غياب الوعي الديني يؤجج العنف الطائفي في بنغلاديش

  • 11/20/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

- باحث بنغالي للأناضول: الإسلام لا يدعم العنف ضد أي أقلية، ويسمح بالحرية الدينية للجميع. - أكاديمي: يجب على جميع الزعماء الدينيين أن يتقدموا لرفع مستوى الوعي العام بشأن التعصب الديني. - أكاديمي هندوسي: نشعر بالرعب من الاضطرابات الطائفية الأخيرة وسلسلة الهجمات ضدنا. اعتبر محللون أن الافتقار إلى المعرفة الصحيحة بالتعاليم الدينية يشكل تهديدا للوئام والانسجام المجتمعي في بنغلاديش. وقال محمد خليل الرحمن، الباحث الإسلامي الشهير في بنغلاديش، للأناضول، إن "الأشخاص الذين لا يتبعون التعاليم الدينية الحقيقية يقلقون التناغم العرقي والتسامح بالبلاد، حيث يكونون مدفوعين بمشاعر خاطئة وغريبة". وفي إشارة إلى أحداث العنف الطائفي الأخيرة بمنطقة "رانجبور الشمالية"، والتي أودت بحياة ستة أشخاص، أفاد المتحدث: "الحوادث الفردية لا تمثل الانسجام المستمر بين الأديان منذ عقود في البلاد، بما في ذلك الانسجام بين الهندوس والمسلمين". ومؤخرا، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، صورة للقرآن الكريم موضوعة على منصة أحد الآلهة الهندوسية خلال مهرجان "دورجا بوجا" ببنغلاديش، مما أثار غضبا بين الأغلبية المسلمة في البلاد. واحتجاجا على مزاعم تدنيس القرآن، قام بعض المسلمين الغاضبين بتخريب عشرات المعابد الهندوسية، وأضرموا النار في بعض المنازل والممتلكات. تم تسجيل أكثر من مائة حادث تخريب في جميع أنحاء البلاد، وتم اعتقال العشرات من المشتبه بهم، وأيضا المشتبه به الرئيسي الذي وضع نسخة من القرآن في المعبد، بينما لا تزال المحاكمة والتحقيق في الحادثة مستمرين. ** الإسلام ضد العنف وذكر المتحدث، أن "الإسلام لا يدعم العنف ضد أي أقلية، ويسمح بالحرية الدينية للجميع"، مضيفًا أن ذلك "منصوص عليه بوضوح في ميثاق المدينة، والذي وضح أسس الدولة بين المسلمين واليهود في المدينة المنورة خلال العصور الوسطى". وأوضح أن الميثاق المكون من 57 فقرة، يعد أيضا "أول سياسة دولة مكتوبة للمسلمين تبناها النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، حيث يذكر الميثاق بوضوح أن الأقليات تتمتع بنفس مستوى الحرية مثل الأغلبية، ولا يوجد لأي منها تفوق على الآخرين". وأفاد بأن هذه هي "سياسة الدولة الإسلامية العالمية"، موضحا أن مرسوما صدر عن الدولة في عهد الخليفة المسلم الثاني عمر بن الخطاب، ينص على أن "جميع دور عبادة الأقليات سيتم حمايتها". ونوه إلى أن "ما يقرب من نصف العالم كان تحت حكم الخلافة الإسلامية خلال حكم الخليفة عمر". وأردف: "في بنغلاديش، لازلنا نمارس نفس المبدأ منذ أجيال عديدة، ولكن في بعض الأحيان، يتصرف عدد قليل من الأشخاص غير المتعلمين وذوي الدوافع الخاطئة ضد الانسجام المجتمعي". واستطرد: "كما يروج لذلك أصحاب مصالح خاصة يريدون الترويج ضد الإسلام والمسلمين لوصمهم بالإرهابيين". ** التعصب الديني ودور الأئمة من جانبه، ذكر عبد الله محمود، الأستاذ المساعد في قسم الدين العالمي بجامعة "دكا"، للأناضول، إن بنغلاديش تعد نموذجا مثاليا للوئام المجتمعي، ولكن تقع حوادث "غير متوقعة من وقت لآخر تسبب لنا الإحراج". وأضاف: "يجب على جميع الزعماء الدينيين أن يتقدموا لرفع مستوى الوعي العام بشأن التعصب الديني، ويمكن للأئمة الذين يحيون آلاف المساجد في هذا البلد ذي الأغلبية المسلمة أن يلعبوا دورا هاما في هذا الخصوص". وتابع: "على الأئمة أن يذكروا بوضوح خلال خطب الجمعة أن العنف الطائفي محظور تماما في الإسلام". فيما أفاد مهدي حسن، الطالب بالجامعة ذاتها، للأناضول: "نعتقد أن أئمتنا هم الأفضل، ومعظمنا يتبع إرشاداتهم، يمكنهم أن يلعبوا دورا رائدا في خلق بيئة للتسامح". ** الإسلاموفوبيا كاجال كريشنا بانيرجي(هندوسي)، الأستاذ بجامعة "دكا"، قال للأناضول، إنهم يريدون بنغلاديش آمنة لجميع الناس، مضيفا "نشعر بالرعب من الاضطرابات الطائفية الأخيرة وسلسلة الهجمات ضدنا، آمل أن تعاقب الحكومة الجناة". وذكر بانيرجي، أن "روح حركة الحرية كانت لترسيخ حقوق جميع الناس، وأن الهجمات على الأبرياء وتخريب وإحراق منازلهم وممتلكاتهم تتعارض مع أهداف حرب التحرير عام 1971". وأفاد بأن "العنف الطائفي، الذي شاهدناه عام 1972، ونشاهده مرة أخرى هذا العام، أغضبني بشدة، وحاليا نشعر بالخوف، يجب على الحكومة ضمان بيئة أكثر أمنا وأمانا لجميع الأقليات". وفي أعقاب أعمال العنف التي شهدتها البلاد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نظمت مجموعة من الشباب مسيرة وسلسلة بشرية في العاصمة دكا، تحت راية "تحالف النشطاء الشعبيين" للاحتجاج على حملات الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام). وجاء في نشرة مكتوبة وزعت في المسيرة "منذ أحداث العنف في أكتوبر، تشن بعض الدوائر الخاصة حملات بلا هوادة ضد جميع المسلمين في بنغلاديش". وفي بيان صدر مؤخرا، أدان "مجلس إصلاح القانون الهندوسي" (منظمة محلية)، الهجمات على الأقلية الهندوسية في بنغلاديش والهجمات على الأقلية المسلمة في ولاية "تريبورا" الهندية المجاورة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :