يقيم مستشفى السلام التخصصي غدا الأربعاء احتفالية توعوية بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخدج يوم السابع عشر من نوفمبر بهدف التعريف بخطر الولادة المبكرة وأهمية الاحتفاظ بالجنين على قدر الإمكان حتى يتمتع الطفل عند الخروج إلى الحياة بصحة جيدة. هل الولادة المبكرة تسبب المشاكل لدى الطفل الخديج لاحقا؟ يجيب عن سؤالنا الدكتور محمد الرفاعي استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة قائلا: الطفل الخديج هو الذي يولد قبل 37 أسبوعا من الحمل، وهناك 15 مليون طفل يولدون في العالم قبل 37 أسبوعا من الحمل سنويا ويقسم الأطفال الخدج بحسب عمرهم الزمني من الحمل عند الولادة كما يلي: أقل من 28 أسبوعا / من 28 – أقل من 32 أسبوعا / من 32 أقل من 37 أسبوعا، فكلما كانت فترة الحمل أقل ولد الطفل أشد خداجا وزادت مشاكله الصحية أثناء الولادة وبعد الولادة مباشرة وبعدها . فقد يصاب الطفل الخديج بتأخر في النمو العقلي والبدني، كما قد يصاب بمشاكل في الرئتين والبصر، لذا يحتفل العالم بالطفل الخديج في 17 نوفمبر من كل عام، وهذا الاحتفال عبارة عن حركة لجذب الاهتمام بالولادة المبكرة وما تسببه من مشاكل للطفل والأسرة. إن نسبة الأطفال الخدج في البحرين 10.26-11% من مجموع الأطفال المولودين سنويا، أي أن هناك طفلا خديجا واحدا يولد مقابل كل 10 أطفال كاملي النمو (37 أسبوعا وفوق). وهناك دراسة أجريت في البحرين عام 2016 بينت إصابة 1 من 5 أطفال خدج أقل من 1000 جرام باعتلال في شبكية العين ما يسمى (ROP) وهذا يؤدي إلى ضعف في النظر. هناك مشاكل كثيرة تصيب الطفل الخديج بسبب عدم اكتمال نمو أعضائه وتتركز في المخ و الرئتين ومشاكل في الجهاز الهضمي والعظام. إن المخ من أهم الأعضاء التي قد تصاب في الأطفال الخدج وتؤدي إلى مشاكل لاحقا لأن خلايا المخ ليست كباقي الخلايا الأخرى، لذا يبذل الأطباء قصارى جهدهم للمحافظة عليها من التلف. وأضاف الدكتور الرفاعي أن نقص الأكسجين بسبب عدم اكتمال الرئتين في هذا العمر يؤدي إلى موت خلايا المخ، بالإضافة إلى النزيف الذي قد يحدث ويسبب التلف نسبة احتمالية النزيف تزيد كلما كان الطفل أصغر في العمر. ومن جانبها أكدت الدكتورة دينا عبد العزيز شكيب استشارية أمراض الأطفال وحديثي الولادة أن الجهاز الهضمي عند الطفل الخديج غير ناضج، لذا فإن تغذية الطفل عن طريق الفم ليست بالمهمة السهلة، ويغذى الطفل تغذية وريدية ولكن التغذية عن طريق الفم مهمة من البداية. فالحليب الصناعي يسبب مشاكل للطفل الخديج، حيث يساعد على نمو البكتيريا الضارة والتي تؤدي إلى اضطرابات والتهابات فموية تؤدي أحيانا إلى تسريب في جدار الأمعاء ما يؤدي إلى الوفاة حتى مع إجراء العمليات الجراحية، فالرضاعة الطبيعية باستعمال حليب الأم وإعطائه للطفل عن طريق أنبوب عن طريق الفم إلى المعدة هي الأنسب لحماية الطفل ويقوم الأطباء بزيادة الحليب تدريجيا بحسب جدول عالمي متعارف عليه حتى نصل بالكمية التي تكفي احتياج الطفل وبعدها يستطيع الطفل الرضاعة مباشرة من الفم. هذه الطريقة أدت إلى تقليل الالتهابات المعوية وقللت الحاجة إلى العمليات