خبراء وعسكريون: الإمارات ..سند للشعب اليمني ودول الخليج

  • 11/8/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدارية حب، ارتسمت على الملامح العربية العريقة لوجوه قيادة الدولة، وهى تحتفي أمس، بعودة المجموعة الأولى من الأبطال المشاركين في قوات التحالف العربي، فما عبرت عنه العيون اللامعة بالاعتزاز والفخر بالوطن، وأبطاله، كانت أبلغ من أبجديات اللغة كافة، المدونة منها والمنطوقة، ففي المشهد الاحتفائي التاريخي بالقوات العائدة الذي توحدت القنوات التلفزيونية الوطنية في بثه أمس، تحدثت الصورة عن التلاحم الذي يربط البيت شعباً وقيادة، وأكدتها مقولة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة البيت متوحد، لذا فالقول الدائم في ذلك ليس عبثياً، أو خيالياً وتمنياً، وإنما هو حقيقة واقعة، وفعل موثق. فعلى مدى ساعات توالت قوافل العز والكرامة من أبناء إمارات الشرف، الذين سطروا ملاحم في المجد في التوافد، وهم يلوّحون بأعلام الدولة لقيادات الدولة الحاضرة، الذين بادلوهم التحية بمثلها، من رفع أعلام العزة عالياً، فيما كان الفخر بعودتهم اللغة المشتركة التي تتحدث بها وجوه شعب الدولة من جميع الحضور، الذين كانوا إلى جانب أسر الشهداء والسعادة بعودة زملاء أبنائهم - الذين استودعوا أرواحهم عند بارئهم - لم تفارقهم، رغم الحزن الذي يسكن قلوبهم على فراقهم، إلا أن الوطن واحد، والفرحة كذلك لا يمكن أن تنقسم، أو تتجزأ، وكان في فرحهم تأكيد ضمني على تماسك البيت. ومن قول إلى آخر من الضيوف الذين استضافهم مذيعو البث الموحد في قنوات الدولة، لنقل انتصار جنودنا إلى العالم، جاء التأكيد المطلق للأداء المشرف للقوات الإماراتية المشاركة مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، في عاصفة الحزم، وإعادة الأمل والأمان لليمن. أمن مترابط وفي استضافة للواء جعفر سعد محافظ عدن قال: قوات التحالف ذهبت إلى اليمن لأن الأمن القومي في منطقة الجزيرة والخليج العربي أضحى مترابطاً، ومتجذراً، فضلاً عن دافعهم الأساسي في استعادة الشرعية لليمن من إيران التي تهدد استقرارنا، وجاءت تلبيتهم لمطلب قيادتنا اليمنية بعدما حاول الحوثيون تنفيذ انقلابهم، بالاشتراك مع المخلوع صالح، حيث لا يريدون لنا التمتع بحياة سعيدة خالية من العنف والإرهاب. ولا بدّ من أن نشكر مركز الملك سلمان الإنساني، والهلال الأحمر الإماراتي، والدعم الخليجي، لتعود الحياة في اليمن، فنحن لم نشعر مع أشقائنا المشاركين في قوات التحالف العربي، أنهم من دول أخرى، حيث أحسسنا أننا كيان واحد، فعمليات الإغاثة في اليمن من أشقائنا الخليجيين لم تقف دقيقة واحدة، فكل الشكر والحب والتقدير نقدمه لهم، لكل ما قدموه من دعم، ومساعدات شعبية، ستظل خالدة في تاريخنا. الوقفة الأساس ومن جانبه قال العميد الركن المتقاعد سالم بن ركاض العامري: الوقفة الإماراتية الأساس، ومصدر القوة للجميع، فالدولة ليست متقدمة اقتصادياً، وعلمياً واجتماعياً فقط، وإنما لديها جيش متطور أيضاً، استطاع أن يقود القافلة، فقواتنا المسلحة أتت بالنصر للشعب، وللأمة العربية، ونصرت المظلوم، وعملت على الوقوف إلى جانبه ليتحقق الهدف بإعادة الشرعية لليمن، وتقدير القيادة لأبطالنا مهم، وكذا إعطاؤها الثقة لقواتنا المسلحة سواء الموجودة في الإمارات أو اليمن. التوازن الاستراتيجي أما العميد أركان حرب إبراهيم آل مرعي، الخبير الاستراتيجي والأمني، فقال رداً على سؤال عما إذا كان استبدال القوات يعني أن التحالف ليس متماسكاً: بداية نقول إن عودة الحكومة اليمنية الشرعية يساعد قوات التحالف في