اتضح أن بعض الأسماك والبرمائيات تستخدم في الحياة الواقعية قدرة تكاد تكون خارقة على الإبصار وقال الباحثون أمس الأول إن هذه الكائنات التابعة للمملكة الحيوانية يمكنها أثناء السباحة في بيئات المياه العذبة العكرة بالأنهار والقنوات إفراز إنزيم في العين يشحذ قدرتها على الإبصار بصورة ملموسة بما في ذلك رؤية الأشعة تحت الحمراء وسط الأوحال والطين. ويرتبط هذا الإنزيم - المعروف باسم (سايب27 سي1) - بفيتامين (أ) المعروف بقدرته على تقوية حدة الإبصار حتى وسط الأضواء الخافتة. وفيتامين (أ) مكون أساسي في الصبغات المسؤولة عن تسهيل عملية الرؤية في أنسجة العين. وبالاستعانة بهذا الإنزيم تتمكن الأسماك والبرمائيات من ضبط الإبصار لديها على نحو يتوافق مع كمية الضوء في البيئة المحيطة بها. ومن الوجهة الكيميائية فإن إنزيم (سايب27 سي1) يحدث تعديلا طفيفا في جزيئات مكونة لفيتامين (أ) ليحولها من الصورة فيتامين (أ - 1) إلى فيتامين (أ - 2) ما يغير من حساسية مستقبلات الإضاءة في العين إلى الموجات الطويلة الأشد مثل الأشعة الحمراء وتحت الحمراء. ويفسر ذلك كيف يتسنى لأسماك المياه العذبة مثل السلمون ان تكيف الرؤية بسلاسة أثناء خروجها من مياه المحيطات.
مشاركة :