رانجون - ا ف ب: في أحد مساجد رانجون، يتحدّث المسلمون بقلق عن مرحلة ما بعد الانتخابات على إثر حملة استخدم فيها الدين لأغراض سياسية وتخللتها خطب معادية للمسلمين. وفي ميانمار التي يشكّل البوذيون غالبية سكانها، شهد هذا الاقتراع الحر الأول منذ 25 عامًا خطب كهنة متطرّفين يفترض ألا يتدخلوا في السياسة ولا يحق لهم التصويت. وفي هذا الإطار، يسود قلق كبير بين سكان مينغالار تونغ نيونت الحي الواقع في وسط رانجون ومؤلف من أكواخ وبيوت خشبية متداعية يقيم فيها جزء من مسلمي العاصمة يعملون باعة جوّالين خصوصًا. وقالت ميو (33 عامًا) التي طلبت تغيير اسمها لوكالة فرانس برس "نخاف مما سيحدث بعد الانتخابات"، خصوصًا إذا فازت المعارضة اونغ سان سو تشي الأوفر حظًا في هذا الاقتراع. وأضافت ميو "هناك أشخاص مستعدون لتهديدنا ولمهاجمتنا"، متهمة "الكاهن" بتأجيج الكراهية خلال الحملة الانتخابية، في إشارة إلى الراهب ويراثو أشهر شخصيات حركة لجنة حماية الجنسية والديانة (ماباثا). ويخوض ويراثو حملة ضد "أسلمة" ميانمار التي لا تتجاوز نسبة المسلمين فيها الخمسة بالمئة. وقد صرّح في سبتمبر الماضي لوكالة فرانس برس أنه يمضي لياليه على جهاز الكمبيوتر لينشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور أعمال العنف التي يرتكبها "إسلاميون في جميع أنحاء العالم. ويبلغ عدد متابعي صفحته على موقع فيسبوك نحو مئة ألف شخص. ويؤكد ويراثو الذي يتمتع بنفوذ كبير أنه يشعر بالارتياح "للانتصارات" التي تحققت مؤخرًا في قانون منع الزيجات بين المجموعات الدينية وحرمان مئات الآلاف من مسلمي أقلية الروهينجا من التصويت. وقد عمل من أجل إصدار هذه القوانين مع حركته التي تدعم اليوم الحزب الحاكم الذي يضم جنرالات سابقين. وفي الوقت نفسه، يخوض ويراثو حملة ضد سو تشي التي يتهمها بأنها مؤيدة للمسلمين. وعلى الرغم من شعورها بالخوف، تؤكد ميو التي تتقاسم منزلها المتداعي مع عائلتها التي تضم 13 شخصًا أنها تستعد للأسوأ. وقالت "إذا جاء ناس ليقاتلوا فإن أفراد مجموعتنا سيجتمعون". وأكد محمد هاشم (75 عامًا) بلحيته البيضاء أن "عددنا ليس كبيرًا هنا وليس لدينا أحد لحمايتنا، نعيش تحت الضغط". وأضاف أن الحكومة الحالية المؤلفة من جنرالات سابقين مسؤولة عن تفاقم التوتر الأخير. وقال مبتسمًا: إن "السلطات لن تسمح للرابطة الوطنية الديموقراطية بالفوز حتى إذا حصل الحزب على مئة بالمئة من المقاعد، رأيت كيف تصرّفوا في الماضي". وحقق حزب الرابطة الوطنية الديموقراطية في 1990 فوزًا كبيرًا في الانتخابات الحرة الأخيرة لكن المجموعة العسكرية التي كانت حاكمة تجاهلت النتائج ووضعت سو تشي في الإقامة الجبرية 15 عامًا. وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه "لاستخدام خطاب الكراهية باستمرار، واستخدام الديانة لأغراض سياسية من قبل عناصر متطرفين". كما دانت زعيمة المعارضة البورمية أيضًا خلال الحملة استخدام بعض الأشخاص والمنظمات الدين لإحداث انقسام بين مواطني بلدينا. لكن المراقبين يأخذون عليها عدم مهاجمتها بحزم خط ويراثو وامتناعها عن الدفاع عن الروهينجا. ولم يقدّم حزبها أي مرشح مسلم. ويرى المراقبون أن صمتها إستراتيجي ويهدف إلى تجنب إثارة غضب معاقل البوذيين. ومع ذلك يرفض سكان حي مينغالار تونغ نيونت انتقاد أونغ سان سو تشي.
مشاركة :