وصفات “سحرية” توزعها واشنطن على الآخرين لحل أزمة اللاجئين السوريين

  • 11/8/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

طالبت آن ريتشارد مساعدة وزير الخارجية الأمريكي دول الخليج العربية الغنية مثل السعودية وقطر، بالإضافة إلى ما تسمى بمجموعة دول بريكس بعمل المزيد لمساعدة اللاجئين السوريين. ولاحظت المسؤولة الأمريكية أن مساهمات دول الخليج للاجئين تفاوتت من عام لآخر، وأوضحت أن هدف واشنطن هو دمج جهود هذه الدول بشكل أفضل في النظام الانساني الدولي. لكنها لم تلحظ تقصير بلادها في التعامل مع هذا الملف، رغم مسؤوليتها المباشرة في الأزمة، وتفاقمها. وتكشف هذه التصريحات عن طريقة تعامل واشنطن فيما يتعلق بإدارة الأزمات، فمنذ الأشهر الأولى كانت واشنطن مستثمرا أساسيا في الأزمة السورية التي بدأت باحتجاجات شعبية في مارس 2011، لتتحول إلى نزاع مسلح، وحرب بالوكالة بين الأطراف الاقليمية بمحركات طائفية وعرقية. وفي بداية يوليو 2011 زار السفير الأمريكي روبرت فورد مدينة حماة، وحضر جانبا من التظاهرات ضد حكم الرئيس بشار الأسد، ما أعطى إشارة بدعم واشنطن للحراك. وبعدها ارتفعت المطالبات الأمريكية بتنحي الأسد. ومع الأيام تكشف أن أمريكا تسعى إلى إطالة أمد النزاع في سوريا عبر تسليح المعارضين للسلطات السورية، بما يضمن استمرار الحرب لا حسمها لمصلحة أي طرف، امعانا في تدمير البلد، لتسهل بروز تنظيمات متطرفة مثل داعش والنصرة وغيرهما، ومع احتدام الصراع ازدادت موجات اللاجئين إلى دول الجوار. وكان يمكن أن نتفهم التصريحات الداعية مجموعة بريكس ودول الخليج لزيادة مساعداتها للاجئين السوريين لو أنها صدرت عن أي من لبنان أو الأردن أو تركيا. ففي لبنان يشكل اللاجئون أكثر من ثلث عدد السكان، وتعجز الحكومة عن تلبية احتياجات اللاجئين مع التراجع الاقتصادي بسبب تأثيرات الأزمة السورية، وانسداد الأفق السياسي لانتخاب رئيس في البلاد، وانتخاب برلمان جديد، إضافة إلى ضعف حجم المعونات الدولية. ولا يختلف الوضع كثيرا في الأردن حيث يعيش معظم اللاجئين السوريين في مخيمات لا تقيهم حرّ الصيف أو برد الشتاء، ما أدى إلى حالات وفاة في السنوات الأخيرة، بسبب موجات البرد والصقيع والحرارة المرتفعة. ولا تختلف طريقة واشنطن في التعامل مع اللاجئين السوريين عن تعاملها في أزمات سابقة تسببت فيها سابقا في فيتنام، مرورا بحربي الخليج الأولى والثانية، وكذلك الحرب على يوغسلافيا السابقة، وصولا إلى أفغانستان. ففي كل المرات تحملت بلدان الجوار العبء الأكبر في استقبال اللاجئين، تليها أوروبا التي استقبلت مئات ألوف العراقيين والأفغان والبوسنيين منذ تسعينات القرن الماضي، وها هي اليوم تستقبل حتى الآن أكثر من مليون ونصف مليون سوري منذ عام 2011. وبعيدا عن السجال في حجم مساعدة هذا البلد أو ذاك للتخفيف من آثار الأزمة الانسانية للاجئين السوريين، فإن الحل السحري لهذه الأزمة يكمن في وضع حد للحرب، ووقف تزويد جميع أطراف الأزمة السورية بالأسلحة، والضغط باتجاه حل سياسي في أسرع وقت يضمن انتقالا سلسا للسلطة لبناء سوريا جديدة، وعدم انزلاق البلاد إلى دوامة حرب جديدة. وحتى نضوج هذه القناعة لدى الأطراف الاقليمية والدولية فإن سيل اللاجئين السوريين في ارتفاع، ولا تبدو واشنطن وأطراف أخرى في عجلة من أمرها ما دامت لا تدفع ثمنا لإدارة الأزمة، وربما اشعالها، بدلا من تحمل المسؤولية وايجاد حلول ناجعة لها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: وصفات سحرية توزعها واشنطن على الآخرين لحل أزمة اللاجئين السوريين

مشاركة :