استطاعت الموسيقية المصرية عازفة الفلوت الشهيرة د. رانيا يحيى، أن تقدم ثوبًا وتوزيعًا موسيقيًا جديدًا لألحان شرقية أصيلة عبر آلة موسيقية هي آلة "الفلوت" فصالت وجالت بين مفاتيح الآلة اعبر دفقات الهواء المنتظمة التي ترسلها في هيئة شهقات وزفرات متزامنة متواترة محسوبة، لتخرج نغمات فريدة تخطف الآذان وتلهب قلوب جمهورها في كثير من حفلاتها بروعة النغمات وسحر الالحان. سيدتي" التقت د. رانيا يحيى والتي تم تكريمها مؤخرًا في مهرجان بابل الدولي بالعراق، لنتعرف عليها أكثر في الحوار التالي. د. رانيا يحيى رئيس قسم فلسفة الفن والعلوم بالمعهد العالي للنقد الفني وعضو المجلس القومى للمرأة أحد أكبر المدافعين عن المرأة وقضاياها وتمكينها، جعلت من الموسيقى وسحرها أداة تطوعها لتخدم قضايا المرأة، حيث تؤكد لـ"سيدتي" أن الفن بثقله كقوة ناعمه يمكنه أن يخدم قضايا المرأة ويضيئ حول كثير من مشاكلها التي يتم تجاهلها من قِبل المجتمع سواءً عمدًا أو بشكل ضمني. تقول د. رانيا "للفنون دور هام في مخاطبة وجدان الناس، إذ يمكنها أن تناهض فكرة التمييز ضد المرأة، فالمرأة شريك حقيقي داخل المجتمع ولا بد أن تتساوى مع الرجل بشكل كامل، فهي لا تقل عنه عقلًا ولا إبداعًا ولا كفاءة، فلها مثل ما له من الحقوق وعليها مثل ما عليه من الواجبات والفن، كذلك يمكنه أن يُلقي الضوء على قضايا اجتماعية وأخلاقية هامة مثل العنف ضد المرأة، ويمكن أن يُنير الطريق أمام المجتمع لرفض عادات وتقاليد بالية مثل زواج الصغيرات وختان الإناث وكثير من القضايا الأخرى والتي أجد أن الفن والإبداع رسالتهما الحقيقة ليس إمتاع الجمهور فقط ولكن في توصيل رسائل معينة بشكل أسرع وأقوى، فالجمهور يرتبط بالفنون المختلفة ويكون أكثر تقبلًا لرسائلها نظرًا لأنها توصل الأهداف بطريقة مبسطة ومحببة، فلطالما كانت الفنون أسهل الطرق وأقواها وأبسطها وأمتعها. فهي أفضل من قراءة كتاب أو حضور ندوة أو إلقاء معلومة جافة". وتؤكد د. رانيا أن الفنون خاصة الموسيقى يمكن من خلالها أن توصل الرسائل التي تريدها بشكل مبسط ومكثف ومؤثر أكثر فيظل الأثر الخاص بها مستمر بشكل أكبر ويصل لجميع الأعمار والثقافات والأيدولوجيات. تابعي المزيد: بالفيديو: عزفت على الناي في وسط البحر... وهذا ما حصل! وعن تميزها في آلة الفلوت تقول "اكتشفت والدتي موهبتي الموسيقية أنا وشقيقتي منذ الطفولة فألحقتنا بالكونسرفتوار وهو ما فعلته مع أبنائي، فاكتشاف الموهبة منذ الطفولة يكون سببًا في التميز الإبداعي للموهوبين، وقد تلقيت دروسًا في البيانو بالمدرسة ثم التحقت بالكونسرفتوار وعمري 12 عامًا وتخصصت في آلة الفلوت وهي كانت البداية لرحلة عشق لآلة الفلوت في الكونسرفتوار. تقول د. رانيا "عملي في المجلس القومي للمرأة أجده تتويجًا لرحلة عمل واجتهاد واهتمام بالمرأة وقضاياها، فالمرأة العربية على الرغم من كل ما حققته من نجاحات وتميز إلا أن الطريق ما زال أمامها لتحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات على كافة الأصعدة وهناك الكثير من الملفات التي تحتاج منا الدعم والمساندة". تابعي المزيد: عازفة الكمان الأولى في السعودية تترأس هيئة الموسيقى في المملكة وحول تكريمها في مهرجان بابل بالعراق، أعربت عن سعادتها وتقديرها للجمهور العراقي والذي وجدت منه استقبال حافل وحاشد "فهو جمهور ذواق محب ومتذوق للفنون". وكان مهرجان بابل الدولي للفنون قد كرم د. رانيا يحيى فقدم لها درع المهرجان لما تمثله كامرأة عربية كانت خير سفير للفن المصري وللمرأة المصرية المبدعة، حيث كانت العازفة الوحيدة التي قدمت فقرة للعزف المنفرد رغم وجود 28 دولة مشاركة ووصل عدد الحضور في حفلها 20 ألف متفرج في المسرح البابلي. د. رانيا يحيى تلقب بفراشة الفلوت وملكة النغمات، وهي رئيسة مجموعة الفيولا بأوركسترا القاهرة السيمفوني، وناقدة موسيقية وكاتبة، حصلت على ليسانس الحقوق، ودكتوراه بالنقد الفني، وهي رئيس قسم فلسفة النقد الفني في المعهد العالي للنقد بأكاديمية الفنون، وعضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة الشباب، وعضو بالمجلس القومي للمرأة، قدمت العديد من الحفلات المنفردة وموسيقي الحجرة بالعديد من الدول العربية والأوروبية، وحصدت العديد من شهادات التقدير والجوائز العربية والدولية.
مشاركة :