أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة (6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) بتعليق رحلات شركات الطيران الروسية إلى مصر عملاً بتوصية الاستخبارات الروسية بعد تحطم طائرة الايرباص التابعة لشركة متروجيت في صحراء سيناء ما أسفر عن سقوط 224 قتيلاً. هذا، وقالت مصادر مخابرات غربية إن جواسيس بريطانيين وأميركيين التقطوا «دردشة» من أشخاص يشتبه بأنهم متشددون وحكومة واحدة أخرى على الأقل ينبئ باحتمال أن قنبلة ربما تكون مخبأة في مخزن الأمتعة هي سبب سقوط الطائرة الروسية. إلى ذلك، أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مساء أمس (الجمعة) على تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال أمن الطيران المدني، وذلك إثر قرار بوتين تعليق رحلات الطيران الروسية إلى مصر. وقالت الرئاسة في بيان إنه «تم الاتفاق بين الرئيسين على تعزيز التعاون بين السلطات المعنية في الدولتين من خلال التنسيق بين سلطات الأمن والطيران المدني في البلدين بهدف ضمان أمن وسلامة السائحين الروس وتعزيز الإجراءات الأمنية للطائرات الروسية». هذا وقالت بريطانيا إنه يوجد «خطر ذو مصداقية» لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل بشأن المعلومات المخابراتية المقصودة متعللة بقواعد مطبقة منذ وقت طويل تتعلق بالكشف عن تفاصيل العمليات في تحقيقات جارية. وقالت المصادر المخابراتية الغربية إن جزءاً من التقييم بشأن القنبلة جاء من اتصالات تم رصدها من أشخاص يشتبه بأنهم متشددون وحكومة واحدة أو أكثر شملها التحقيق. وأعلنت القاهرة أمس (الجمعة) أن المسئول المصري عن اللجنة المكلفة التحقيق في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء سيعقد مؤتمراً صحافياً مساء اليوم (السبت) لإعلان ما توصلت إليه نتائج التحقيق حتى الآن. وقالت المصادر المخابراتية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموقف إن الدليل ليس قاطعاً وإنه لا يتوافر دليل جنائي أو علمي يدعم نظرية القنبلة. وقال مصدر أميركي إن المخابرات رصدت «دردشة» بشأن القنبلة يشمل تفاصيل متضاربة عن المكان الذي قد تكون القنبلة زرعت فيه. وباشرت بريطانيا إعادة مواطنيها العالقين في شرم الشيخ منذ تحطم الطائرة الروسية. وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «رئيس الدولة قبل بتوصيات» رئيس جهاز الاستخبارات الروسي ألكسندر بورتنيكوف و «أمر الحكومة بوضع آليات تسمح بتنفيذ هذه التوصيات» القاضية بتعليق الرحلات المدنية الروسية الى مصر وذلك خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب. وكلف بوتين كذلك الحكومة «بتأمين عودة المواطنين الروس» الموجودين في مصر، وفق بيسكوف. وتعتبر مصر من الوجهات المفضلة للروس. وبعد ظهر أمس (الجمعة)، أقلعت طائرتان تقلان أكثر من 320 راكباً بريطانياً عالقين في شرم الشيخ منذ سقوط طائرة الايرباص الروسية. وتوافد إلى مطار شرم الشيخ عشرات السياح الآخرين باحثين عن رحلات وعدت بها حكومتهم لإعادتهم الى بلادهم. وأعلن وزير الطيران حسام كمال أعلن أن ثماني رحلات فقط ستنقل السياح البريطانيين أمس الجمعة وليس 29 رحلة، مشيراً إلى أن السبب هو رفض شركات الطيران «نقل حقائب الركاب العائدين إلى بريطانيا» في مقصورة الأمتعة. وترفض شركات الطيران نقل الأمتعة مع ازدياد التقارير حول احتمال حصول تفجير داخل الطائرة التي انفجرت في الجو قبل ان تسقط بعد 23 دقيقة على إقلاعها. وعقد السفير البريطاني جون كاسن مؤتمراً صحافياً في قاعة المغادرة في مطار شرم الشيخ قال فيه: «أولويتنا ان نعيد أولئك الذين ألغيت رحلاتهم يومي الاربعاء والخميس». وتجمع حوله نحو مئتي بريطاني صاح أحدهم بغضب «متى نعود الى بلادنا؟». وكان مئات السياح الروس ينتظرون في طوابير في المطار بين أمتعتهم الموضوعة أمام طاولات شركات طيران التشارتر الروسية. وتبنّى تنظيم «داعش» الأربعاء الماضي إسقاط الطائرة الروسية من دون ان يتحدث عن الآلية. وفي دليل إضافي على اتساع المخاوف المتعلقة بفرضية التفجير الإرهابي، منعت شركة كي إل إم الهولندية نقل الأمتعة على رحلة توجهت أمس (الجمعة) من القاهرة الى امستردام، «من باب الاحتياط». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رجّحا أمس الأول (الخميس) احتمال تعرض الطائرة الروسية لاعتداء بواسطة قنبلة. وقال أوباما في حديث إذاعي: «أعتقد ان هناك احتمالاً بوجود قنبلة في الطائرة، ونحن نأخذ هذا الاحتمال ببالغ الجدية»، مضيفاً مع ذلك «لا نعرف حتى الآن» بشكل يقيني. واستخرج المحققون في القاهرة المعلومات من احد الصندوقين الاسودين الذي يضم معلومات متعلقة بالرحلة. أما الصندوق الذي يحتوي على حديث الطاقم ولحقت به اضرار، فسيتطلب كثيراً من العمل.
مشاركة :