سيتم نقل سلطة رئاسة الولايات المتحدة من بايدن إلى نائبته هاريس مؤقتاً، وذلك لأسباب صحية تتعلق بالرئيس الأمريكي. وبحسب ما تقضي قواعد الدستور الأمريكي، ستكون سلطة رئاسة الولايات المتحدة بيد هاريس إلى حين استعادته لوعيه. ستنقل صلاحيات بايدن إلى هاريس بشكل مؤقت لحين إفاقته من التخدير قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سينقل السلطة إلى نائبته كامالا هاريس اليوم الجمعة في الفترة التي سيبقى خلالها تحت التخدير لإجراء منظار للقولون . وأضافت "ستعمل نائبة الرئيس من مكتبها في الجناح الغربي خلال هذا الوقت". وأشارت إلى أن ذلك حدث من قبل مع الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش الذي خضع لإجراء منظار للقولون في 2002 و2007، مضيفة أن عملية نقل السلطة تتم وفقا للمنصوص عليه في الدستور. وستصدر بعد الظهر تفاصيل الفحص الصحي للرئيس الذي سيكمل السبت 79 عاماً، كما أوضحت الرئاسة. وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس سيخضع للفحص في مركز "والتر ريد" الطبي الواقع قرب واشنطن. وتلقى بايدن - الذي لا يدخن ولا يشرب الكحول - اللقاح المضاد لكوفيد-19 بالكامل وتلقى جرعته الثالثة نهاية أيلول/سبتمبر. وبايدن - الذي يبلغ التاسعة والسبعين غدا السبت - هو أكبر من تولى الرئاسة في التاريخ الأمريكي. وعلى الرغم من استمرار التكهنات بشأن ما إن كان سيخوض انتخابات الرئاسة مجدداً في 2024، فإنه قال إنه يتوقع أن يقدم على ذلك جنباً إلى جنب مع نائبته هاريس، لكن كبر سنه يغذي التكهنات أنه قد يتراجع عن ذلك. كبر سن بايدن يثير القلق وعادة لا يوجد شك في نية رئيس أمريكي خلال ولايته الأولى الترشح للبقاء في المنصب. فقد سعى كل الرؤساء إلى ذلك منذ ليندون جونسون (1963-1969)، أي منذ أكثر من نصف قرن. لكن جو بايدن سيبلغ السادسة والثمانين في نهاية ولايته الرئاسية الثانية إذا انتُخب، بينما يرى خلفاء محتملون له ومؤيدوهم أن أربع سنوات أخرى ستكون أمراً مبالغاً فيه في سيرته الذاتية السياسية الغنية أساسا. وقال أربعون بالمئة فقط من أمريكيين شملهم استطلاع حديث للرأي أجرته مؤسستا "بوليتيكو/مورنينغ كانسالت" إنهم يرون أن الرئيس الديموقراطي "يتمتع بصحة جيدة"، مقابل خمسين بالمئة رأوا عكس ذلك. ويعد ذلك تغييرا جذرياً إذ إن النسبة كانت 53 بالمئة مقابل 34 بالمئة قبل عام واحد. وإذا أصبح جو بايدن أول مرشح ثمانيني للرئاسة، فسيؤدي ذلك إلى تراجع صدقية قوله إنه يشكل "جسراً" مع الجيل المقبل التي اختارها لنفسه وفهم منها كثيرون حينذاك أنها وعد بأنه لن يسعى لولاية ثانية. خلل في فريق عمل "نائبة الرئيس" وتبدو كامالا هاريس التي صنعت التاريخ عندما أصبحت أول امرأة وأول شخص أسود وآسيوي يشغل منصب نائب للرئيس، وريثة مؤكدة. لكن صورتها تضررت مؤخراً بتقارير صحفية تحدثت عن خلل في عمل فريقها وشعورها بالإحباط من المهام الصعبة الموكلة إليه. وردت الخميس على قناة "ايه بي سي" أنها وفريقها "ندفع الأمور قدما ونفعل ذلك معاً". ورداً على سؤال عن نوايا جو بايدن قالت إنها لم تتطرق إليها معه "على الإطلاق". ومن الشائع نسبياً تكليف نواب الرئيس بمهام صعبة. لكن هاريس التي تراجعت شعبيتها إلى 35,6 بالمئة فقط من الآراء الإيجابية، ورثت منصباً مهامه معقدة بين الرد على هجمات الجمهوريين بشأن حق التصويت وإدارة أزمة الهجرة على الحدود مع المكسيك. وقد واجهت انتقادات من المعارضة التي تتهم إدارتها بأنها لم تكن قادرة على وقف تدفق المهاجرين من أمريكا اللاتينية، كما واجهت صعوبة في تبرير عدم توجهها حتى مطلع حزيران/يونيو إلى الحدود التي تفقدتها في نهاية المطاف في 25 حزيران/يونيو. وتحدثت وسائل إعلام أمريكية الخميس عن استقالة مديرة الاتصالات في فريقها آشلي إيتيان التي تم تبرير رحيلها رسميا بسعيها وراء "فرص أخرى"، حسب مسؤولين في البيت الأبيض. لكنها عززت التساؤلات حول معنويات طاقمها. ع.ح./ع.أج. (رويترز ، أ ف ب)
مشاركة :