وقالت الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع عقدته في الرياض مجموعة العمل التابعة للطرفين حول إيران إنّ "جميع المشاركين حضّوا الحكومة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية" المتمثّلة بالمفاوضات المقرّر استئنافها في فيينا قريباً والرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، "للحؤول دون اندلاع نزاع وأزمة". وفي بيانهم المشترك أعرب ممثّلو الولايات المتّحدة والسعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت عن أسفهم لأنّ "إيران خطت خطوات لا تلبّي أيّ احتياجات مدنية لكنّها قد تكون مهمّة لبرنامج أسلحة نووية". ومن المقرّر أن تستأنف في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في فيينا المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق الذي أبرمته في 2015 طهران والدول الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأتاح اتفاق فيينا رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. الا أنّ مفاعيل الاتفاق باتت في حكم الملغاة منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران. وردّاً على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجاً عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكّد طهران أن خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي. وقامت إيران اعتبارا من مطلع العام الحالي، بتقييد عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفعت مستويات تخصيب اليورانيوم، بداية إلى 20 بالمئة، ولاحقاً إلى 60 بالمئة. وشجب البيان الأميركي-الخليجي المشترك "السياسات العدوانية والخطيرة" التي تمارسها طهران، بما في ذلك "النشر والاستخدام المباشر للصواريخ البالستية المتطوّرة" وللطائرات المسيّرة. كما حذّر البيان من أنّ "دعم إيران لميليشيات مسلّحة في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية يشكّلان تهديداً واضحاً للأمن والاستقرار". وغالباً ما يُنظر إلى بعض دول الخليج، مثل قطر وعمان، على أنّها قنوات تستخدمها الولايات المتّحدة للتواصل مع إيران. كذلك فإنّ السعودية التي تُعتبر أحد أبرز خصوم إيران في المنطقة بدأت مؤخراً، برعاية العراق، حواراً سرّياً ولكن ملحوظاً مع جارتها. وفي اجتماع الرياض "أبلغت" دول مجلس التعاون الخليجي الولايات المتّحدة "بالجهود التي تبذلها لبناء قنوات دبلوماسية فاعلة مع إيران" ترمي إلى تهدئة التوتّرات، بدعم من قوة الردع العسكري الأميركية. وفي بيانهم المشترك ذكّر المشاركون في اجتماع الرياض الجمهورية الإسلامية بفوائد تحسين العلاقات مع جيرانها العرب وبتلك التي ستتأتّى من رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها إذا ما نجحت مفاوضات فيينا. لكنّ البيان المشترك حذّر من أنّ "هذه الجهود الدبلوماسية ستفشل إذا ما استمرّت إيران في التسبّب بأزمة نووية".
مشاركة :