ليتكم تروحون وتشوفون الوناسة

  • 11/18/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل المجتمعات الخليجية بإقامة مهرجانات ثقافية وفنية لم تشهدها المنطقة منذ قدوم كورونا الى العالم. تحظى معظم هذه المهرجانات بقائمة ثرية من الفعاليات والعروض الترفيهية التي تتنوع بين صون الماضي الأصيل الجميل والراقي الجديد. على سبيل المثال، ينطلق اليوم 18 نوفمبر مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي. المهرجان يواصل في نسخته الحالية التركيز على تقديم رسالته الرئيسية لتحقيق ثلاثة أهداف هامة؛ الحفاظ على التراث الوطني، وتأكيد عمق الحضارة الإماراتية، وتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية رائدة على مستوى المنطقة. عشاق السياحة من المواطنين والأجانب يتوقون للسينما والترفيه والمهرجانات الموسيقية والغنائية. الدافع هو الرغبة في اكتشاف واستعادة الأحداث التاريخية عبر دورٍ محوري مميز وفاعل، واستثمار جسر للتواصل بين الأجيال والحضارات. نحن في السعودية نعشق إظهار تراثنا لما يحمله من رؤية ثاقبة وشموخ ورِفعة، وعلينا تسليط الضوء على حضارة المملكة من خلال الفعاليات والأفلام الوثائقية. يستحق القائمون على المهرجانات المحلية سلام مربع (على قول محمد هنيدي)، فقد تم تحقيق أهدافها الخلاقة. لعلها مناسبة أيضاً لتشجيع رجال الأعمال والمؤسسات والهيئات على الاهتمام بتاريخ وتراث الوطن. هويتنا الإعلامية تحمل تصاميم تعبيرية واضحة وجميلة عن عراقة الماضي وإشراقة المستقبل، وعلينا مسؤولية تأكيد عمق هذه الهوية ونقلها لأبناء وبنات الزمن القادم. لدى المواطن السعودي من الجمال والإحساس الراقي ما يؤهله، ذكوراً وإناث، للحفاظ على العادات الحضارية وتقديم إبداعات جميلة من الذائقة الفنية. كذلك أجزم أن النقلة النوعية التي نمر بها تدعم مكانتنا كمنصة إقليمية وعالمية للتواصل الحضاري. ما نحتاجه هو إيجاد المزيد من قنوات التعارف المتبادل مع دول العالم من خلال الأعمال الفنية والمسرحية. لا أخفيكم أن ما لدينا من كنوز الآداب والفنون والموسيقى أثبتت عمقها وتستحق منا أكثر. أقصد تحديداً الحاجة للاستثمار في مواهب وإبداع الجيل الجديد والاهتمام بتوثيق الأحداث والإنتاج الفني على مستوى العالم. نحن بحاجة لإثراء الوعي بأهمية الموروث الشعبي لمواكبة مسيرة الحضارات العالمية. المعطيات بين أيادينا؛ فأرجاء الوطن الواسعة تتميز بالصناعات اليدوية، ومدننا وقرانا حافلة بكمٍ هائل من الفنون الشعبية. المملكة العربية السعودية لا تقل عن أي مجتمع آخر من حيث تَمَيز تجاربنا ومشاريعنا من نهضة وازدهار. لا أسعى لتقديم صورة “وردية”، ولكني أقول بكل ثقة: إن السعودية تميزت في السنوات القليلة الماضية بإثبات جدارتها في مختلف المجالات الثقافية والحرف التقليدية. هذا ليس كل شيء، بل إننا بدأنا بمنافسة مُبهرة في مجال الأفلام السينمائية. تحرص المهرجانات الخليجية على نقل العادات والأعراف الفكرية الغنية. كتبت سابقاً وتحدثت عن (موسم الرياض)، وما تضمنه من عروض مثل السيرك والأوركسترا المصرية و(كومبات فيلد) وموقع (ونتر ووندرلاند) وغيرها. لذلك أختم بقول الفنانة الكويتية فرح الصراف عن فعاليات الموسم: شيء جداً يفرح القلب، ليتكم تروحون وتشوفون الوناسة.

مشاركة :