قالت نتائج دراسة بريطانية جديدة إن الحوامل اللاتي تمضين فترات طويلة في الجلوس أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب خلال الأشهر الـ 3 الثانية من الحمل، وتتزايد احتمالات إصابتهم بسكري الحمل. كانت دراسات سابقة قد أظهرت أن كثرة الجلوس ترتبط بمشاكل في التمثيل الغذائي، ونقص نسبة المعادن في العظام، وتدهور صحة الأوعية الدموية، وزيادة مستوى الدهون في البلازما، وانخفاض الحساسية للأنسولين. عُرضَت نتائج الدراسة الجديدة في المؤتمر السنوي لجمعية الغدد الصمّاء البريطانية الذي انعقد مؤخراً في اسكتلندة، واعتمد أبحاث الدراسة على بيانات 1263 سيدة حامل، تم توثيق كم النشاط البدني الذي مارسنه خلال الأشهر الـ 3 الأولى والثانية من الحمل، إلى جانب البيانات الأخرى الخاصة بعمر الحمل والوزن والطول والوضع الاجتماعي ومستوى رفاهية المعيشة. وجدت الدراسة أن النساء اللاتي جلسن فترات طويلة اكتسبن الوزن بمعدلات أكبر خلال الثلث الأخير من الحمل. وأنه عند بلوغ الأسبوع الـ 28 كانت مستويات الجلوكوز لديهن أعلى من المطلوب مما هدد بزيادة مخاطر الإصابة بسكري الحمل. نبّهت نتائج الدراسة إلى أن النشاط البدني في الفترات الأولى من الحمل يحمي من التدهور في مراحله الأخيرة، ويمنع الحاجة إلى تدخلات طبية في وقت لاحق. على الرغم من وجود توصيات عديدة تحث الحوامل على النشاط البدني لا توجد معلومة علمية توضح ما هو مقدار النشاط والتمارين التي تحتاجها الحامل، ويعود سبب هذه الفجوة المعرفية إلى أن التجارب السريرية على الحوامل تنافي الأخلاق المهنية، لذلك تنبني التوصيات على ملاحظة مجموعات من السيدات الحوامل دون إجراء تجارب معينة قد تضر الحمل. لكن يوجد توافق كبير في التقارير الطبية التي توصي بالنشاط البدني أثناء الحمل. ويرتبط نمط الحياة المستقر الذي يغلب عليه الجلوس بآثار سلبية على الصحة في الأحوال العادية، وأيضاً وقت الحمل، ويعتبر النشاط البدني للحامل أفضل لصحتها وصحة الجنين، ولتسهيل ظروف الولادة. يزيد سكري الحمل من خطر حدوث مضاعفات للأم والجنين أثناء الولادة، لذلك من الهام تقليل مخاطر الإصابة به عن طريق زيادة نشاط الأم.
مشاركة :