ولي العهد: صباح الأحمد بصمة كويتية وعالمية راسخة

  • 11/18/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سمو ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد، أن "الكويت بما تركه سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد من إرث دبلوماسي، وحسن سمعة دولية، وعلاقات صداقة، وشراكات وتحالفات دولية وإقليمية، ستظل تنعم بمكانة محطها التقدير والاحترام". جاء ذلك في كلمة لسموه خلال افتتاح المؤتمر الوطني الثامن عشر تحت عنوان "من الكويت نبدأ... وإلى الكويت ننتهي"، مساء أمس الأول، لتكريم 20 شخصية قدمت الكثير من العطاء والتضحية في مجالات عدة، في مقدمتها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه (قائد الإنسانية) والشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله. وأكد سموه، "سنظل نحن في ظل قيادة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد امتداداً لهما، فما تركاه من آثار لن يزول ما بقيت الكويت"، مستذكرا "مناقب الشيخ جابر الأحمد، والشيخ صباح الأحمد رحمهما الله". وفيما يلي نص كلمة سمو ولي العهد: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا. يقول الحق سبحانه وتعالى: (وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى)، وإذ نكرم اليوم المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة دار الخلد مثواه) وكل من سعى لخدمة وطننا العزيز الكويت فإننا نؤكد أن الوقوف على الأثر والمآثر والمناقب مستحق تجاه من أعطى خير العطاء وأوفى فكان رمزاً للوفاء. كان المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ صباح الأحمد، بصمة راسخة في تاريخي الشخصي، وبصمة في تاريخ الكويت الحديث، وبصمة في تاريخ الخليج والعالم عربياً وإسلامياً ودولياً، وكيف لا؟ وقد عرف عنه حكمته فكان حكيم العرب ودبلوماسيته، فكان شيخاً لها، وإنسانيته فلقب وكرم قائداً للعمل الإنساني. المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد كان لي أخاً ومربياً ومُعلماً، فقد تربيت على أيدي أخوين أميرين كريمين الشيخ جابر الأحمد، والشيخ صباح الأحمد (رحمهما الله)، كان لهما الفضل العظيم عليّ في غرس ما جبلت عليه الأسرة الكويتية الأصيلة وبيت الحكم من قيم وأخلاقيات وخصال حميدة، فكانا (رحمهما الله) مثالاً يحتذى في الإنسانية والرحمة والتواضع والتسامح والاعتدال والوسطية، وفي تقدير مكانة المرأة (أخت الرجال) في المجتمع الكويتي ومنحها حقوقها الدستورية ومشاركتها الوزارية. وسنظل نحن في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد امتداداً لهما، فما تركاه من آثار لن تزول ما بقيت الكويت، لن تنسى البشرية لاسيما الكويت آثار أخي المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ صباح الأحمد، فقد جعل من الكويت هذه الدولة الصغيرة المساحة، الكبيرة بقامات وهامات وسواعد أبنائها مركزاً للإنسانية، ومحطاً للدبلوماسية، ووسطية للخير ورائدة للتنمية. لقد وضع- رحمه الله- الكويت على خريطة طريق نحو "كويت جديدة" حتى عام 2035، وبرؤية ثاقبة رسم لها عنوانا "الكويت مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار"، كما حافظ على أسس ديموقراطيتها، وأرسى العفو والتسامح في ظل دولة القانون ورسخ مفهوم "الكويت للجميع". كان -رحمه الله- أخاً كبيراً وملاذاً آمناً في الأحداث العصية بين الإخوة والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، قرّب وجهات النظر، وتحمل عناء السعي، وسخّر إمكانات الكويت لتحقيق لحمة البيت الخليجي، ستظل الكويت بما تركه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح الأحمد من إرث دبلوماسي وحسن سمعة دولية وعلاقات صداقة، وشراكات