تقدّم الهيئة الملكية للعلا في موسمها لهذا العام العديد من البرامج والفعاليات التي تحاكي الماضي في مجملها لمدّ جسر عبور للأحفاد وللاطلاع على أبرز مقومات العصر القديم من خلال ثلاث فعاليات رئيسية ونوعية، إلى جانب البرامج الإضافية. والزائر للعلا يعيش تجربة مساء الحجر بين معالم حضارات لا ينساها التاريخ، وتبقى آثارها ظاهرة للعيان بين جلاميد تلك المنطقة الساحرة بتضاريسها وواحتها الجاذبة. وفي جبل الخريمات ومن أمامِ واجهاتِ المدافنِ النبطية، استمتع الزوار بتجربة خاصة وفريدة بعناصرها المعمارية والاستمتاع بهدوءِ "الحجر" وسمائها المتلألئة بالنجومِ. ومن بين صفحات تاريخ الأنباط تجسد إحدى الفرق المسرحية قصة الملكة شقيلة على أرض الواقع، وتستحضر التاريخ الظاهر بشخوصه وتفاصيله، ويعيش الزائر حكاية الأجداد وبعضاً من لغتهم النبطية الأصيلة عبر إقامة عرض مسرحي في الهواء الطلق وفي "الحجر" تحديداً من أمام قصر ملكيون "قصر الصانع". وتعود ثقافة المسرح في المملكة بشكل يثير الدهشة في ظل التنوع البصري والثقافي الذي تشهده عبر إحياء التراث والإسهام في استثماره بشكل فعال، وتتوهج الحجر من خلال العروض المسرحية التاريخية. وتوافقت أهداف الفعاليات مع رؤية الهيئة الملكية للعلا لحماية التاريخ والحفاظ عليه وتعزيزه من خلال الفعاليات التي ترسخ مكانة العلا كوجهة ثقافية متميزة، إلى جانب إسهام الفعاليات كمنصّة لعرض الفعاليات التاريخية. ولم تقف جهود الهيئة في حضور تاريخ الأنباط تحديداً للزوار، بل على مستوى حضارة المكان فتجد بلدة العلا التاريخية إحدى أهم المواقع اللافتة لزوار موسم العلا التي تجسد حياة أبناء العلا في بلدة لم تتغير ملامحها عبر مئات السنين، بل أسهمت الهيئة الملكية في تحضيرها لتصبح أهم المزارات التاريخية الزاخرة بمنتجات نوعية رفعت من سقف الناتج الثقافي، ويمكن للزائر التجول بين أزقتها والتعرف على منتجات تاريخية صممت بطريقة عصرية. وتبقى ساعة طنطورة الشهيرة منارة إشعاع لثقافة المنطقة التي تحدد ملامح العمل والوقت والإنتاج والثورة الزراعية والإدارة الفعالة للتنمية ووثقت علاقتها بكل زوارها ومحبيها. عرض مسرحي في الهواء الطلق استحضار الماضي بشخوصه وتفاصيله
مشاركة :