تعلم الكل أو لا شيء…!

  • 11/20/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مصطلح «التعلم» يصف في الغالب تغيرا شبـه دائم إلى درجة ما في السلوك، لا يعزي هذا التغير إلى عوامل النمو، أو عوامل تحدث تأثيرات مؤقتة نسبياً، أو عوامل دورية (مثل المخدرات أو الإجهاد). فالطفل الذي يبني بيتا من القوالب يتعلم أن بعض طرق تكديس هذه القوالب تكون أكـثـر نجـاحـا فـي بناء البيوت من طرق أخرى. أما الطفل الذي يبكي قبل موعد نومه فلا يكون قد تعلم كيف يتعـب. زد على ذلك أن بناء بيت من القوالب يمثل مهارة باقية، أما التعب فيتلاشى بالنوم. وقد أضاف الكثير من المنظرين المران وبعض أنواع الإثابة (المكـافـأة) فـي تعريف التعلم (×٢)، رغم الجدل الكثير حول الدور الذي يلعبه كل منها. (نظريات التعلم دراسة مقارنة الجزء الثاني، د. علي حجاج و د. عطية محمود هنا) من هنا خرجت لنا العديد من النظريات التي تحاول تفسير سلوك التعلم ولعل أبرزها نظرية جثري والتي قدمت لب موضوعات المناقشة الرئيسية في موضوع التعلم. حيث قام ادوين أر. جثري (١٨٨٦- ١٩٥٩) في الثلاثينات من هذا القرن بإعداد نظرية تقوم على وجهة النظر القائلة بأن التعلم هو» القدرة على الاستجابة بصورة مختلـفـة فـي مـوقـف مـا بـسـبـب اسـتـجـابـة سـابـقـة للموقـف.. وهذه القدرة هي التي تميز تلك الكائنات الحية التي وهبها الله الادراك العام أو الحكم السليم « وعلى الرغم من الدور الذي يلعبه العقل عـلـى أي حـال فـقـد أوضـح جـثـري كـذلـك أن التعلم هو مجرد تغير سلوكي وهو لا يعني تحسنا بالضرورة. وبعبارة أخرى قد نتعلم الاستجابات التي تؤدي إلى التلاؤم السيء أو التلاؤم الجيد، وهي الحقيقة التـي أمـدت جـثـري فـيـمـا بـعـد بماده كثيرة. لـتـحـلـيـل الـصـراع الإنساني. وتأتي نظرية جثري في التعلم كنظريه في عملية الارتباط ومفهوم الارتباط وهذا مفهوم قديم فقد تضمن تحليل أرسـطـو لـعـمـلـيـة الـتـذكـر إشـارة إلـى اهمية العلاقة المنتظمة بين الاحداث اﻟﻤﺨتلفة في التجربة الواحدة. وكـمـا يقول:» إن عمليات التذكر كما تحدث من خلال التجربة تتم وفق القاعدة الطبيعية القائلة بأن كل حركه تعقبها حركه أخرى في تتابع منتظم. ولعل أبرز قضايا نظرية جثري هي (تعلم الكل او لا شيء) وهذه تبدو وجهة النظر متضاربة مع الطبيعة الـواضـحـة لـلـتـعـلـم. فـمـن النادر أن نجد نمطاً من أنماط السلوك يتعلمه الكائن كلية مرة واحدة. فالمران يجعل العمل متقنا في معظم الحالات. ومع أنه ذكرت حالات تعلم تتناسـب مع نموذج تعلم الكل أو لا شيء على الإطلاق مثل ما هي الحال فـي نموذج فوكس إلا أن التحسن التدريجي في الأداء من خلال محاولات كثير هو في الغالب أكثر مجريات السلوك شيوعا في تعلم الهام. ختاماً نستطيع القول نظرية جثري لا يمكن تطبيقها في التدريس، ولكن ممكن نستفيد منها تعديل سلوك الطلاب، بالتالي يستفيد منها المدرس.

مشاركة :