عملها، فبقاؤها خارج الأراضي اليمنية غير صحيح، ويوم 4 سبتمبر/أيلول عند وقوع حادثة مأرب كان الهدف كسر شوكة قوات التحالف، واليوم عندما نرى استقبال القوات، نجد أن أبناء الإمارات كافة يتمنون الانضمام إلى القوات المسلحة، فإن قتل أحدهم فهو شهيد، وإن عاد فهو بطل يكرم من وطنه، وقيادته، فضلاً عن ذلك فدول عدة تسعى اليوم للانضمام إلى التحالف الذي كانت الدولة فيه استثنائية في الجانب السياسي، والعمل الإنساني والاغاثي. فالإمارات حزام يشدّ به الظهر للسعودية، والشعب اليمني، ودول الخليج، والمنطقة كلها، فهي قادرة على القيام بمهامها، والتحالف متماسك، وهناك من يريد الانضمام إليه، ولو كان هشاً، لكانت هناك دول تريد سحب قواتها، ويوم 26 مارس/ آذار الماضي، هو تاريخ إعادة التوازن الاستراتيجي لمنطقة الخليج العربي، والشرق الأوسط، فضلاً عن إعادة الدول الكبيرة النظر للمنطقة الشرق أوسطية، فيما لن تقف دول الخليج عقب هذا التاريخ عاجزة أمام الدفاع عن مصالحها، فدول التحالف الاثنتا عشرة أعادت الأمل لأهل اليمن، من خلال الأراضي التي حررتها في مدة وجيزة. ومن المؤكد أن كثيراً من الشعوب تجد صعوبة في تشكيل قوة مشتركة، وتنفيذ المناورات التي تمت، فما بالنا بتشكيل عمليات من 12 دولة، فيما لم تفكر أي من هذه الدول المشاركة في قوات التحالف في التراجع عن دورها، ولم تحدث مشكلة بين أي منها، حيث قامت كل منها بدورها حسب إمكاناتها، وطبيعة المرحلة. وذهب جنودنا لأداء مهام معينة، فعادوا وقد حققوا بكفاءة، وذكاء، واحترافية، أكثر مما طلب منهم، وعادوا رافعي الرؤوس، شامخي الهامات، فيما سيكمل من ذهبوا مكانهم الانتصارات التي حققها العائدون، والخصم أمامهم ينهار تماماً، فالجيوش تنتصر بالعقيدة، ونحن لسنا دعاة حرب، ولم نفكر يوماً في الاعتداء على أي دولة، لكن عندما نكون على حق، وندافع عن دين وعرض، وحق امة، نكون على صواب، أما الطرف الآخر فهم أناس يدافعون عن استراتيجية كتبت في طهران، ويبحثون عن مال وسلطة، وليس خدمة شعبهم. رجالنا الاستثمار ومن جانبه قال اللواء المتقاعد الركن طيار خالد أبو العينين: رجالنا الاستثمار الذي استثمرته الدولة في أبنائها، والفخر والاعتزاز بهم خلق طابعاً إنسانياً وتلاحمياً وقيادياً. وقال اللواء محمد خلفان الرميثي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي: قواتنا أدت الأمانة، ونفذت أوامر القيادة، وسمعت كلمة وليّ الأمر، نفتخر بهم جميعاً، ونتذكر المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي أسس الدولة وبناها وحظيت بدعمه الكبير، وكان الهدف أن تكون قواتنا من أفضل الجيوش، وقد وفر لها السبل كافة، وجميعنا نفخر بما وصلت إليه من تجهيز، وتدريب، فالمسيرة مستقرة لردّ الحق إلى أصحابه، وشعب الإمارات القاعدة التي انطلق منها الجيش. ومن المتعارف عليه عسكرياً استبدال القوات، فهذا أمر طبيعي وروتيني في مجريات الحروب كافة، لأن للأفراد حدودا معينة، والمعدات تحتاج إلى صيانة وتجهيز، ونسأل المولى عز وجل أن تنتهي العمليات بأسرع وقت، ويحفظ اليمن والدول كافة من هذه الفتنة. وأكد اللواء الركن طيار رشاد السعدي، قائد كلية الدفاع الوطني، أن عملية الاستبدال تكون غالباً مع المعدات، لكن هناك بعض المعدات تبقى غالباً في الميدان، والمعدات المستبدلة تعود بعد وقت معين بعد عرضها على برامج الصيانة. إن استبدال القوات يمثل قوة المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أنه إذا تمت الصيانة في الميدان فذلك يؤكد قوة منظومة الإمداد، أمّا إذا سحبت المعدات واستبدلت آليات أخرى جديدة بها، فتؤكد خبرة