واصلت موجة الطقس السيئ ضرباتها في عدد من المحافظات الساحلية في مصر، ما دفع المنطقة الشمالية العسكرية، إلى تكثيف جهود الإغاثة، في محافظات الإسكندرية والغربية والبحيرة، من خلال الدفع بعربات مجهزة، ومعدات وأطقم فنية لمعاونة أجهزة المحافظة، في كسح المياه من الشوارع وفتح مسارات لتصريف المياه بالقرى الواقعة على أطراف المحافظات. وتسببت الأمطار التي ضربت عدداً من المحافظات على مدار اليومين الماضيين، في مقتل 16 مواطناً في البحيرة، فضلاً عن فقدان أربعة آخرين، حسب بيان أصدرته أمس مديرية أمن البحيرة، لتؤكد ارتفاع عدد الضحايا والمفقودين جراء السيول في المحافظة إلى 20 شخصاً. وقطع أهالي غاضبون في دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة، الطريق الزراعي الذي يربط بين القاهرة والإسكندرية لساعات أمس الجمعة، احتجاجاً على ما اعتبروه تجاهلاً من الحكومة لغرق منازلهم وأراضيهم الزراعية. في الأثناء، حذر خبير مصري في شؤون المناخ، من تغييرات طبيعية كبرى تضرب المنطقة العربية خلال السنوات المقبلة، قد تصل إلى حد الكوارث، ما لم تتحسب لها الحكومات والأنظمة، مشيراً إلى أن العالم سوف يدفع خلال السنوات المقبلة، ثمن ما اقترفته يداه من تلويث للبيئة. وقال الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب، الدكتور مجدي علام، إن المناخ دخل في مرحلة الجنون، مشيراً إلى أن ما تشهده مصر والعالم الآن، يدل على أن كوارث جسيمة ستحدث قبل عام 2025 بسبب الدول الكبرى التي أفسدت المناخ. وقال علام إن مناطق ساحلية في مصر، ستكون مهددة بالاندثار إذا ما استمرت تلك التغييرات على هذا النحو، مشيراً إلى أن المنطقة بين أبو قير ورشيد، تعد من المناطق الحمراء المتوقع غرقها جراء تلك التغييرات، إلى جانب مناطق أخرى متخمة بالسكان في الدلتا، مدللاً على ذلك بما انتهت إليه التقارير الرسمية من زيادة نسبة الملوحة بالتربة في هذه المناطق، نتيجة لارتفاع مستوى مياه البحر. ودعا علام الحكومات العربية إلى التعامل بجدية مع تلك التغيرات المناخية، عن طريق عدة بدائل.