مع بداية مرحلة «العد العكسي» لمباريات التصفيات المونديالية الآسيوية، يُدرك منتخبنا أن الفوز فقط على شقيقه اللبناني في عقر داره يُعد الحل الوحيد لاستعادة خارطة الطريق وإنقاذ فرصته في المنافسة على المركز الثالث في المجموعة الأولى، وللبحث عن هذا الفوز، يجب تصحيح أخطاء المواجهة الأولى أمام «الأَرز» التي كانت كافية لتحقيق انطلاقة قوية في بداية تلك المرحلة من التصفيات. «الأبيض» كان الأكثر استحواذاً وهجوماً وخطورة خلال «ضربة البداية» في سبتمبر الماضي، لكن إهدار الفرص المتتالية أضاع الفوز المُستحق، وأنهى اللقاء بتعادل سلبي، ووقتها تجاوزت نسبة امتلاك منتخبنا الكرة 70% مع التفوق الكامل في الثنائيات والالتحامات، الأرضية والهوائية، وكان «الأبيض» الأكثر محاولة على المرمى بإجمالي 14 تسديدة، إلا أن غياب الدقة والتسرع أضاعا خطورة أغلبها، إذ اكتفى لاعبونا بـ3 كرات فقط بين القائمين والعارضة، بدقة 21%، مع الوضع في الاعتبار أن المنتخب اللبناني سدد عدداً من الكرات يقل عن نِصف محاولات منتخبنا آنذاك عبر الهجمات المرتدة العكسية بعدما لجأ للدفاع المتكتل والتخلي عن الكرة، إذ حصل على نسبة استحواذ لم تبلغ 30%. ورُبما يضع البعض في اعتباره نتيجة المواجهة الماضية بين لبنان وإيران، إلا أن أحداثها تدعو «الأبيض» للاستمرار على نهجه الهجومي الذي لعب به أمام «الأرز» قبل شهرين، لأن صاحب الأرض لم يُغيّر من تكتيكه المُعتمد على التأمين الدفاع، ومحاولة تنفيذ هجمات خاطفة، خاصة عبر الجبهة اليمنى التي أتى عبرها الهدف الغريب من كرة عرضية وخطأ فادح لحارس مرمى «الفهود»، كاد يتكرر في بداية الشوط الثاني، لكن حصاد المباراة بعيداً عن النتيجة يكشف عن تفوق وخطورة الجانب الإيراني بتسديد 21 كرة على المرمى اللبناني بينها 5 محاولات دقيقة، وفي المقابل لم يُسدد المُستضيف سوى كرة وحيدة سكنت المرمى من إجمالي 4 محاولات فقط طوال المباراة، التي شهدت فرصاً بالجملة وسيطرة كاملة لـ«الفهود» باستحواذ تجاوز 72% مقابل 27.3% لـ«الأرز»، وهو ما يدفع «الأبيض» لضرورة مهاجمة دفاعات صاحب الأرض بقوة خاصة على الطرفين. وقد يكون كافياً استنساخ أداء منتخبنا في المواجهة الأولى مع تعديل وحيد، يتلخص في ضرورة تسجيل الفرص المُتاحة لحسم المباراة مبكراً، وهو قادر على ذلك بعدما صنع وقتها 8 فرص مؤكدة للتهديف أهدر نصفها علي مبخوت، وهو ما يجب أن يُغيره الهداف التاريخي لـ«الأبيض» الآن، كما كان الهجوم غزيراً بـ50 هجمة، بمعدل هجمة واحدة على الأقل في كل 1.8 دقيقة لعب، وتألقت أطراف منتخبنا بهجمات مؤثرة وتمريرات عرضية خطيرة بلغ عددها 29 كرة، خاصة من جانب بندر الأحبابي الذي صنع فرصتين محققتين في تلك المواجهة، والأهم استعادة دقة وتأثير التمريرات التي لم تقل نسبتها وقتها عن 89%.
مشاركة :