الدولة العسكرية والاستراتيجية للمؤسسة العسكرية، المهم في جميع الحالات وجود الأسلحة الطلوبة لتنفيذ المهام المطلوبة. وقال إن دقة إصابة الأهداف العسكرية للحوثيين كان بتقنية ودقة متناهية البراعة، حيث تفادت كل البنى التحتية لدولة اليمن من مدارس ومستشفيات وأقسام شرطة، مؤكداً قدرة قوات التحالف على تحقيق أهدافها ببراعة كبيرة جداً، وأن ما دمر البنى التحتية هم الحوثيون أنفسهم. وشدد على أن إصرار حضور جميع فئات الشعب الإماراتي بكل أطيافه وأعماره له معانٍ وطنية عميقة وكبيرة جداً، ويؤكد حب الشعب للوطن والقيادة، مشدداً على أن ذلك ليس مستغرباً لأنه غرس زايد. ومن جانبه، أكد اللواء الركن المتقاعد سعيد الخاطري أن عملية الاستبدال تؤكد أن القوات العسكرية الإماراتية لديها القدرة العسكرية الاستراتيجية والخبرة العالية في إدارة المعركة، وتؤكد قدرة الدولة على الصيانة والتنفيذ، ولفت إلى أنه من الممكن أن تتم عملية الاستبدال دون القوات، ولكن استبدال الآليات مهم لأن لها قدرة مسافات معينة وبعد هذه المسافات يجب صيانتها. وتابع: إن الحضور يؤكد أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات زرعت في الجميع حب الوطن والتضحية من أجله، وأن هناك ترابطاً وتلاحماً وحباً بين الشعب والقيادة، ويرسخ الوعي العالي للشعب الإماراتي، وهذا ليس بغريب على دولة الإمارات. وشدد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي، إن يوم استبدال الجنود يوم فخر وعز للشعب الإماراتي كله وللقوات المسلحة خاصة، للانتصارات التي حققتها في أرض المعركة باليمن، وزحف الشباب والأطفال دليل على أنهم حريصون ومهتمون بتحملهم مسؤولية استكمال بناء دولة الإمارات، متمنياً أن تدرس هذا الملاحم البطولية لقوات التحالف باليمن في مدارس الدولة وجامعاتها، على أن يقوم عسكريون من قواتنا الباسلة بشرح هذه البطولات، من خلال محاضرات أو لقاءات. وأكد أن هذه الانتصارات تدل على أن دولة الإمارات تمتلك جيشاً قوياً قادراً على مواجهة الأعداء ويزيد الطمأنينة لدى الشعب الإماراتي، وأن دولة الإمارات لن تسكت عن أي انتهاك لأي دولة عربية. وعن المساعدات الإنسانية وأنشطة الهلال الأحمر باليمن، كشف أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً حيث وصل عدد الأسر في مدينة عدن التي تقدم لها المساعدات الإنسانية الشاملة إلى نحو 100 ألف أسرة، وكل أسرة مكونة من 6 إلى 7 أفراد أي هناك 600 إلى 700 ألف فرد تقريباً تقدم لهم المساعدات. وأشار إلى أنه تمت إعادة افتتاح 77 مدرسة للتدريس بشكل كامل من 153 مدرسة في عدن، إضافة إلى عشرات المستشفيات والعيادات، عادت للعمل الطبي بشكل كبير جداً، فضلاً عن شراء سيارات صرف صحي ونشر 1600 حاوية قمامة، لافتاً إلى أن هيئة الهلال الأحمر لم تغفل عن الجانب الترفيهي للشعب اليمني للتخفيف من أعبائهم النفسية حيث تمت إعادة تأهيل الحدائق العامة والكورنيش. وفي مداخلة للدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، أكد أن استبدال القوات أمر عسكري مهم ومطلوب، مؤكداً القدرة العسكرية والاستراتيجية للقوات المسلحة الإماراتية في عملية استبدال القوات وأنها تمت باحترافية شديدة جداً، وعملية الاستبدال عملية معقدة جداً وتتم من خلال مراحل وتجهيزات خاصة، ما يؤكد أن دولة الإمارات دولة إقليمية كبيرة بالمنطقة. وأشار إلى أن مشاركات القوات المسلحة الإماراتية في الحروب السابقة سواء كانت في الكويت أو الصومال أو أفغانستان أو البوسنة والهرسك، جعلت هناك قيادة عسكرية محترفة، مشيراً إلى الاحترافية العالية في تحرير عدن وباقي