صحيفة المرصد :في الوقت الذي تسبب تعثر مشروع ازدواجية طريق "أبوعريش العارضة" بمنطقة جازان في وقوع العديد من الوفيات والإصابات، يعكف أهالي المحافظة على تقديم شكوى لأمير المنطقة الأسبوع القادم، وذلك للبحث عن سبل إنهاء تعثر مشروع ازدواجية الطريق منذ 6 سنوات، وتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب التعثر. وبحسب صحيفة الوطن بين عدد من الأهالي أنه تم البدء في المشروع الذي كلف 49 مليون ريال منذ 6 سنوات ومن المفترض أن ينتهي المشروع ويتم تسليمه قبل ثلاث سنوات من الآن، إلا أن العمل مازال يسير ببطء، حيث تنتشر التحويلات على امتداد الطريق. وأكد محمد العبدلي أن آخر ضحايا الطريق المميت وقع على ابنه عبدالخالق العبدلي وزوجته الأسبوع الماضي وأصيبت طفلتان إحداهما رضيعة في شهرها السابع، والأخرى تبلغ من العمر سنة ونصف بكسور متفرقة في منطقة الترقوة والفخذ، ومازال قائد المركبة الأخرى في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد في جازان.وبدأ والد الضحية عبدالخالق وهو "معاق ومصاب بجلطة"والعبرة تكاد تخنقه قائلا: "لقد توفي ابني وزوجته وأنا محتسب الأجر عند الله، ولكن ما أخشاه على بقية أبنائي وأبناء المحافظة الذين يسلكون الطريق يوميا، وحتى لا نقدم المزيد من الضحايا فإنني أناشد المسؤولين بضرورة التحرك لإنهاء مشروع ازدواجية الطريق، فالدولة تصرف الأموال لتنفيذ المشاريع، ولكن المقاولين يحولونها لأسباب للموت". وقال الدكتور عبدالرحمن الصايغ أحد سكان العارضة إن تزايد أعداد الإصابات والوفيات على هذه الطريق المتهالكة يشكل هاجساً مؤرقاً لسكان العارضة وقراها سواء من أهالي المحافظة أو قاصديها ما يجعل الأمر يتحول من كونه مآسي فردية إلى قضية مجتمع وجميعها محل اهتمام ولي الأمر، مشيرا إلى أنه من الضروري المبادرة العاجلة بتعبيد الطريق دون توقف أمام أي عائق مهما كان وذلك لإيقاف نزيف الأرواح جراء سوء الطريق. واسترجع رئيس كتابة العدل بمحافظة العارضة سلمان العبدلي صورة واحدة فقط من مآسي تلك الطريق قائلا: ما زالت النفوس رغم مضي ثلاث سنوات تتذكر العائلة التي خرجت من بيتها لحفل زواج فحصدت شاحنة منهم أربع سيارات بأفراحهم ودمائهم وبراءتهم لتأتي الفتوى بدفن الحديد والجثث معاً لعدم التمكن من إخراجها". وأضاف: نحن لسنا بحاجة لإثبات مطالباتنا بقدر ما هي الحاجة للحديث عن الواقع، وكاميرا المصور أينما وضعها على طول ذلك الطريق فستعطي الرسالة المطلوبة التي يعلم الجميع أنه بحالته الراهنة لا يمكن الفخر بأنه طريق يصلح لعبور الدواب فضلا عن كونه طريقا رئيسيا في المنطقة. وقال إمام وخطيب الجامع الكبير بمحافظة العارضة الشيخ هشام اللغبي إن عدد سكان العارضة وما يتبعها من قرى ومراكز يفوق المئة ألف نسمه، وكل يوم نسمع بفاجعة جراء هذه الطريق المتهالكة ولنا في كل يوم موعد لنرى دماء أبناء العارضة ومرتاديها تسيل على هذا الطريق ونشاهد أبرياء بين ركام الحديد أشلاء. وذكر المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بجازان أن غرفة عمليات الهلال الأحمر تلقت منذ شهر محرم الماضي إلى نهاية شهر ذي القعدة العديد من البلاغات بمركز العارضة عن وقوع حوادث مرورية نتج عنها العديد من وفيات وإصابات متنوعة بين الخطيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن فرق الإسعاف باشرت 248 حالة استدعى الأمر نقل 130 حالة إلى مستشفيات المنطقة فيما تم تقديم الإسعافات الأولية في مواقع الحوادث لـ 118 حالة، إضافة إلى وجود حالات تكون قد توفيت في الموقع وأخرى يتم نقلها من قبل المواطنين قبل وصول الفرق الإسعافية. أسباب التعثر وبرر مدير إدارة الطرق بمنطقة جازان المهندس ناصر الحازمي تأخر تنفيذ مشروع ازدواج طريق "أبوعريش العارضة" لوجود خدمات تعترض التنفيذ، مبينا أنه تم تعميد الجهات الخدمية بترحيل الخدمات، مشيرا إلى أن نسبة العمل المتاح 67% وما أنجز بلغ 60%.
مشاركة :