بوتين يأمر بوقف الرحلات الجوية إلى مصر وإعادة المواطنين الروس

  • 11/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الرئيس فلاديمير بوتين أمس إلى تناول مجريات التحقيق في حادث الطائرة الروسية المنكوبة في اجتماعه مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي الذي عقده أمس في موسكو. وطالب الرئيس الروسي بإعارة أكبر قدر من الاهتمام لقضايا الأمن في هذا المجال، فيما وافق على توصية الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي حول جدوى وقف الرحلات الجوية إلى مصر. وكان بورتنيكوف أشار إلى أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب تعمل على صياغة الإجراءات الإضافية اللازمة في مجال الأمن والسلامة الجوية. وقال المسؤول الأمني الروسي إنه: «يكون من المجدي وقف الرحلات الجوية إلى مصر ولا سيما في مجال السياحة إلى حين استيضاح الأسباب الحقيقية للحادث». وأشار دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين إلى أن الرئيس بوتين أصدر تكليفاته إلى الحكومة الروسية بإعداد الآلية اللازمة لتنفيذ توصية الأجهزة الأمنية وتأمين عودة المواطنين الروس إلى مصر. ومن جانبه قال بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي إن روسيا تطالب بمعلومات مؤكدة حول أسباب كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء وبكل الدقة والاستمرار في استقصاء الأسباب إلى المدى الذي تتطلبه هذه العملية. وطالب رئيس جهاز الأمن الفيدرالي بضرورة التنسيق وبشكل أكثر نشاطا وتكثيفا مع السلطات المصرية من أجل استقصاء الأسباب الحقيقية للحادث. من جانبه قال وزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف إن خيرة الخبراء الروس المزودين بأجهزة تقنية مطورة يواصلون فحص حطام الطائرة المنكوبة بحثا عن آثار متفجرات محتملة فيها. وأشار الوزير إلى أن نتائج الفحوصات ستنشر لاحقا. وكانت المصادر الرسمية الروسية كشفت عن أن عملية تفريغ «الصندوق الأسود» الأول للطائرة الروسية المنكوبة لم تكشف بعد عن أسباب سقوط الطائرة «إيرباص 321». وقالت إن شريط الصندوق توقف عن التسجيل في اللحظة التي انفصل فيها ذيل الطائرة عن جسمها وهو المكان الموجود به هذا الصندوق. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصادر قالت إنها «قريبة من جهات التحقيق»، أن تسجيلات الصندوق الأسود كشفت عن أن أجهزة الطائرة كانت تعمل بشكل طبيعي طوال الدقائق العشرين الأولى لبداية رحلة الطائرة منذ إقلاعها من مطار شرم الشيخ وحتى بلوغها الارتفاع اللازم. وأضافت المصادر أن «شيئا ما» حدث لم يعرف أحد ماهيته، أوقف تسجيلات الصندوق الأسود على نحو يمكن مقارنته بتسجيل توقف القلب عن العمل أثناء عمل «جهاز رسم القلب». وعزت المصادر ما حدث إلى احتمالات أن يكون ذلك نتيجة انشطار الطائرة بسبب تسرب الضغط حول جسم الطائرة، وإن أشارت إلى ما يمكن أن يكون السبب غير ذلك. وكان ألكسندر نيرادتشكو رئيس الوكالة الروسية للطيران أعلن أن «لجنة خاصة للبحث عن آثار متفجرات وتفريغ معلومات الصندوق الأسود تابعة لفريق التحقيق في كارثة الطائرة الروسية في سيناء، ستتولى دراسة احتمال وقوع عمل إرهابي على متن الطائرة». ومن جانبه أعلن ماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي عن أن لجان التحقيق في حادث الطائرة الروسية في سيناء لم تنته بعد من عملها وأن تفريغ محتويات الصندوق الأسود الأول لم يكشف سوى عن بيانات أولية لا تسمح بالإعلان عن أي نتائج نهائية. وأصدر ديمتري ميدفيديف رئيس الحكومة الروسية تعليماته بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على الرحلات الدولية التي تنفذها شركات الطيران الروسية. على أن هناك أيضا ما كان يشير إلى شكوك الأوساط الروسية تجاه إجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ. لكن السلطات الروسية الرسمية لم تعر هذه الإشارات التي تناقلتها بعض القنوات التلفزيونية الروسية اهتمامها وتركزت التعليقات والتقارير في إطار تغليب سوء الأحوال طائرات الشارتر التي تستخدمها شركة طيران «كاغاليم افيا» ومنها الطائرة المنكوبة في سماء سيناء. وتأتي هذه الإجراءات في وقت مواكب لحملة واسعة تتزعمها بعض أحزاب المعارضة الروسية للعودة إلى استخدام الطائرات الروسية التي طالما أثبتت إبان سنوات الاتحاد السوفياتي السابق قدرتها على المنافسة وتمتعها بأكبر قدر من إجراءات الحماية والأمان إلى جانب ضرورة التخلص من شركات الطيران الخاصة والاقتصار على شركتين أو ثلاث مع تعزيز إجراءات الرقابة على «الطيران العارض» (الشارتر).

مشاركة :