كيف يمكن لتقنية بلوكتشين إطلاق العنان لطاقات مدننا وإمكانياتها

  • 11/19/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كيف يمكن لتقنية بلوكتشين إطلاق العنان لطاقات مدننا وإمكانياتها دبي تمتلك واحدة من أكثر استراتيجيات سلسلة الكتل طموحا في أي مدينة في العالم، بدءا من التخلص من الورق وصولا إلى نقل المعلومات إلى عملات مشفرة. العملات المشفرة تشجع على الحكم الذاتي لعبت المدن دورا حيويا لمستقبلنا الجماعي منذ ظهورها الأول، فهي تعد محركات التجارة والفكر والثقافة والابتكار، حتى أثناء الانكماش الناجم عن الجائحة، برهنت المدن عن همتها ودفعت الإنسانية إلى الأمام من خلال القيادة الحاسمة للقضايا الملحة التي تواجه العالم. وتحتاج البشرية إلى المدن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات تغير المناخ والتجارة المعولمة والركود السياسي، وأفضل طريقة للتيقن من أن المدن على مستوى المسؤولية هي تعزيز جهود الحكم الذاتي، وتعد تقنية سلسلة الكتل أداة مثالية ومهملة، وهي قادرة على إنجاز تلك المهمة. ونشر فيتاليك بوتيرين مؤسس إيثريوم مقالة فكرية محفزة هذا الشهر توضح كيف يعتقد أن تكنولوجيا سلسلة الكتل والعملات المشفرة يمكن لهما المساعدة في تطوير المدن وتشجيع الحكم الذاتي بشكل أفضل. ويقول بوتيرين في مقالته إن سلسلة الكتل تمكّن الحوكمة المبتكرة من خلال حماية المعلومات، ولا يقتصر هذا على التخزين المباشر لبيانات السكان، بل يمكن أن يساعد في تحصيل الضرائب بشكل أكثر كفاءة، وتخصيص الموارد، وإدارة الأزمات. وباستخدام أمثلة مثل ضرائب هاربرغر وآليات تقسيم المناطق الأخرى، يوضح بوتيرين كيف يمكن أن تغير سلاسل الكتل بشكل أساسي كيفية عمل المدن، فكلما كانت المدينة أكثر كفاءة وجدارة بالثقة في تعاملها مع رأس المال، كلما أصبح حكمها الذاتي أفضل.     عمدة مدينة نيويورك القادم إريك آدامز قد أعلن أنه سيحصل على رواتبه الثلاثة الأولى بعملة البيتكوين، في إشارة منه إلى قبوله وترحيبه بالعملات المشفرة ويؤدي تحسين الإدارة الذاتية إلى تحفيز الفوائد الاقتصادية في كافة طبقات المجتمع وفي جميع مجالات الاقتصاد العالمي. وتعد المدن ثورية للغاية لأنها تتمتع عموما ببيئات تشريعية مرنة، وتتجلى آثار ذلك في المعركة ضد تغير المناخ، حيث تمكنت العديد من حكومات المدن من فرض تشريعات أكثر صرامة من الحكومة الوطنية في ما يتعلق بمعايير التلوث بسبب هيكلها التشريعي المرن. لكن هناك ضريبة نظير ذلك، حيث تحتاج المدن إلى عائدات وفيرة للاستمرار في مسيرتها، ويرى بوتيرين أن العملة المشفرة عامل مساعد لتحفيز الإيرادات. والارتفاع الملحوظ في سعر العملات المشفرة يوضح سر إقبال المستثمرين الكبير للعملات الجديدة، ويمكن أن تكون العملة المشفرة المدعومة من مدينة استثمارا جذابا وآمنا لتلبي شهية السوق الحالية، فعلى أي حال، هناك عملات بديلة مشهورة تحمل اسم “ميمات كلاب الإنترنت”، التي لها قيمة بالملايين. وكان عمدة مدينة نيويورك القادم إريك آدامز قد أعلن أنه سيحصل على رواتبه الثلاثة الأولى بعملة البيتكوين، في إشارة منه إلى قبوله وترحيبه بالعملات المشفرة. وإذا اتبعت المدن نموذج بوتيرين، فيمكن إعادة تدوير الإيرادات القادمة من مشاريع العملات المشفرة إلى تقنيات