أخيراً نجح منتخبنا الوطني في تحقيق فوزه الأول بالتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2022، وذلك عقب تغلبه على نظيره اللبناني بهدف دون مقابل في بيروت، ليقفز الأبيض إلى المركز الثالث وينعش آماله في المنافسة عبر الطريق الصعب، كون أن إيران وكوريا الجنوبية ضمنا التأهل تقريباً وبات الإعلان الرسمي عن ذلك مسألة وقت فقط. نعم، فرطنا في نقاط ومباريات عديدة كانت يمكن أن تساعدنا كثيراً في تحقيق الحلم الغائب منذ 30 عاماً، وهي المواجهات التي أقيمت على أرضنا ووسط جماهيرنا، إضافة إلى المباريات الأخرى أمام المنتخبات التي من المفترض أن تصنيفها أقل منا وكان يجب أن نكسب نقاطها حتى ننعش آمالنا، لكن هيهات. نأمل أن نحافظ على المركز الثالث قدر الإمكان، حتى وإن كانت فرصة الوصول إلى المونديال عبره مستحيلة تماماً، كونك أنك ستلعب أمام ثالث المجموعة الأخرى، ومن سيأتي من المجموعة الأخرى سيكون الأفضل بكل تأكيد، خاصة وأن أستراليا حالياً هي الثالثة، ناهيك عن أن الفائز من هذه المواجهة سيتأهل إلى ملحق «فيفا» العالمي، وهناك موضوع آخر تماماً ومختلف. ما يهمنا حالياً هو أن نضع أنفسنا في المركز الثالث، أولاً لأنه المركز الذي كان من الطبيعي أن ننافس عليه بالنظر إلى أرض الواقع، لأن كوريا الجنوبية وإيران أفضل كروياً بكثير وبمسافة بعيدة جداً، أما مسألة التأهل إلى المونديال فهي بلا شك مستحيلة عبر المركز الثالث، لكن على الأقل، إنك هنا ستكون حاولت واجتهد وقدمت ما لديك. أتمنى أن تشهد المباريات المقبلة منح الفرصة للاعبين المجتهدين والجائعين كروياً، ولاحظنا الفرق عندما تم استدعاء بعض اللاعبين الشبان والزج بهم في مباراتي كوريا الجنوبية ولبنان، قدموا مستوى مقبولاً جداً رغم أنهم يفتقدون إلى مسألة خوض المباريات الدولية، وهذا بسبب اعتماد منتخبنا الوطني منذ 10 سنوات تقريباً على أسماء محددة، دون العمل على التدوير ومنح الفرصة للاعبين الصاعدين، وهو ما سنجني ثماره مستقبلاً، عندما نشارك في التصفيات المقبلة بلاعبين تصل أعمارهم إلى 26 عاماً تقريباً وليس لديهم أكثر من 10 مباريات دولية للأسف.
مشاركة :