في جولة داخلية لدولة إيطالية ستكتشف وجود دولة بداخلها لا تزيد مساحتها عن 62 كم مربع ولا يتخطى سكانها 30 ألف مواطن ولكنها جمهورية استطاعت أن تسطر إسمها في تاريخ كرة القدم الأوروبية ولكن بالفشل حيث عرف منتخبها بالمنتخب الذي لا يفوز وبالفعل لم يسبق له تحقيق الفوز تاريخيًا سوى مرة واحدة فقط والحديث هنا عن دولة سان مارينو ومنتخبها القومي الذي رآه العالم أجمع تدك شباكه بعشر أهداف ليلة أمس على أيدي الأسود الثلاث منتخب إنجلترا. بداية منتخب سان مارينو الرسمية كانت في الألفية الماضية وبالتحديد عام 1990 حينما إلتقى بمنتخب سويسرا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية وتلقى هزيمته الأولى تاريخيًا برباعية نظيفة لتبدأ من هنا سلسلة الفشل التي امتدت ليومنا هذا ولم يعكر سلسلة هزائمها سوى فوز وحيد عام 2004 على منتخب ليختنشتاين بهدف نظيف على إثره إحتفلت الشوارع في المدينة بالفوز الأول والأخير لهم. زيادةً لذلك فقد تعادل منتخب سان مارينو سبع مرات تاريخيًا منهم مرتين أمام المنتخب ذاته الذي انتصر عليه ليختنشتاين ومرة وحيدة فقط أمام كل من تركيا ولاتفيا ولبنان وإستونيا وجبل طارق وسجل 26 هدفًا فقط خلال 31 عامًا له في الكرة الأوروبية. ويعد أسطورة المنتخب التاريخي هو اللاعب ذو الأصول الإيطالية أندي سيلفا والذي سجل ثمان أهداف بعد أن شارك في 73 مباراة دولية لمنتخب بلاده ويليه السان ماريني مانويل ماراني بهدفين من 33 مشاركة كما يضم سجل الهدافين 16 لاعب سجل كل منهم هدفًا وحيدًا للمنتخب. ويمتلك منتخب سان مارينو في سجله الدولي 183 مباراة دولية استقبلت شباكه بهم 762 هدف كأعدل معدل لإستقبال الأهداف وفارق الأهداف المسجلة عن المستقبلة تاريخيًا. وفي حالة إعتقادك أن فوز إنجلترا بعشر أهداف على منتخب سان مارينو هو الأسوأ في سجلهم فهناك العديد من النتائج التاريخية التي تلقاها ذلك الفريق على مدار تاريخه حيث سجلت الهزيمة الأكبر تاريخيًا لهم بإسم منتخب ألمانيا حينما هزموهم بنتيجة 13 هدف مقابل لا شيء والتي ترجع لعام 2006 حيث سجل حينها النجم الألماني بودولسكي رباعية كما سجل كل من كلوزة شفانشتايجر وتوماس هيتزلسبيرغر ثنائيات مع هدف لكل من مايكل بالاك وشنايدر وآرنه فريدريش هدف. وفي عام 2011 تلقى منتخب سان مارينو هزيمة أخرى بنتيجة 11 مقابل لاشيء من الطواحات الهولندية لتنضم هي الأخرى للنتائج الأكبر تاريخيًا في شباك سان مارينو أما عن الهزيمة بعشر أهداف فسبق لها أن حدثت مرتين قبل إنجلترا حينما هزمتهم النرويج في عام 1992 بتلك النتيجة وكررتها بولندا في عام 2009. وبالتالي وبعد كل الأرقام السلبية التي حققها منتخب سان مارينو على مدار تاريخه فهو يستحق لقب الأفشل تاريخيًا بلا أي منافس له وربما لكان من الأفضل أن تظل دولة سان مارينو تابعة لإيطاليا على أن تصبح الحلقة الأضعف في القارة الأقوى بعالم كرة القدم.
مشاركة :