المدن اليمنية، وفرض الأمن وإعادة الاستقرار. ولفت إلى أن العمليات العسكرية العادية يتم من خلالها تدمير معظم البنى التحية إضافة إلى الجسور والاتصالات والكهرباء، لبث روح اليأس والخوف في نفوس الأعداء، أما ما تم في عاصفة الحزم فباحترافية عسكرية عالية الدقة، من استهداف الحوثيين دون الاقتراب من أي مرافق أو بنى تحتية لدولة اليمن والحفاظ على ممتلكات الدولة والدم اليمني، وأن من دمر البني التحتية هم الحوثيون. وقال إن تحرير مأرب سوف يذكره التاريخ، والعالم كله كان يراقب قوات التحالف في تحرير باب المندب لأهميته الاستراتيجية من تأمين خطوط مواصلات الطاقة، حيث يمر يومياً 3 ملايين برميل نفط. وأكد أن دور دولة الإمارات سواء العسكري أو السياسي أو الإنساني في حرب اليمن لا يُنسى وأن هذا الدور لم يأت من فراغ وإنما من قيادة رشيدة حكيمة مبدعة، مشيراً إلى أن الأزمات هي مقياس النجاح ونجاح دولة الإمارات كان واضحاً في إدارة الأزمة، متمنياً أن يتم تدريس ما تقوم به قوات التحالف لأنه سوف يكون مرجعاً عسكرياً للأجيال المقبلة. الكعبي :رفعوا الظلم والعدوان هنأ علي سالم الكعبي وزير ديوان شؤون الرئاسة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية، القيادة الرشيدة، بمناسبة عودة الدفعة الأولى من قوات الإمارات المسلحة المشاركة ضمن التحالف العربي، لنصرة اليمن الشقيق، بعد أن استبدلت بها الدفعة الثانية التي باشرت المهام الموكولة إليها في اليمن، كما هنأ أسر الجنود الأبطال الذين قاموا بواجبهم الإنساني والوطني تجاه وطنهم وأشقائهم في اليمن، مستذكراً ما قدمه جنود الإمارات من أرواح استشهدت في سبيل الحق والواجب ونصرة الشعب اليمني الشقيق. وقال إن النجاح الذي حققه أبناء الإمارات البواسل في اليمن الشقيق، وما اكتسبوه من انتصارات مشرّفة للوطن وللأمة العربية والإسلامية، إنما هو ترجمة حقيقية لفكر القيادة الرشيدة التي كانت وراء تحقيق الانتصار بخاصة في عدن، ومأرب والمدن الأخرى التي استبسل فيها رجال الإمارات الممثلون بجنودها الأشاوس الذين لم يتوان أيٍ منهم عن القيام بواجبه، ورفع الظلم والعدوان عنه، لينعم بالأمن والسلام، ويتحقق الاطمئنان لأبناء الخليج الواحد. الراشد : نواصل معركة الشرف العميد الركن مسلم الراشدي: ما قدمته القيادة الرشيدة من خلال توفير الغطاء السياسي والعسكري كان له الدور الأكبر في تحرير مأرب. أكد العميد الركن مسلم الراشدي قائد قوة تحرير مأرب، أن ما قدمته قيادتنا الرشيدة من خلال توفير الغطاء السياسي والعسكري، كان له الدور الأكبر في تحرير مأرب ذات الأهمية الكبيرة، نظراً لقربها من العاصمة صنعاء والحدود السعودية، مشيراً إلى أن تحرير مأرب أتى في مرحلة مهمة ستليها مراحل أخرى حتى يتم تحرير اليمن بالكامل. وأشاد في لقاء معه، خلال البث المفتوح لنقل احتفالات الدولة باستقبال الدفعة الأولى من أبطالها البواسل، بدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والاتصال المباشر مع أفرادها، وثقة سموه الكبيرة بجنود القوات المسلحة وضباطها البواسل الذين تسلموا مهامهم في اليمن من القوات العائدة إلى أرض الوطن لمواصلة ما بدأه إخوانهم في معركة الشرف والحق والواجب. وشدد على أن مشاركة قواتنا المسلحة لإعادة الشرعية إلى اليمن مع قوات التحالف بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية، خط فاصل رئيسي، مشيراً إلى أن المشاركة كانت إماراتية تخطيطاً وتنفيذاً بامتياز، حيث كان لنا شرف المشاركة من قبل في مهام عسكرية في كل من الصومال وكوسوفا والكويت وألبانيا وأفغانستان.

مشاركة :