وتحالفات دولية وإقليمية، ستظل تنعم بمكانة محطها التقدير والاحترام، بسعي قائد نذر نفسه للدبلوماسية متحملاً همومها وقضاياها، فما تركه من آثار في عالم السياسة الخارجية باقٍ ما بقيت الكويت، رحمه الله. رحم الله كل من سعى لأجل الكويت وترك بالخير أثراً فيها ولها، ورحم الله أخي الشيخ صباح الأحمد قائد الإنسانية، وتقبّل ما قدمه للكويت وأهلها، وما قدّمه للعالم من دولة ومؤسسات وأفراد قبولاً حسناً، وجزاه الله به خير الجزاء، فما تركه الأمير الراحل من مآثر باق ما بقيت الكويت، ونحن على آثارهم سائرون بتوفيق من الله أولاً وبإصرار ودعم من لدن قائد مسيرتنا أخي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، أطال الله في عمره، وسدّد على دروب الخير خطاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". فعاليات المؤتمر وكان مؤتمر "من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي"، بدأ فعالياته بكلمة للشيخ صباح الناصر الصباح، شدد فيها على "أهمية الوحدة الوطنية وتعزيز روح الولاء والانتماء للكويت وتقديم البذل والعطاء من أجل هذه الأرض وهذا الوطن"، مثمنا جهود القائمين على هذا المؤتمر واستمرارهم بهذا النهج الوطني على مدى سنوات". وأضاف "من دواعي السرور أن أتشرف اليوم أن يكون هذا المؤتمر تحت رعايتنا وحضورنا، وأعتبر هذه الرعاية تكليفا قبل أن تكون تشريفا، ومن واجبنا الوطني القبول في ذلك، لأن مثل هذه المؤتمرات تبين دور رجالات الكويت الذين ساهموا في بنائها، وحافظوا على أمنها، وعملوا على استقرارها ونموها، ولما لهذا المؤتمر من دور كبير للجيل الحالي والقادم للاقتداء بهم (فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح)". وتابع "لم يكن المؤتمر من الكويت نبدأ وإلى الكويت ننتهي إلا النجاح، وأكبر دليل على ذلك أننا اليوم نرعى المؤتمر في نسخته الثامنة عشرة، فهو بحق مؤتمر لتقديم الوفاء لهؤلاء الرجال الذين بذلوا الغالي والنفيس لكي تكون الكويت بلد الأمن والأمان"، مؤكدا اننا "لا نملك اليوم إلا أن نتذكر ونستذكر مواقفهم فقد رحلوا عنا وبقيت إنجازاتهم وأعمالهم معنا اليوم". وقال "اليوم وفي هذا المؤتمر يشرفنا ويثلج صدورنا أن نستذكر والدنا الغالي صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، قائد الإنسانية والتواضع والمحبة والسلام، فقد حزن العالم أجمع على رحيله وفقده، نسأل الله تعالى له المغفرة والرحمة، وكذلك يأتي تكريم والدي الشيخ ناصر صباح الأحمد -رحمه الله- الذي لم تغب عنه يوما الكويت وأهلها، والذي كان هدفه الأول محاربة الفساد، ونمو الدولة، ووضع رؤية الكويت 2035، لتكون الكويت كما كانت درة وعروس الخليج، وكذلك تكريم رجالات الكويت الأوفياء الذين بذلوا الغالي والنفيس لمواقفهم الوطنية الصادقة". من جهته، قال رئيس لجنة الإشراف العليا للمؤتمر، المحامي يوسف الياسين، إن "مؤتمركم الوطني في نسخته الثامنة عشرة يعلي من قدر أهدافه الوطنية والقيمية التي تنادى بها منذ انطلاقته، عندما أعلن انه يعزز قيم الولاء والوفاء للكويت، وينشر معاني الوسطية والوطنية، ويحيي سير وقدوات لشخصيات كويتية خالدة ومعرفاً بمناقبهم ومآثرهم". وأكد أن "المؤتمر سعى منذ اللحظة الأولى لنشر وتأصيل قيمنا الوطنية الراسخة، بالإضافة الى دعمه لمشاريع شبابية وتشجيعها، وبمرور السنوات والمؤتمرات ساهم المؤتمر في تحقيق رؤية وأهداف الدولة في تعزيز الوطنية، وتبيان مفهوم وسطية الفكر والرأي"، مشيرا إلى أننا "نتطلع لآمال وطموحات وطنية من مقولة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، عندما قال رافعاً شعار المشاركة الشعبية عاملاً على إشاعة روح المحبة والتسامح، ونبذ الفرقة ساعياً معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديموقراطية الاستقرار، وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور، منهجها العدالة، ورائدها العيش الكريم". ديموقراطية رائدة من جهتها، ألقت عضو لجنة الإشراف العليا للمؤتمر، المحامية كوثر الجوعان، كلمة بعنوان "كويت الدستور"، أكدت خلالها، ان "الكويتيين مدعوون إلى التمسك بأصالتنا دون أي تفرقة، لتعزيز وجهتنا الوطنية، أسوة واقتداء بنبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأننا جميعا نمثل هذا الوطن"، داعية إلى "تعزيز قيم الوفاء والولاء للوطن، ونشر معالم الوسطية والوطنية، ونعمل للحفاظ على مكتسباتنا وتجاربنا الديموقراطية وصيانة دستورنا، لاسيما أن الكويت تتمتع بتجربة ديموقراطية رائدة تميزت بها عن سائر دول المنطقة". علاقة الحاكم والمحكوم بدوره، قال مدير مركز تعزيز الوسطية في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، د. عبدالله الشريكة، "كلنا نحزن على سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وفي الوقت نفسه نفتخر به لما قدمه وقدمته الأسرة الحاكمة للبلاد والإنسانية حتى توجت الكويت بكونها مركزا إنسانيا من قبل الأمم المتحدة، ثم توج سمو الامير الراحل بلقب مستحق بأن يكون قائدا للإنسانية". وأضاف "أما الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله، فقد دخل المجال السياسي في سنوات يسيرة، لكنه تصدى للفساد، وسدد ضربة موجعة مؤلمة لجبال الفساد، حتى أصبحنا خلال هذه اللحظات نعيش آثار ودمار هذه الضربة، فتساقطت هذه الجبال، لأنها بنيت على باطل"، مؤكدا أن "الكويت منذ نشأتها عرفت بالعلاقة الحميمة بين الحاكم والمحكوم، ولهذا نجد النظام الغاشم حينما غزا البلاد لم يجد من يقف معه من الكويتيين حتى الذين كانت لديهم مشاكل أو اختلافات مع الحكومة آنذاك". وأردف "الكويت عرفت بإنسانيتها قبل اكتشاف النفط وصياغة الدستور، وقبل ان تصبح قبلة لكل من أراد الرزق، بعد أن كان آباؤنا وأجدادنا يرحلون الى أقاصي البلاد طلبا للرزق، حتى أصبحت اليوم أمنية أكبر سكان الكرة الأرضية في أن يجدوا عملا فيها"، داعيا "الله تعالى أن يحفظ الكويت حكومة وشعبا، وأن يمن على القيادة الحكيمة سمو الأمير، حفظه الله وعافاه، وسمو ولي عهده، وعلى أسرة الحكم وعلى الشعب الكويتي بدوام نعمة كويت الإنسانية". الشخصيات المكرّمة في المؤتمر تم خلال المؤتمر تكريم 20 شخصية قدمت الكثير من العطاء والتضحية في مجالات عدة، وهم: الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه (قائد الإنسانية). الشيخ ناصر صباح الأحمد، رحمه الله (القوي الأمين). الشيخ عوض فلاح المسيلم، رحمه الله (أمير شمل قبيلة الرشايدة). سيد حميد بهبهاني، رحمه الله (المطور العمراني). عبدالباقي عبدالله النوري، رحمه الله (المبدع في مجال التربية والصناعة). حبيب جوهر حيات، رحمه الله (السياسي المحنك). عبداللطيف فيصل الثويني، رحمه الله (للواجب العسكري وسام). يعقوب يوسف بهبهاني، رحمه الله (اقتصادي بارز). ناصر محمد ناصر الساير، رحمه الله (التاجر الفذ) سعد محمد المنيفي، رحمه الله (التاجر العصامي) أحمد راشد الهارون، رحمه الله (وزير شامل). محمود يوسف الفليج، رحمه الله (ملبي نداء الوطن). فيصل مبارك القناعي، رحمه الله (إعلامي متميز). يوسف جاسم الحجي، رحمه الله (صاحب مراتب عالية). عبدالله زكريا الأنصاري، رحمه الله (للتوجيه والإرشاد جامع). جاسر خالد الجاسر، رحمه الله (نائب دؤوب). خالــد محمـد الياسين، رحمه الله (جامع الأوسمة). عبدالمحسن أحمد الفارس، رحمه الله (مدرسة إدارية). حمد محمد المرعي، رحمه الله (للسلامة الصناعية مؤلف). النوخذة عيسى يعقوب بشارة، رحمه الله (قائد من بيت النواخذة)

مشاركة :