حين يكون الشغف حاضرا تتلاشى دوافع الشهرة والأضواء .. فائزة أمبه: من فضاء الإعلام إلى بلوتوهات السينما

  • 11/12/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جدة ـ البلاد سجّلت المرأة السعودية حضوراً لافتاً في المشهد الثقافي الوطني بدعمٍ من سياسات وزارة الثقافة المُشجّعة على تمكين المرأة في مختلف القطاعات، سواء بالاحتفاء بإبداعاتها الفنية والأدبية أو بإشراكها في إدارة المشروع ذات العلاقة. وشهدت الساحة الثقافية السعودية في الفترة الماضية استمراراً لتألق صانعات الأفلام السعوديات من خلال أعمال سجلت حضوراً في صالات السينما أو في المنصات الرقمية، ومن هذه النماذج المتميزة فائزة امبه التي لم يكن خوضها المجال السينمائي مجرد رغبة لسيدة تحاول لفت الانظار إليها، فقد كان حلم السينما بداخلها منذ البداية ، حيث كانت لديها رسالة حرصت على ايصالها للناس عبر سرد القصص ، ساعدها في ذلك خلفيتها الإعلامية وبرغم ذلك يبدو انها لم تكن تعنيها الشهرة والنجومية ، بقدر تحقيق حلمها ،وهذا يفسر غيابها اعلاميا محليا ، لكنها كانت تعلم الدور الذي يمكن أن يقدم لخدمة المرأة والمجتمع ورفع شأنها من خلال الفن، وكانت لها نظرة مستقبلية مستنيرة لما يمكن أن يسهم به الفن. كانت تملك الثقة لتتحول من مراسلة صحفية إلى سينمائية ، فقد عشقت الفن منذ طفولتها وشغفت بالسينما وعالمها السحري، واكسبتها ثقافتها وقراءاتها المتعددة بالفرنسية والإنجليزية والعربية قدرات أوسع على التميز والاطلاع ، فهي أول صحفية سعودية عملت في “أرب نيوز” وعملت في الكثير من الوكالات العالمية. تقول أمبه كان عملي كمراسلة صحفية مسؤولية كبيرة فقد كنت أعمل لمدة خمس ايام في الأسبوع للصحيفة ويومين اعمل على دراسة كتابة السيناريو ، لذلك اضطررت لترك وظيفتي والتفرغ للسينما، عندما ازداد شغفي بها بعد الاطلاع والقراءة والمشاهدة. تلك الثقافة كونت لديها رصيدا معرفيا هائلا انعكس في سعيها الدائم للتعلم والحصول على شهادات وفرص في صناعة الأفلام من مختلف الدول، فحصلت على دورة صيفية من كلية الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا في عام 2010 ودورة صيفية أخرى من باريس في عام 2012 وفي عام 2013 حصلت على شهادة كتابة فيلم روائي طويل من UCLA وحصلت على دورات في الإخراج في مدرسة الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا وأكاديمية نيويورك للأفلام. كما حصلت على ورش متخصصة لكتاب السيناريو التابع لمعهد صندانس حيث صقلت مهاراتها في سرد ​​القصص. وأفلامها تعرض في اليونسكو والقنصليات والمهرجانات والجامعات ولعروض المدارس ونوادي السينما والمقاهي الثقافية ولجميع فئات المجتمع حتى في حارات جدة. على سبيل المثال (تم عرض افلامها في القنصلية الفرنسية بجدة، ونادي كور في نيويورك، ومهرجان أفلام المرأة في فيلادلفيا، ومهرجان جنيف السينمائي الدولي، ومهرجان ماريلاند السينمائي الدولي ، مهرجان أثينا الدولي للأفلام ، ومهرجان السينما العربية في أمستردام ، وكذلك في مهرجان أريزونا السينمائي الدولي ، وفي مهرجان دبي السينمائي ، وفي مهرجان الدوحة ، كما عرض فلم مريم في اليونيسكو بمناسبة اليوم العالمي للسلام ، وفي البرلمان الاستكلندي، ويدرس فيلمها في الولايات المتحدة في جامعة Grand Valley State University ، وقد عرض فيلمها الاخير نور شمس في مهرجان الجونه وفي مهرجان بالم سبرينغز الدولي القصير 2021. كما كانت أمبه عضوًا في لجنة التحكيم في العديد من المهرجانات كمهرجان الخليج السينمائي في دبي ، والبحر الأحمر السينمائي ، وقامت بتنظيم مهرجان خاص بالأفلام الخليجية في معهد العالم العربي في باريس ، فرنسا. يقول المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إدوارد وينتروب: إن المهرجان يحتفي بجميع جوانب السينما ، من المبدعين الذين يروون القصص إلى الحرفيين التقنيين الذين يضعون الأفكار المبتكرة على الشاشة الكبيرة، ويحتفلون بصناعة الأفلام كقوة للتغيير الإيجابي، ويبدو ذلك جليا من خلال مشروع سينما الحارة الذي تبناه المهرجان للمخرجه السعودية فايزة آمبة. تقول امبه لايمكن أن أقدم على إنتاج عمل الا اذا أحسست بالقصة وتحمست لها وتمنيت أن أراها مجسمة أمامي وأن تنبض بالاحساس ولا بد أن تحتوي على مشاعر انسانية فياضة. ويبدو أنها نقلت ذلك لفريق العمل فهم في حالة من الانسجام والتفاعل الإيجابي.. فالبرنامج يتضمن مشاركة ستة مخرجين وثلاثة ممثلين من جميع أنحاء المملكة في المشروع. تهوى فايزة اكتشاف الوجوه الجديدة وتقديمها في شكل يناسب قدراتها وعملت على فتح الباب للكثير بشكل مباشر أو غير مباشر، فقدمت الممثلة عائشة الرفاعي في فيلم نور شمس، والعديد من المخرجات وشجعتهن على هذا العمل بقدر ماتستطيع ، وسعت لتوفر الأيدي العاملة من خلال سينما الحارة لأنها كانت تؤمن بأن هذه الصناعة لن تقوم الا بسواعد ابناء البلد، تقول سأعمل على إنتاج عمل يحقق نجاحا وتأثيرا في البسطاء، وإثارة شغفهم واهتمامهم بفن صناعة السينما حتى يستطيعوا أن يخدموا البلاد من هذه الناحية.

مشاركة :