ويخيم آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، أو يقيمون بالقرب من الحدود البولندية البيلاروسية في ظروف مزرية بهدف العبور إلى الاتحاد الأوروبي، في أزمة بدأت خلال الصيف. ويأتي الحادث في وقت جهزت بيلاروس، التي أكدت نيتها نزع فتيل الأزمة، أول رحلة لإعادة المهاجرين إلى العراق ستنقل 200 إلى 300 شخص. بدورهم، حضّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع بيلاروس الخميس على وضع حد للأزمة، متهمين إياها بافتعالها عمدا وتعريض حياة أشخاص للخطر. وجاء في بيان مشترك لبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة "ندعو النظام لوقف حملته العدائية والاستغلالية فورا". ويشير الاتحاد الأوروبي إلى أن مينسك وراء الأزمة التي تأتي، بحسب بروكسل، ردا على العقوبات المفروضة على الدولة السوفياتية السابقة. ورفضت مينسك وحليفتها الرئيسية روسيا الاتهامات وانتقدت الاتحاد الأوروبي لعدم استقبال المهاجرين الذين يسعون لعبور الحدود. وفي حادث وقع عند الحدود، ذكرت وزارة الدفاع البولندية أن القوات البيلاروسية أجرت عمليات استطلاع و"على الأرجح" دمرت سياج الأسلاك الشائكة الفاصل بين الدولتين. وأضافت "ثم أجبر البيلاروسيون المهاجرين على إلقاء الحجارة على الجنود البولنديين لتشتيت انتباههم. جرت محاولة عبور الحدود على بعد عدة مئات من الأمتار". وأوضحت أنه "تم توقيف مجموعة قوامها نحو 100 مهاجر" منوهة إلى أن الحادث وقع قرب قرية دوبيكس زيركفيني. ولفتت الوزارة في بيان إلى أن "القوات الخاصة البيلاروسية قادت هجوم أمس". وأظهرت لقطات مصورة نشرتها وارسو جنودا بولنديين يحيطون بمجموعة كبيرة من المهاجرين جاثمين في منطقة غابات ليلا بجوار بعض الأسلاك الشائكة. "محادثات فنية" أوروبية بيلاروسية وتحدث الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الذي يحكم البلاد بقبضة حديد منذ حوالى ثلاثة عقود، إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأن الأزمة مرتين في الأيام الأخيرة. وذكر مكتب لوكاشنكو الإعلامي الأربعاء أنه وميركل "اتفقا على معالجة المشكلة ككل بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي". وذكر أن "المسؤولين المعنيين، الذين سيتم تحديدهم من الجانبين، سيستهلون على الفور مفاوضات لحل المشاكل القائمة". وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية شتيفن زايبرت إنها "شددت على ضرورة توفير الرعاية الإنسانية وإمكانية العودة للأشخاص المتأثرين". وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن هناك "محادثات فنية" وحث مينسك على السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الحدودية. وتشير هيئات إغاثة إلى أن 11 مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم حتى الآن. ودعت المنظمات إلى وقف التصعيد مشددة على ضرورة الاستجابة الإنسانية للأزمة. رحلة العودة وتقدر بولندا أن ثمة 3000 إلى 4000 مهاجر على طول الحدود بأكملها، مع بقاء أكبر مجموعة بالقرب من معبر بروزغي-كوزنيتشا الحدودي المغلق. ويؤكد الصليب الأحمر البيلاروسي أن نحو 1000 مهاجر يقيمون في مستودع بالقرب من هذا المعبر وأن 800 آخرين متواجدون في مكان قريب. وأعلنت بيلاروس إنها تجهز رحلة عودة طوعية من المقرر أن تقلع من مينسك حوالى الساعة 10,45 بتوقيت غرينتش الخميس وستتوجه أولا إلى اربيل ثم إلى بغداد. وذكرت العديد من شركات الطيران بدورها أنها اتخذت تدابير تهدف إلى منع المهاجرين المفترضين من السفر إلى بيلاروسيا. لكن المسؤولين حذروا من أن نزع فتيل الأزمة قد يستغرق بعض الوقت. وقال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك الأربعاء "علينا الاستعداد لحقيقة أن الوضع عند الحدود البولندية البيلاروسية لن يتم حله بسرعة". وأفاد إذاعة "جيدينكا" البولندية "علينا الاستعداد لأشهر أو حتى سنوات". وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال رئيس وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" فابريس ليجيري إن على بروكسل الاستعداد لمزيد من أزمات المهاجرين "المصطنعة" التي تهدف إلى تحقيق غايات سياسية. وأوضح "علينا أن نعد أنفسنا لمثل هذه المواقف التي يمكن أن تنشأ بسرعة كبيرة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أزمة مشابهة عند الحدود اليونانية التركية العام الماضي.
مشاركة :