هل تخطئ مفوضية الانتخابات بمنع حفتر وسيف الإسلام من الترشح؟ طرابلس- حذرت أوساط سياسية ليبية من إمكانية تهور مفوضية الانتخابات الليبية بمنع سيف الإسلام القذافي وقائد الجيش المشير خليفة حفتر من الترشح بسبب ضغوط تمارسها مجموعات محسوبة على تيار الإسلام السياسي. وقالت الأوساط إن منع حفتر وابن القذافي من الترشح سيمنحهما زخما سياسيا خاصة بالنسبة إلى القائد العام للجيش الذي تبدو حظوظه في الفوز ضعيفة بعد أن تراجعت شعبيته بسبب هزيمة طرابلس وسوء إدارة المنطقة الشرقية خاصة على المستوى الأمني وتواتر الحديث عن ملفات الفساد التي قد تبدد صورة القائد المنقذ لبرقة من الإرهاب والمجموعات المتطرفة. وتشكك هذه الأوساط في إمكانية فوز سيف الإسلام رغم مؤشرات بشأن قبول شعبي له يعود أساسا إلى فشل المحسوبين على ثورة الـ17 من فبراير، وترى أن الانتخابات قد تأتي بنتائج عكس التوقعات، لذلك من الضروري السماح له بخوض هذه التجربة فإذا فاز تكون هذه إرادة الليبيين وإذا فشل سيحترق وينتهي سياسيا، أما منعه فسيمهّد له الدخول بقوة في المشهد السياسي بعد سنوات من العزلة. ويؤيد مراقبون هذه التحذيرات ويرون أن ما جرى في تونس مثلا مع شخصيات مثل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي والسياسي أحمد نجيب الشابي بعد هزيمتهما المدوية في الانتخابات نسف أيّ دور سياسي لهما في البلاد ووضعهما أمام حجمهما الطبيعي. وأصدرت المفوضية العليا للانتخابات بيانا ألمحت فيه إلى إمكانية منعهما من الترشح واحتمال إلقائها بالكرة في ملعب القضاء. وأكّدت المفوضية أن استلام طلبات الترشح المرفقة بالمستندات ذات العلاقة بالاشتراطات القانونية المقدمة إليها لا يعني بالضرورة أن طلب المترشح قد قُبل. وقالت المفوضية في بيان توضيحي نشرته عبر حسابها الإلكتروني إن هذه العملية هي عملية استلام فقط للطلب الذي سيُحال إلى الإدارة العامة للتحقق من استيفاء كامل المستندات المطلوبة، ومن ثم إحالة بعضها إلى الجهات المختصة للنظر في مدى صحتها من عدمها. وأضافت أنها ستقوم بعد استكمال عملية التحقق والتدقيق في طلبات المترشحين واستكمال ردود الجهات ذات العلاقة بنشر القوائم الأولية وهي القوائم التي تضم أسماء المترشحين الذين استوفوا كامل الشروط والمستندات الدالة، لغرض فتح باب الطعون ومباشرة النظر فيها من قبل لجان الطعون الابتدائية والاستئناف بالمحاكم المعنية، وتستمر هذه المرحلة 12 يوماً. وأشارت المفوضية إلى أنه عند اكتمال مرحلة الطعون والفصل فيها ستقوم بنشر القوائم النهائية، وهي الطلبات التي اجتازت مرحلة التقاضي والطعون وتضمين أسماء المرشحين المجازين في ورقة الاقتراع التي ستسلم إلى الناخب يوم الاقتراع لغرض القيام بعملية التصويت. وبالنسبة إلى سيف الإسلام فإن مطالب محكمة الجنايات الدولية بتسليمه تعد كافية لمنع ترشحه، أما حفتر فقد يتم استخدام جنسيته الأميركية أو بعض التجاوزات التي تمت أثناء المعارك التي خاضها الجيش وخاصة حرب طرابلس وقضية المقابر الجماعية في ترهونة لمنعه.