(كونا) -- شدد أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف اليوم الخميس على أن سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة يجب أن يناقش في محادثات فيينا إلى جانب جهود إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج طهران النووي. جاء في كلمة للحجرف خلال اليوم الثاني والأخير للمؤتمر العربي الأمريكي السنوي ال30 لصانعي السياسات التابع للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية تحت عنوان "إلى أين تتجه العلاقات الأمريكية العربية وسط الوقائع المعقدة والإمكانيات الجديدة". وسلط الحجرف الضوء على "الشراكة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي" مؤكدا أنها "شراكة استراتيجية طويلة الأمد استمرت على مدى عقود تستند على قيم التعاون والمصالح المشتركة بهدف تعزيز الاستقرار والأمن والازدهار على الصعيدين الإقليمي والدولي." وفيما يتعلق بعلاقة دول مجلس التعاون الخليجي بإيران أعرب عن "التطلع إلى التعاون على أساس مبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وميثاق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكذلك ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والامتناع عن استخدام (أسلوب) التهديد معربا عن أمله بأن يكون للرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي "دور إيجابي في بناء جسر ثقة بين دول مجلس التعاون وإيران من خلال الالتزام بالقانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول". وفي المقابل لفت الحجرف الى ان "إيران لاتزال لا تفي بالتزاماتها" مضيفا أن "انتهاكاتها وارتفاع معدلات تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز المعدلات المطلوبة للاستخدام السلمي تعد مؤشرات مقلقة بالتأكيد وتثير تساؤلات مهمة حول الطبيعة السلمية أو العسكرية للبرنامج النووي الإيراني" داعيا اياها إلى "التخلي عن هذه الخطوة والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية." وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أمس ان ايران رفعت من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة معتبرة ذلك انتهاكا لتعهداتها السابقة. وشدد الحجرف كذلك على أنه "لا ينبغي أن تقتصر محادثات فيينا على خطة العمل الشاملة المشتركة بل يجب أن تتناول السلوك الايراني المزعزع للاستقرار في المنطقة" مؤكدا أن "هذه الأعمال العدائية عرضت سلامة العلاقات الدولية والمنشآت النفطية للخطر أكثر من مرة." ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته بشكل واضح" إزاء تلك الهجمات "لضمان عدم تكرارها في المستقبل والحفاظ على حرية حركة التجارة وإمدادات النفط في هذه المنطقة الحيوية من العالم والحفاظ على الأمن البحري وخطوط الشحن عبر الممرات المائية." ونوه الأمين العام ب "الدور المحوري" الذي لعبته العديد من دول المجلس "في تسهيل عمليات الإجلاء من أفغانستان من خلال الآليات والتنسيق مع الدول والجهات الفاعلة المعنية في أفغانستان لتيسير عملية الإجلاء الأكبر والأسرع على الإطلاق." وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي "قدمت مساعدات إنسانية وإغاثية للشعب الأفغاني" داعيا في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في تقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني." كما حث جميع الأطراف الأفغانية على "اللجوء إلى الحوار وإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية على جميع الاعتبارات الأيديولوجية والعرقية والطائفية والابتعاد عن استخدام (أسلوب) التهديد بالقوة لتحقيق حلول سياسية شاملة" مؤكدا على "رسالة مجلس التعاون الخليجي" الداعية "للحوار والسلام والاستقرار وضرورة العمل الجاد والمستمر لتحقيق النمو والازدهار للجميع." ومن جهته أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود التزام الولايات المتحدة من خلال الديبلوماسية "بضمان عدم قيام إيران اطلاقا بتطوير أو امتلاك سلاح نووي بدءا من العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة". كما شدد على مواصلة واشنطن "العمل مع حلفائنا وشركائنا لمعالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وخارجها وتهديداتها للأمن البحري وبرنامج الصواريخ الباليستية." ولفت إلى ان إيران "تواصل استغلال الصراع الإقليمي والمجتمعات الضعيفة" مضيفا "إن بناء شركاء أقوى هو أحد أكثر الطرق فعالية لمواجهة النفوذ الإيراني الخبيث". وأشار إلى أن تعريف الأمن يتغير مع تغير العالم معتبرا أنه "ستبقى هناك تهديدات أمنية تقليدية وسنتصدى لها."
مشاركة :