الجراحية ومن الوفيات، لذا نشجع أمهات الأطفال الخدج على توفير الحليب حتى لو كانت بكمية قليلة وتثليجها لاستخدامها عند الحاجة للرضاعة. وأضافت أننا نشكر حكومة مملكة البحرين وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، وولي العهد رئيس الوزراء سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على توفير الرعاية الكاملة لهؤلاء الأطفال بالمجان في المستشفيات الحكومية المزودة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية وقد خرج من هذه الوحدات أطفال وصلوا إلى مراتب عالية في الحياة بعد معاناة الأيام الأولى في الرعاية المركزة للخدج. وأوضحت الدكتورة فاطمة نعمة استشاري طب الأطفال ومخ وأعصاب الأطفال تطور دماغ الجنين خلال مراحل الحمل قائلة: ينقسم الحمل إلى ثلاث مراحل منفصلة تسمى الثلث وتحدث أحداثا تنموية محددة للغاية فيبدأ نمو الدماغ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بتكوين ما يسمى «الأنبوب العصبي» وهو مجموعة من الخلايا التي ستشكل في النهاية الدماغ والحبل الشوكي بالكامل. وتنقسم خلايا الأنبوب العصبي مرارًا وتكرارًا إلى تشكيل المناطق الأساسية للدماغ وبعد حوالي 8 أسابيع من الثلث الأول من الحمل، تبدأ حركة ضخمة من الخلايا العصبية، حيث تتشكل خلايا جديدة وتنتقل عبر أنسجة المخ إلى وجهتها النهائية. تستمر حركة الخلايا العصبية المشكلة حديثا، والتي تسمى «هجرة الخلايا العصبية»، لبقية نمو الدماغ. في وقت مبكر من الثلث الثاني من الحمل تبدأ هياكل الدماغ الأكثر تقدمًا في التكون من الهياكل العامة التي تم إنشاؤها خلال الأشهر الثلاثة الأولى. فتتشكل هذه الهياكل مع هجرة المزيد والمزيد من الخلايا العصبية إلى المناطق. عندما تصل خلية عصبية إلى وجهتها، فإنها تقوم بإجراء اتصالات مع الخلايا العصبية الأخرى. تسمى هذه الوصلات المشابك العصبية، وهي المكان الذي يتم فيه إرسال الرسائل من خلية عصبية إلى خلية عصبية أخرى عبر مساحة صغيرة، حيث تقوم إحدى الخلايا العصبية بتمرير رسالة إلى خلية عصبية أخرى. وفي منتصف الثلث الثاني من الحمل، تبدأ عملية «التقليم المتشابك» المهمة. في هذه المرحلة من نمو الدماغ، تقوم الخلايا العصبية بعمل اتصالات متشابكة مع أكبر عدد ممكن من الخلايا العصبية الأخرى. ولكن ليست كل الاتصالات ضرورية ولأجل تنظيمها تحصل عملية إزالة التوصيلات الإضافية التي لا يتم استخدامها بحيث تبقى نقاط الاشتباك العصبي الأساسية فقط. خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، تحدث طفرة في نمو الدماغ حيث يتضاعف حجم دماغ الطفل تقريبًا [2] وذلك لسببين تكوين وهجرة الخلايا العصبية الجديدة وأنواع أخرى من خلايا الدماغ تبدأ بتكوّين المايلين الذي يلتف على محاور العصبونات بحيث يمكن للخلايا العصبية التواصل مع بعضها البعض بسرعة أكبر بكثير مما كانت عليه قبل وجوده. يمكن أن تؤثر جميع التغييرات التي يمر بها الطفل عند ولادته مبكرًا معًا في كيفية تطور دماغ الطفل. إذا كان الدماغ غير قادر على النمو بشكل طبيعي، فقد يكبر الطفل ويواجه مشاكل في المدرسة أو قد يعاني من مشاكل صحية خطيرة.
مشاركة :