جلالة الملك ومنتدى باريس للسلام

  • 11/21/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مثَّلت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬باريس‭ ‬للسلام‭ ‬الذي‭ ‬احتضنته‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس‭ ‬برعاية‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانول‭ ‬ماكرون،‭ ‬رسالة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬للعالم‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مضامين‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لهذا‭ ‬المنتدى،‭ ‬ويمكننا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تلخص‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‭ ‬باعتباره‭ ‬الأساس‭ ‬للاستقرار‭ ‬والتنمية‭.‬ أولا‭: ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمة‭ ‬المسجلة‭ ‬لهذا‭ ‬المنتدى‭ ‬المهم‭ ‬وأمام‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات‭ ‬ليؤكد‭ ‬الإرادة‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬المستمر‭ ‬والدائم‭ ‬لدعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬ازدادت‭ ‬فيه‭ ‬الصراعات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بتقويض‭ ‬الاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬كل‭ ‬تنمية‭ ‬وازدهار‭ ‬وتقدم‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬ ثانيا‭: ‬أكدت‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬دعم‭ ‬البحرين‭ ‬المستمر‭ ‬للجهود‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬السلمية‭ ‬أو‭ ‬تدعمها‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬باعتبارها‭ ‬بلدا‭ ‬مسالما‭ ‬ويؤمن‭ ‬بالتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬وتبني‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬وعلى‭ ‬رفض‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬والحروب‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات‭ ‬إيمانا‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬السلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬تبنيه‭ ‬السياسات‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المشكلات‭ ‬والخلافات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬بالحوار‭ ‬السلمي‭ ‬العقلاني‭ ‬مها‭ ‬تعقدت‭ ‬الأوضاع‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الحوار‭ ‬الدولي‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬ترضي‭ ‬الجميع‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬والحروب‭ ‬وويلاتها‭ ‬التي‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬واستقراره‭ ‬وازدهاره‭.‬ ثالثا‭: ‬أكدت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬أيضا‭ ‬حرص‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬الجدية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬شعوبها‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬الثنائي‭ ‬أو‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تبادل‭ ‬المصالح‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬عيش‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬لأن‭ ‬الإنسان‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬التنمية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬ثمارها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬ رابعا‭: ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬بها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬الدولي‭ ‬بمحاوره‭ ‬المهمة‭ ‬مثلت‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬للحوار‭ ‬الدولي‭ ‬لمواجهة‭ ‬المشكلات‭ ‬بشكل‭ ‬عقلاني‭ ‬وخاصة‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ومواجهة‭ ‬المشكلات‭ ‬المتفاقمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المناخ‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وأصبحت‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬مهددة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬مراعاة‭ ‬التوازن‭ ‬البيئي‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الشتاء‭ ‬صيفا‭ ‬والصيف‭ ‬شتاء‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬وظهور‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬معقول‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬جسيمة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الثلجية‭ ‬والباردة‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الأمطار‭ ‬والتأثير‭ ‬سلبا‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬وذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬التدمير‭ ‬التدريجي‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬يحيا‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ ‬والتي‭ ‬أصيبت‭ ‬بضرر‭ ‬فادح‭ ‬يصعب‭ ‬معالجته‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬العلاجية‭ ‬العاجلة‭ ‬والجدية‭.‬ وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬والتي‭ ‬تؤدي‭ ‬باستمرار‭ ‬إلى‭ ‬نشوب‭ ‬مواجهات‭ ‬تسهم‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬الإضرار‭ ‬بالبشر‭ ‬والبيئة‭ ‬والموارد‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الإنسان‭ ‬للعيش‭.‬ خامسا‭: ‬كما‭ ‬تضمنت‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬تأكيدا‭ ‬واضحا‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬استحقاقا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬والتي‭ ‬أكدتها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬جادة‭ ‬وذات‭ ‬بعد‭ ‬إنساني‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬المتزايدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬حتى‭ ‬يحظى‭ ‬الإنسان‭ ‬بحياة‭ ‬كريمة‭ ‬وباستقرار‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬ إن‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تعزيز‭ ‬ما‭ ‬درجت‭ ‬عليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬راسخ‭ ‬لمبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬الدوليين‭ ‬والتعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والتضامن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬ومستقبل‭ ‬البشرية‭.‬

مشاركة :