متضاعفة مثل مشاريع الطاقة الشمسية والزراعة العمودية والطباعة ثلاثية الأبعاد. وتزيد هذه التقنيات من قدرات المدن وتضمن بقاءها في طليعة اقتصاد المعرفة وفي المعركة مع التغيرات المناخية. ولا يكتب بوتيرين من وحي خياله، بل إن أفكاره تحولت إلى واقع ملموس، ففي دول البلطيق الصغيرة مثل إستونيا، تستخدم مدن مثل تالين سلاسل الكتل لتسهيل عمل الحكومة الرقمية الكاملة التي يمكن تشغيلها من أي مكان في العالم. العملات المشفرة يمكن لهما المساعدة في تطوير المدن وتمتلك دبي واحدة من أكثر استراتيجيات سلسلة الكتل طموحا في أي مدينة في العالم، بداية من التخلص التدريجي من الورق إلى نقل جميع معلومات المقيمين إلى سلسلة الكتل. فقد التزمت حكومة الإمارة الخليجية بمستقبل سلسلة الكتل منذ أكثر من عقد من الزمن، وهناك تطورات جديدة كل شهر حول كيفية استخدام دبي لتقنية سلسلة الكتل لتبسيط فكرة الحوكمة. ومع ذلك، فهناك جانب واحد مفقود من خطة دبي في هذه المرحلة، وذلك الجانب هو إنشاء عملة مشفرة محلية. فعلاقة الإمارات بالعملة المشفرة هي علاقة يشوبها الحذر لأسباب يمكن فهمها. ولكن حان الوقت لتغيير نمط ونوع تلك العلاقة، فالإمارات ودبي على وجه الخصوص، من أكثر المواقع الموثوقة للتحويلات المالية. ومع تدفق الأموال من البلاد إلى جميع أنحاء العالم تقريبا، صارت عملية التحويلات في الإمارات من الأعمال التجارية الكبرى، والتحويلات المالية قائمة على مبدأ الثقة. ونظرا لسجلها الحافل بالثقة، تتمتع دبي بموقع مثالي لإنشاء عملة مشفرة محلية من شأنها العمل على مشاريع إضافية لسلسة الكتل. ويمكن القيام بذلك في دبي وحدها أو كجزء من عملة مشفرة محلية في الإمارات.     تحسين الإدارة الذاتية يؤدي إلى تحفيز الفوائد الاقتصادية في كافة طبقات المجتمع وفي جميع مجالات الاقتصاد العالمي وثمة مناقشات حول إنشاء نسخة رقمية من الدرهم الإماراتي، ويمكن أن يكون إصدار علامة المدينة في دبي وأبوظبي كجزء من نموذج العملة الوطنية. وتبدو الميزات المحتملة لهذه الخطوة واضحة وكبيرة، حيث ستصبح دبي المدينة الأولى على مستوى العالم بعملتها المشفرة، وستولد كما هائلا من الإيرادات، ومع استمرار المدينة في بناء اقتصاد المعرفة الخاص بها، ستكون عملة دبي خطوة منطقية وضرورية في خطة طويلة الأجل. ولكي تكتسب هذه الخطوة زخما حقيقيا في دبي أو في أي مكان آخر في العالم، يجب الحديث حول قيمة العملة المشفرة، ففي العام الماضي تغيرت المواقف تجاه العملات المشفرة بشكل كبير، ولكن لا يزال هناك شيء من التردد بشأن التكنولوجيا الجديدة. وهناك بعض المخاوف والهواجس المرتبطة بالعملات المشفرة، من استهلاك الطاقة إلى الاستخدام غير القانوني، على سبيل المثال، تؤدي القدرة المتزايدة والتكلفة المنخفضة للطاقة النظيفة من الرياح والطاقة الشمسية إلى تقليل التأثير البيئي للعملات المشفرة، واستخدام الطاقة الشمسية في بلد مثل الإمارات العربية المتحدة لدعم العملة المشفرة في دبي أمر واضح لا يحتاج إلى تفكير. إن مستقبل البشرية هو في المدن، وقد حان الوقت لإيجاد حلول إبداعية لضمان استمرار ازدهار المدن والدفع بعنصر الابتكار إلى الأمام. * سنديكيشن بيورو جوزيف دانا كبير المحررين في نشرية “اكسبوننشال فيو” التكنولوجية

مشاركة :