ضمنت الأرجنتين تأهلها إلى مونديال قطر 2022 في كرة القدم برغم تعادلها مع ضيفتها وغريمتها البرازيل دون أهداف الثلاثاء في مباراة باهتة وخشنة، ضمن المرحلة 14 من تصفيات أمريكا الجنوبية، إذ صبت باقي النتائج في مصلحتها لتشارك في الحدث العالمي الكبير للمرة الثالثة عشرة تواليًا. وبرغم التعادل، حجز زملاء الأسطورة ليونيل ميسي بطاقتهم نحو كأس العالم، بعد خسارة منتخبي تشيلي أمام الإكوادور صفر-2 والأوروغواي أمام بوليفيا صفر-3. وفيما يتأهل أول أربعة منتخبات من المجموعة الموحدة ويلعب الخامس ملحقًا فاصلاً، رفع «ألبي سيليستي» رصيده إلى 29 نقطة من 13 مباراة، بفارق 12 نقطة عن كل من كولومبيا والبيرو اللتين لعبتا مباراة أكثر وتتواجهان في الجولة المقبلة، ما يعني ضمانه احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى. وتابع المنتخب الأرجنتيني مساره الإيجابي في 2021، بعد احرازه لقب كوبا أمريكا على حساب البرازيل في ريو دي جانيرو. وهذه المرة الثالثة عشرة تواليًا والـ18 في تاريخها تشارك الأرجنتين في كأس العالم، وقد توجت مرتين في 1978 و1986، علمًا أنها أخفقت في التصفيات مرة وحيدة عام 1970. وكانت البرازيل قد وضعت نفسها أول المتأهلين عن أمريكا الجنوبية بفوزها على كولومبيا 1-صفر الخميس. ولم تأتِ المباراة على مستوى التوقعات بين أكبر قوتين في أمريكا الجنوبية، إذ كانت البرازيل قد ضمنت تأهلها فيما سارت الأرجنتين بثبات نحو النهائيات، وهما الفريقان الوحيدان دون أي خسارة حتى الآن. ودفع مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني بميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، في التشكيلة الأساسية بعد عودته من الإصابة، فحاول مع زملائه تهديد المرمى البرازيلي من المسافات البعيدة. ومنح الحارس أليسون الثقة للضيوف البرازيليين أمام تسديدتي لاوتارومارتينيز (24) ورودريغو دي بول (40). أما ميسي، المراقب من زميله في باريس سان جرمان الفرنسي ماركينيوس، فغابت خطورته حتى الدقيقة الأخيرة عندما أطلق تسديدة بعيدة أحبطها حارس ليفربول الإنكليزي. خشونة ودماء ومن جهة البرازيل المحلقة في الصدارة بفارق 6 نقاط عن الأرجنتين، غاب نيمار لإصابة عضلية، فدفع المدرب تيتي بالشاب فينيسيوس جونيور وفضل ماتيوس كونيا على غابريال جيزوس. وشهدت المباراة خشونة على غرار ضرب نيكولاس أوتامندي بكوعه البرازيلي رافينيا الذي سالت الدماء من شفته دون طرد المدافع الأرجنتيني (33). وبدت البرازيل أكثر سلاسة في وسط اللعب مع لوكاس باكيتا وفريد وفابينيو. وصدت العارضة الأرجنتينية تسديدة بعيدة لفريد (60)، فيما تلاعب فينيسيوس جونيور أحيانًا بالدفاع الأرجنتيني دون نجاعة. وأخفقت البرازيل في الثأر من الأرجنتين التي أسقطتها في عقر دارها ملعب ماراكانا في يوليو الماضي في نهائي كوبا أمريكا. التقيا مجددًا في سبتمبر الماضي في البرازيل، لكن المباراة توقفت بعد خمس دقائق من بدايتها، بسبب اقتحام ممثلين من السلطات الصحية البرازيلية ملعب «كورينثيانز» زعموا مخالفة الضيوف لبروتوكولات فيروس كورونا. تعثر المطاردين وبعد خسارة تشيلي على أرضها أمام الإكوادور صفر-2، ضمنت الأرجنتين حسابيًا الحلول بين الأربعة الأوائل. وتقدمت الإكوادور باكرًا بهدف برفيس إستوبينان (9)، ثم طرد نجم تشيلي المخضرم أرتورو فيدال (14)، ما عبد طريق الفوز للضيوف الذين أضافوا الثاني في الوقت البدل عن ضائع عبر مويسيس كايسيدو (90+3). وعززت الإكوادور (23 نقطة) حظوظها بعدما ألحقت بتشيلي (16) خسارة أولى بعد 3 انتصارات. وكانت البيرو من أبرز المستفيدين في هذه المرحلة، إذ ارتقت إلى المركز الخامس مع 17 نقطة بعد فوزها على مضيفتها فنزويلا المتواضعة 2-1. وسجل للفائز جانلوكا لابادولا (18) وكريستيان كويفا (65) وللخاسر داروين ماتشيس (52)، علمًا بأن الأخير أهدر ركلة جزاء (68). وتابعت الأوروغواي (16)، بطلة 1930 و1950، تراجعها المخيف، إذ منيت بخسارة رابعة تواليًا أمام مضيفتها بوليفيا صفر-3. وسجل لبوليفيا (15) التي حققت فوزها الثالث في أربع مباريات خوان كارلوس أرسي (29 و79) ومارسيلو مارتينس (45). وأهدر مورينو ركلة جزاء (62) قبل أن يكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين اثر طرد كارميلو ألغاراناس (74). وانتهت المواجهة بين «بطلي التعادلات» كولومبيا وضيفتها الباراغواي بالتعادل السلبي. وتعادلت كولومبيا، رابعة الترتيب (17)، ثماني مرات في 14 مباراة، فيما تعادلت الباراغواي، وصيفة القاع (13)، سبع مرات حتى الآن. وصحيح أن كولومبيا تحتل راهنا المركز الرابع المؤهل مباشرة إلى المونديال، إلا أنها فازت 3 مرات فقط في 14 مباراة. ويبدو الصراع قويا، خصوصًا على البطاقة الرابعة، إذ يبلغ الفارق أربع نقاط فقط قبل أربع جولات من النهاية، بين كولومبيا الرابعة والباراغواي التاسعة.
مشاركة :