أكد خبراء مصريون أن إعلان نجاح مصر في القضاء على مرض فيروس التهاب الكبد (سي)، كأول دولة في العالم تحقق ذلك، يعد نموذجا يحتذى به عالميا. وأكدت وزارة الصحة المصرية، الأسبوع الماضي أن مصر أول دولة في العالم تعلن عن تخلصها من مرض فيروس (سي)، بفضل جهود مبادرة 100 مليون صحة للكشف المبكر عن فيروس (سي) والأمراض غير السارية. وقالت الوزارة، في بيان، إن المبادرة قدمت 90 مليون خدمة طبية وعلاجية للمواطنين طوال فترة تطبيقها كما أنها قدمت العلاج بالمجان، وفق أحدث البروتوكولات العلاجية العالمية. وأكد عميد معهد الكبد القومي بجامعة المنوفية الدكتور هشام عبدالدايم، أن نجاح مصر في التخلص من فيروس (سي)، يعد خطوة هائلة جدا، معتبرا ما تحقق نقطة تحول بارزة على صعيد المواجهة مع أمراض الكبد بمصر. وقال عبدالدايم لوكالة أنباء (شينخوا) "لقد كنا نتعامل مع أعداد ضخمة للغاية من المرضى المصابين بفيروس (سي)، والأمراض الناتجة عنها"، لافتا إلى أنه لم يعد يتردد على المعهد والمستشفيات التابعة أيا من المصابين بالفيروس. وأضاف أن ما نجحت فيه مصر، ودعوة المواطنين لإجراء التحاليل والفحوصات الطبية، وتلقي العلاج للمصابين بالمجان تماما يعد أمرا غير مسبوق بالعالم، مشددا على أن ذلك يعد نموذجا يحتذى عالميا. وأشار إلى أنه لم يعد يتم تسجيل حالات إصابة بالفيروس، غير أنه ما زال يتم التعامل مع الأمراض التي خلفتها الإصابات السابقة بالفيروس مثل تليف الكبد وغيرها، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيأخذ بعض الوقت. وأوضح عميد معهد الكبد القومي بجامعة المنوفية، أنه على المدى البعيد سيؤدي القضاء على فيروس (سي) إلى انخفاض الأمراض الكبدية بشدة باعتباره أحد أبرز مسببات هذه الأمراض. من جانبه، قال الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات بجامعة الزقازيق، إن التخلص من فيروس (سي) بات أمرا واضحا وملحوظا، مشيرا إلى أن نجاح مصر في القضاء على الفيروس جاء نتيجة مبادرة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتحسين الأوضاع الصحية. وأضاف شاهين، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن مصر نجحت في تقديم نموذج يحتذى في التعامل مع فيروس (سي) والتخلص منه، مشيرا إلى انخفاض مضاعفات الفيروس بشدة وهو الأمر الذي تتعامل معه الدولة المصرية. وأشار إلى أن الإنسان يظل مصابا بفيروس (سي) لمدد تتراوح بين 10- 15 عاما، قبل أن تظهر عليه مضاعفاته المدمرة والقاتلة، الأمر الذي كان يؤدي إلى خسائر كبيرة. ونوه بأن البلازما صارت متوفرة بشكل كبير في كل بنوك الدم على مستوى العالم نتيجة القضاء على فيروس (سي)، والسيطرة على مضاعفاته، على خلاف الوضع السابق، ليتم استخدام هذه البلازما في أعراض صحية أخرى. وأشار إلى أهمية ودور مبادرة 100 مليون صحة، والتي تشمل العديد من الأمراض السارية والمتوطنة والمزمنة وغيرها، مشيرا إلى أنه اصبح هناك قاعدة بيانات مهمة جدا، يمكن الاعتماد عليها في مواجهة أي مرض، وتنفيذ خطة الدولة المصرية في رفع المستوى الصحي. يذكر أن أن حملة 100 مليون صحة التي أطلقها الرئيس المصري استهدفت 62 مليونا و505 آلاف و564 مصريا فوق عمر 18 عاما وشارك فيها 49,630,319 شخصا، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر حملات الكشف عن الأمراض في التاريخ. وبلغ عدد الذكور المشاركين 24,018,428، بنسبة مشاركة بلغت قرابة 74,57 بالمائة من الفئة المستهدفة وفي المقابل بلغ عدد الإناث المشاركات 25,611,891، بنسبة مشاركة 84,53 بالمائة من إجمالي المستهدف. آمال أحمد، 52 عاما، إحدى المتعافين من فيروس (سي)، تقول "شعرت ببعض الأوجاع المستمرة في منطقة الصدر والبطن"، مما اضطرها للتوجه للمستشفى، حيث تم إجراء الفحوصات اللازمة والقيام ببعض التحاليل، نظرا لوجود بعض الشكوك الطبية حول إصابتها بتليف في الكبد، حيث انتهى التشخيص إلى إصابتها بفيروس سي. وأضافت أحمد، أنها كانت تعتقد أن هذا الفيروس بدون علاج ولا حل، ولكنهم أبلغوها أنها ستتلقى العلاج بالمجان، حيث استمر علاجها لمدة ثلاثة أشهر، معربة عن سعادتها البالغة بشفائها تماما من هذا الفيروس. يذكر أن مصر تعد أول دولة على مستوى العالم تصل للهدف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروسات الكبدية بحلول العام 2030، وقبل المدة المحددة بـ 10 سنوات.
مشاركة :