شهدت العلاقات الأخوية الراسخة بين الإمارات وسلطنة عُمان، خلال العقود الماضية، نمواً سريعاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، حتى وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات كافة. وانطلاقاً من العلاقات الراسخة بين الإمارات وعُمان، تحرص الإمارات على مشاركة السلطنة الاحتفال بيومها الوطني الـ 51، تحت شعار «عُمان منا، ونحن منهم»، حيث يمثل تعميق العلاقات مع السلطنة أولوية رئيسية لدى قيادة الإمارات، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تصريح سابق قال فيه: «عُمان منا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا، وعلاقات ممتدة نفخر بها وترسخها شعوبنا كل يوم». وجسد تصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خصوصية العلاقات الإماراتية العُمانية وعمقها التاريخي، حيث قال سموه «الإمارات وعُمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة». وتسير العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان بخطى ثابتة وواثقة لمزيد من التعاون، والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات، بدعم كبير من قيادة البلدين، لتحقيق المزيد من المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين والشعبين لتعزيز الارتباط الوثيق والعميق للمصالح بينهما على كل المستويات، وفي كل المجالات لتحقيق الرفاهية والازدهار. وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، ومرت بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والسلطان قابوس بن سعيد «رحمه الله» عقدا لقاءً تاريخياً في عام 1968. وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون. وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد «طيب الله ثراه» إلى سلطنة عُمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية» بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة. عادات وتقاليد وتربط بين الإمارات وعُمان عادات وتقاليد، رسمت العلاقة القوية بين البلدين، وقدمت القيادة الحكيمة في البلدين الثقة والدعم المتواصل لدفع العلاقات الأخوية والعميقة بين البلدين لآفاق رحبة جعلتها في مرتبة التميز والرصانة على مختلف المستويات، مما عكس مستوى العلاقة بين الدولتين، وساهم في تطوير وتعزيز التعاون بينهما، بناءً على مبدأ المصلحة المشتركة القائمة على الأهداف والمواقف التي تحقق تكامل الرؤى بين البلدين. تضامن تعتبر علاقات البلدين متينة وقائمة على التضامن في كل الأوقات والظروف، وتم في مايو عام 1991 تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين بهدف تعزيز التعاون المشترك، وبدأت أول اجتماعاتها في نوفمبر من عام 1991، وشمل التعاون العديد من المجالات، أهمها التعاون في مجال الربط الآلي في المنافذ البرية، التعاون في النقل البري للركاب والبضائع، التعاون في مجال أسواق المال، التعاون في مجال حماية المستهلك، التعاون في مجال البيئة البحرية، التعاون في مجال الربط الكهربائي، التعاون في مجال الطيران المدني. التعاون في مجال الخدمة المدنية، التعاون في المجال التربوي، التعاون في مجال الصحة، حيث ساهمت اللجنة في تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها السماح بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية». زيارات العلاقات الإماراتية العُمانية مميزة لما أثبتته خلال السنوات الماضية من أهمية كبيرة في مجالات التعاون التي تحققت في مختلف الميادين، وأسهمت الزيارات المتعددة لحكومتي البلدين بتوقيع العديد من مذكرات التفاهم حول التعاون الاقتصادي والتجاري وغيرها، مما يُعد مساهماً أساسياً في تعزيز العلاقات المتينة بين البلديين، والمبنية على حسن الجوار والمصالح المشتركة بين الشقيقتين الإمارات وعُمان. تعاون مستقبلي يتطلع البلدان إلى تعاون مستقبلي على كافة المستويات برغبة وإرادة من قادة البلدين في سبيل تنمية وتطوير العلاقات بينهما بما يعود بالنفع على الشعبيين اللذين تربطهما علاقات ذات خصوصية فريدة نسجتها صلة الأرحام والقربى والمصاهرة. «إكسبو 2020» تشارك سلطنة عُمان بجناح مميز، في معرض «إكسبو 2020 دبي»، بتصميم مستوحى من إحدى أيقونات الطبيعة، وهي شجرة «اللبان»، والذي يسرد حكاية البلاد على مر التاريخ، ودور شجرة «اللبان» التي أسهمت بدور كبير في تعزيز التجارة العمانية في حضارات العالم القديم. ويرعى صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السُّلطان، احتفال جناح السلطنة في «إكسبو دبي 2020» بالعيد الوطني الـ51 المجيد، وذلك يوم 21 نوفمبر الجاري. والذي سيتضمن مجموعة من الأنشطة؛ من أبرزها وصول سفينة شباب عُمان الثانية، وبحضور واسع من المسؤولين وممثلي الدول المشاركة في «إكسبو دبي»، ومشاركة قوات السُّلطان المسلحة في معرض «إكسبو 2020» في دبي من خلال الموسيقى العسكرية وخيالة مدرعات سلطان عُمان بالجيش السلطاني العُماني وسفينة شباب عُمان الثانية وموسيقى الحرس السلطاني العُماني وموسيقى الخيالة السلطانية العمانية من خلال مجموعة من العروض الفلكلورية والموسيقية وتنظيم مسيرة الموسيقى العسكرية.
مشاركة :