أقدم عدد من اللبنانيين على قطع بعض الطرقات في مدينة صيدا جنوب البلاد، أمس، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار الوقود وسعر صرف الدولار. وتجمع عدد من المحتجين عند ساحة تقاطع ايليا في مدينة صيدا، رفضاً للوضع المعيشي المتردي اقتصادياً ومالياً، وتفلت سعر صرف الدولار الجنوني، وحاولوا قطع الطريق، لكن الجيش اللبناني المتواجد في المنطقة منعهم. وأغلق المحتجون الطريق أمام مبنى شركة كهرباء لبنان بحاويات النفايات، بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث أدت إلى انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، حيث لامس سعر صرف الدولار في الأيام الماضية عتبة الـ23 ألف ليرة لبنانية. وفي ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، يعتمد كثير من اللبنانيين على المازوت، لتشغيل المولدات الخاصة، التي تُستخدم لتوفير الكهرباء اللازمة، للمنازل والمستشفيات والمصانع والشركات، وغيرها من المنشآت الحيوية. لكن الارتفاع المتواصل في أسعار المحروقات، بسبب عجز البنك المركزي اللبناني عن توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الوقود، بات يشل الحركة تقريباً في لبنان، وكذلك بإذكاء التوترات الاجتماعية المتفاقمة من الأصل بين مواطنيه، ممن استنزفتهم الأزمة الاقتصادية المتصاعدة، منذ أواخر عام 2019. وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» للأنباء، حذر بشارة الأسمر رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان، من أن ارتفاع أسعار الوقود، الذي يصفه البعض بالجنوني، يُخلّف «تبعات كارثية» على العمال، ممن يُقدر عددهم بمليون عامل، من بينهم قرابة 275 ألفاً يشتغلون في مؤسسات القطاع العام.