطريقة التي تستخدم بها اللغة، فمن النادر أن تجد الكلمات المترجمة المعبرة، والتي فيها نفس الجرس الموسيقي، وبالتالي لا تستطيع الترجمة أن تأتي بروح النص. وذكرت أن هناك نوعين للترجمة هما الترجمة الشكلية وترجمة التكافؤ الديناميكي، والترجمة الشكلية وتعرف بالترجمة الحرفية التي يقوم على ترجمة المعنى بالمعنى. أما التكافؤ الديناميكي أن يكون تأثير الترجمة على قارئها موازياً تقريباً لتأثير النص الأصلي على قارئه. وأضافت هذه الخصوصيات، والتي هي من أكثر المسببات لإشكاليات الترجمة تأتي من طبيعة وخلفية المجتمعات عن المجتمعات الأخرى. هناك كلمات لا تجد لها مقابلاً في اللغات الأخرى مثل كلمة «دنيا»، بما يعني الإحساس بالجمال ليس لها مقابل في اللغة الإنجليزية. أيضاً المترادفات والتكرار اللفظي صعب نقله حرفياً، سيأتي بالمعنى ولكن لن يعبر عن الطرافة داخل النص. فمثلاً ربط الأشياء السارة «كأثلج صدري» لو ترجم حرفياً لوصل عكس المعنى للمتلقي الغربي، وتابعت الترجمة السيئة لا تسيء للنص فحسب، بل إلى اللغة التي استخدمها المترجم، والترجمة العربية عانت كثيراً الترجمة الكسولة. وحددت إشكاليات الترجمة في: الولاء غير المبصر، الأسلوب، الالتباس، عدم تحري المترجم المعنى الدقيق لمفرداته. وذكرت موقف للملك فيصل عندما سأل عن ماذا يتمنى فقال أتمنى زوال إسرائيل، وترجمت بمعنى آخر بكلمة الإبادة، وبالطبع هناك فرق فالزوال هو التمني بعدم حدوث الشيء أم الإبادة فهو فعل عدائي. واختتمت بأن الترجمة لا تحدها قوانين علمية أو ما تقوله القواميس هناك مساحة لفكر المترجم ورؤاه وفهمه للنص الذي يترجمه لأسلوب من سيقرؤه. ... المزيد

مشاركة :