محمد صبحي: الإسفاف الفكري يتذرع بحرية الإبداع

  • 11/7/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حين تمتزج الثقافة مع الفن في حوار يمتلك زمام الأمور فيه فنان من طراز فريد، كمحمد صبحي، الذي رفض منصب وزير الثقافة 4 مرات، من أجل رسالته الفنية، فإن متعة الحوار لا تنتهي. لم يعد هناك فرق بين حرية الإبداع والخروج عن القيم، فالإسفاف يتذرع بحرية الإبداع، هذا بعض ما جاء في جلسة واقع الثقافة في البلدان العربية، التي تحدث فيها الفنان المصري محمد صبحي مساء أول من أمس، وأدارتها الإعلامية الدكتورة بروين حبيب، ضمن جلسات ملتقى الفكر التي يقيمها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ذلك بحضور عدد كبير من أهل الثقافة والإعلام والفكر. عاشق المسرح من مسرحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلق محمد صبحي مشيداً بحاكم سكنه هم الفن وعشق المسرح، فقدم له أجمل ما احتواه التاريخ بين طياته، وسجل ملاحظاته في كل عمل، ليثبت في كل مرة بأن التاريخ يعيد نفسه. وأكد صبحي أن سموه ينافسه في حب المسرح، ثم عرج على حوار الحضارات العربية، مسلطاً الضوء على روافد الثقافة في أي مجتمع، وهي الدين والعادات والتقاليد والموروثات الشعبية والفنون الجميلة وغيرها. استياء عبر صبحي عن استيائه مما تتعرض له الثقافة والفن اليوم، موضحاً أن المشكلة لا تكمن في وزير الثقافة، بل في دولة تؤمن بنور العلم، لترصد ميزانيات خاصة للتعليم والبحث العلمي تؤهلها للحاق بركب الثورة الثقافية التي نشهدها، ومشيراً إلى أن المجتمعات العربية يجب أن يكون إيمانها بالثقافة ليس أقل أهمية من إيمانها بقوة الاقتصاد. وعن حرية الإبداع، تحدث صبحي وتحسر وندد وشجب، فالوضع لا يبشر بالخير في ظل سيطرة شركات الإعلان، التي أصبحت صاحبة العصمة وتتولى زمام أمور الفن، لافتاً إلى أن الجمهور اليوم مشارك في تشويه الهوية الثقافية والفنية، إذ يتحمل مسؤولية مقاطعة الأعمال المبتذلة، ومهاجمة هذه الهجمة الشرسة. صوت مسموع وأشار صبحي إلى أنه على مدى 30 عاماً كان صوته كونه فناناً مسموعاً، مبيناً أنه لم يتعرض لأي مضايقات طيلة سنوات عمله، ولم تمارس عليه أي رقابة أو يحذف له نص، إلا أن مفهوم الحرية والديمقراطية تغير بعد الثورات العربية وأصبح مفهوماً مغلوطاً. وأشار إلى أن الواقع والظروف المحيطة هي التي تصنع المثقفين والعباقرة، فإذا لم يتوافر المناخ المناسب لن تبرز مواهب، وستتوارى عقليات كثيرة عن المشهد. ولفت صبحي إلى أن الشعب العربي مستهلك، ولا يمتلك أي معادلة بين الاستهلاك والإنتاج. مداخلات وتخللت الجلسة نقاشات ومداخلات وتساؤلات كثيرة، طالب أغلبها بحلول للأزمات، التي تعانيها المنطقة العربية، وأوضح صبحي في الشأن، أن الحل يكمن في وحدة الهوية العربية، فما نحتاج إليه من الغرب هو العدل، ومن أنفسنا هو العقل.

مشاركة :