يصف يانيس فاروفاكيس وزير مالية اليونان السابق نفسه بالماركسي الليبرالي، فيما تفضح ممارساته العملية ميله لنمط رأسمالي فاحش، دفعه لتقاضي 40 ألف جنيه استرليني عن كل خطاب يدعى لإلقائه، وتحويل المبالغ عبر أحد البنوك العالمية المرموقة. وأفادت صحيفة تايمز البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، بأن أسلوب حياة الترف، وتمضية السهرات في المقاهي الأنيقة، وقضاء عطلات نهاية الأسبوع في الفلل الفاخرة على إحدى الجزر، قد أغرى الوزير اليوناني السابق، الذي وضع البلاد على حافة الإفلاس، بالتحلل من تمسكه بماركسية معلنة وعيش نمط حياة رأسمالي بامتياز. وأشارت رسالة إلكترونية نشرتها إحدى الصحف اليونانية، أخيراً، نقلاً عن أحد الوكلاء الذين يديرون أعمال فاروفاكيس إلى أن المقابل الثابت لإلقائه خطابا خارج أوروبا هو 60 ألف دولار. وينخفض هذا الرسم ليصل إلى خمسة آلاف دولار فقط داخل أوروبا، و1500 دولار للمحاضرة التي يلقيها داخل الجامعة. ومهما كانت وجهة سفر فاروفاكيس، فإنه لا يتنقل إلا عبر الدرجة السياحية، ويطلب تأمين مسكن له ووسائل نقل من وإلى المطار وداخل البلد، إضافة إلى دفع ثمن الوجبات والنفقات الطارئة. وتتناقض التقارير المنشورة مع ادعاءات وزير المالية اليوناني السابق التي تفيد بأنه تلقى 1100 يورو فقط مقابل أكثر من 40 ظهورا مدفوعا ومحاضرات ألقاها منذ استقالته من الوزارة قبل بضعة أشهر. وفي حين رفض فاروفاكيس التعليق على الأمر، إلا أن المعلومات التي تم الكشف عنها، أخيراً ستغذي حملات الانتقاد ضد فاروفاكيس، وتحمله مسؤولية استمرار أزمة اليونان المالية. وكتبت صحيفة بروتو ثيما في هذا الصدد تقول: الرجل الذي ساهم في الكارثة الاقتصادية لليونان، من خلال إعاقة المحادثات مع الدائنين الدوليين، يجمع ثروة.. وأشارت وكالة أعمال فاروفاكيس إلى أن وزير المالية اليوناني السابق كان، في الآونة الأخيرة، أحد المحاضرين الأساسيين في مؤتمر في سنغافورة استمر يومين، وشارك قبل ذلك في مؤتمر في برشلونة للحديث عن الديمقراطية في أوروبا.