صحيفة المرصد: كشفت المصلحة الاجتماعية أميمة السيد عن قصة امرأة سمراء متزوجة من رجل متدين ينظر للشقراوات والنساء شديدات البياض أثناء السفر مما تسبب لها حالة من الحزن والنقص ...تقول المرأة المتزوجة..أنا يا أستاذة أميمة زوجة عمري 18 سنة لي سنة متزوجة مشكلتي يا أستاذة أنني شديدة الغيرة جداً جداً، تزوجت رجل متدين ومهندس وأكبر مني بعشرة سنوات ، وقبل زواجي منه حدث له حادث وكسرت رجله كسر مضاعف وهو الأن لا يستطيع المشي كثيراً، لكن ليست المشكلة هنا إنما أصبح متكاسل عن العبادات بسبب آلام رجله وعمله الكثير، و عندما سافرنا شهر العسل ولأول مرة يسافر فيها زوجي كان ينظر للنساء الأوروبيات بشكل إستغراب وليس شهوة ،وصدمت وقتها ، وعند روجوعي يظهر من كلامه أنه يحب النساء شديدات البياض ،وأنا جميلة جداً لكن أنا حنطية اللون وأنا عندما أرى نساء شديدات البياض أشعر بالغيرة جداً لدرجة البكاء وكلما تذكرت نظراته في شهر العسل أشعر بالكأبه وعندما أفتح معه الموضوع عن البياض يفهمني بأن هذا الأمر لا يهمه وأن لوني عاجبه وأنه يهتم بالأخلاق والدين، وأن الجمال لا يبقى... وهو أيضاً شديد الغيرة جداً مثلي مع العلم أنه خطب قبلي وفسخ خطبته لعدم تدينها ويقول أنك أنتِ أجمل منها بس هي أبيض ، وهو طيب وحنون ويحبني هل يا أستاذة غيرتي تحتاج لعلاج نفسي؟ لأن أنا تعبت جداً جداً بسبب الغيرة وهي السبب الوحيد التي تنغص حياتي وسبب مشاكلي ...وجزاكِ الله خيراً. (الرد) حبيبتى الغالية ..الغيرة دلالة على الحب بين الزوجين، وهى مطلوبة فى مواضع عدة..ولكن فى نفس الوقت عندما تزداد عن حدها المطلوب تصبح قيوداً يختنق بها الطرف الذى تمارس عليه هذه الغيرة، فازديادها غير مقبول من الزوج أو الزوجة..ورغم تعدد أنواع وأسباب الغيرة ، إلا أن مرجوعها فى النهاية ينشأ من قدر الثقة..والثقة هنا لها عدة أوجه منها مدى ثقة كل طرف فى الأخر، ومنها ثقة الشخص بنفسه..وأنا هنا سأركز محور حديثى على هذان الوجهان.. وعليكِ حبيبتى أن تعى جيداً وفى البداية.. أن جمال الوجه تُحدد مواصفاته بعيداً تماماً عن لون البشرة، وأنتِ ذكرت لى أنك جميلة جداً، فبالتأكيد أنت تعلمين قدر نفسك وجمالك ومن حولك أكدوا لكِ هذا وإلا لم تقرين بأنك جميلة، ولهذا أقول لكِ: يكفيكِ هذا لتزداد ثقتك بنفسك فكلما ازدادت كلما زالت أسباب أزمتكِ النفسية والتى لاتحتاج لعلاج من طبيب قدر ماتحتاجين أنتِ لقناعة كبيرة بعكس ماتعتقدين.. وحتى تزداد ثقتك بنفسك وبزوجك أيضاً عليكِ حبيبتى أن تعى جيداً الآتى.. أولاً: قبل أن يرتبط بك زوجك كان أمامه من بنات الناس الجميلات المحترمات المتدينات الكثيرات، ولم يكن ينقصه شيئاً، فهل سألتِ نفسك يوماً، لماذا اختارك أنتِ وفضلك على كل من رأت عينه من صاحبات البشرة البيضاء؟! اللاتى لا ينقصن أيضاً عنكِ فى شىء من الإلتزام والخلق! فببساطة لأنك أنت من أحبها وأعجبه شكلها..فالجمال غاليتى أمراً نسبياً ولن تجدين من يُجمع على شخص واحد بأنه جميل أو جميلة لمجرد أن لون بشرته بيضاء أو شقراء، فكم من شقراوات قبيحات الخَلق والخُلق، وكم من سمراوات مثلك وخمريات وجمالهن يفوق الخيال... ثم كم من شعراء قديماً وحديثاً نسجوا أجمل كلمات الغزل فى السمراوات، ومنهم من قال: سمراء كالغصن الرطيب قوامهـا*** تسبي الأنام بفاتر الأحداق ترمي بقوس حواجب من لحظها ***نبلا يصيب مقاتل العشاق وكون زوجك يحدثك عن خطيبته الأولى ويمتدحك أنت أكثر فلابد أن تصدقينه والدليل أنه تركها لنواقص وجدها متوفرة لديكِ أنت لم يجدها في غيرك.. وإن كان سمارك نقصٌ فيكِ لما تزوجك، وقوله عنها أنها "أبيض منك" فهذا وصفاً لشكلها ليس إلا ولا يعتبر إمتداحاً أو إعجاباً بها.. ولتعلمين حبيبتى.. أن الرجل إن تزوج سمراء وكان يعشق البيضاوات أو تزوج البيضاء وعشقه كان لذوات البشرة السمراء، فإن حسن خلق زوجته معه وحسن التبعل والطاعة له والدلال عليه والروح المؤنسة والألفة التى يجدها عندها لهى كفيلة بأن تحولها فى نظره إلى أجمل نساء الأرض.. ولتنتبهى أيضا إلى أنه ..ربما قد كتب الله تعالى عليكِ هذا الشعور بالنقص "الزائف "وأكرر "الزاااائف"، حتى لا تحاولين أن تشعرينه بما أصابه من بعض العجز بعد الحادث الذى أصاب قدمه ـ أتم الله شفائه على خير ـ وأرجو ألا تحاولين إحراجه بهذا الأمر أو أن تبدين له أنك قدمتِ تضحية من أجله وتزوجتيه فعليكِ فقط أن تتخيلين نفسك لو لاقدر الله كنتِ مكانه!!..ولتثبتى له دوماً أن روحك الجميلة هى الأهم وهى الدائمة مهما فنى جمال الشكل أو طغى عليه الزمن ..وأن بالفعل "السمار نصف الجمال".
مشاركة :