شدد وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني، أمس، على أن «لبنان يقع عليه عبء إثبات أن حزب الله يمكن أن يغيّر سلوكه لرأب الصدع مع دول الخليج العربية». وقال الزياني، خلال منتدى حوار المنامة للأمن المنعقد في البحرين «يمكننا تقديم الدعم ومحاولة إيجاد حلول في المستقبل، لكن ذلك بعدما يتبين أن حزب الله يمكن أن يغيّر سلوكه»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الأزمة الحالية في لبنان يجب حلها من داخل لبنان، وعلى اللبنانيين إبداء رغبتهم في تغيير سلوك حزب الله». ولفت الزياني الى أن «700 صاروخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه السعودية، يضاف إليها الطائرات المسيّرة، وهو أمر غير مقبول». وأوضح «أننا نساعد اليمنيين حتى نصل الى تسوية على صعيد اليمن». ويواجه لبنان أسوأ أزمة دبلوماسية مع دول الخليج، من جراء تصريحات مسيئة للسعودية، أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي. ودفعت هذه التصريحات السعودية والبحرين والكويت إلى طرد سفراء لبنان لديها، واستدعاء سفرائها لديه. وبسبب القلق من تزايد نفوذ «حزب الله»، حجبت دول الخليج، المانح التقليدي للمساعدات إلى لبنان، دعمها لهذا البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية عميقة. وذكرت السعودية أن الإجراءات التي اتخذتها ضد لبنان في الشهر الماضي، والتي تشمل حظرا على الواردات، لم تكن ردا على تصريحات قرداحي فحسب، وإنما لإبداء عدم الارتياح بشأن سيطرة «حزب الله» على السياسة في لبنان. ويرفض قرداحي الاعتذار عن تصريحاته أو الاستقالة من منصبه. وعبّر الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله، عن دعمه له في الخلاف الدبلوماسي ورفض الدعوات المطالبة باستقالته. في غضون ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وفدا أميركيا ضم النائبين في «الكونغرس» داريل عيسى ودارين لحود، ورئيس «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» إدوار غبريال، والأعضاء مايك أحمر، وهانيا أحمر، وماكاي لحود، وجايمس ماكليلن، في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا. وخلال الاجتماع، أبدى ميقاتي تقديره «لوقوف الولايات المتحدة الى جانب لبنان ودعمها المستمر للجيش»، مشددا على «التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية والحفاظ على الأمن والاستقرار». بدوره، شدّد الوفد الاميركي على الوقوف الى جانب لبنان على مختلف الصعد وعلى دعم جهود الحكومة اللبنانية». كما شدد على «ضرورة إنهاء الخلافات السياسية بما يتيح التركيز على معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية». على صعيد آخر، نفى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، في بيان أمس، ما أوردته جريدة الشرق المحلية حول قيام الرئيس ميشال عون ببناء قصر في منطقة الرابية، في جبل لبنان، على أرض متنازع عليها. وقال البيان «في إطار سلسلة الأكاذيب والأخبار الملفقة والروايات المختلقة، التي تدأب جريدة الشرق على نشرها، دسّت اليوم في صدر صفحتها الأولى أكذوبة جديدة مفادها أن الرئيس عون يبني قصرا في منطقة الرابية على أرض متنازع عليها، وسط تكتم شديد، وفي ظل طوق أمني محكم». وأضاف أن «مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، ودحضاً لهذه الأكذوبة الجديدة، يوضح أن بناء منزل خاص برئيس الجمهورية بدأ عام 2014 وانتهى في منتصف 2016، أي قبل انتخاب العماد عون رئيسا، ولم ينتقل اليه بعد. ولا حاجة بالتالي إلى التكتم، لأن البناء فوق الأرض وليس تحتها». وتابع: «أمّا الادعاء بأن الأرض التي شيّد عليها المنزل موضع نزاع فهو ادعاء باطل، لأن الأرض مشتراة وفقا للأصول، فيما الإجراءات الأمنية المتخذة هي طبيعية لحراسة منزل رئيس للجمهورية».
مشاركة :